في غالبية البيوت العربية، تكون المرأة هي المسؤول الأول عن الطبخ، ويعد دخول الرجل المطبخ ومشاركته إعداد وجبة ما حدثا كبيرا. بل إن بعض النساء يشعرن بالضيق والتململ حال قرر الزوج دخول المطبخ وإعداد الطعام بسبب الفوضى التي يحدثها، رغم أن العلم لا يتفق معهن.
متخصصون اجتماعيون لفتوا إلى أهمية مشاركة الزوجين الطبخ. فالطبخ سويا، أكثر من مجرد وسيلة لوضع الطعام على الطاولة، إنها وصفة لعلاقة أكثر صحة وسعادة وأكثر ارتباطا.
فوائد الطبخ معا
تعد مشاركة الطبخ بين الزوجين نشاطا ضروريا يمكنه تعزيز العلاقات وترك الكثير من الأثر الجيد بينهما، ومشاركة ذكريات دائمة، حتى لو اقتصر الأمر على الطبخ مرة واحدة أسبوعيا.
تعدد الكاتبة المتخصصة في استشارات ما قبل الزواج والتعامل مع الانفصال كالانثا كوينلان، في مقال على موقع "ماريدج"، بعض فوائد مشاركة الزوجين الطبخ فيما يلي:
-
تعزيز التواصل: عندما يتشارك الزوجان في المهام ومناقشة المكونات والتعاون في الوصفات، يمكن لهذا الحوار أن يحسن مهارات الاتصال العامة لديهما ويسمح بإجراء محادثات جادة في بيئة غير جادة.
-
بناء الثقة: تعد الثقة المتبادلة أساس أي علاقة ناجحة. ويجب أن تشمل هذه الثقة الأشياء الكبيرة والصغيرة، مثل اتخاذ قرارات مالية أو الطهي سويا في المطبخ.
-
وقت ممتع: في ظل الجدول اليومي المزدحم، غالبا ما يتم التغاضي عن قضاء وقت ممتع. الطبخ معا يضمن قضاء بعض الوقت الممتع.
-
الأهداف المشتركة: التخطيط لصنع وجبة لذيذة هدف جيد بحد ذاته حتى لو كان بسيطا. وجود أهداف مشتركة يحسن جودة العلاقات، وإعداد وجبة سويا يوفر شعورا بالإنجاز بينما يعمل الزوجان على تحقيق هدف مشترك، ويعزز الإحساس بالعمل الجماعي.
-
إثارة الرومانسية: مع تزايد ضغوط الحياة تتحول الرومانسية إلى عنصر رفاهية بين الزوجين. الطبخ معا وتقاسم إعداد الوجبة والتفاصيل المرتبطة بها حتى مع الأخطاء والفشل في إعدادها يعيد شرارة الرومانسية واستكشاف ذلك الجانب من شخصية الزوجين مرة أخرى.
-
تعلم مهارات الصبر: يتطلب الطبخ الكثير من الصبر، ومع الطبخ سويا وما يمكن أن يحدث من اخفاقات، يتدرب الزوجان على التحلي بمهارات الصبر، وهو ما يمكن أن يترجم إلى صبر في جوانب أخرى من علاقتهما.
-
تنمية مهارات حل المشكلات: هناك بعض التحديات التي تكون حاضرة عند إعداد وجبة ما. على سبيل المثال، عدم وجود بعض المكونات الضرورية لإعداد الوجبة، أو حدوث فوضى كبيرة. يخلق العمل سويا نوعا من التكيف والبحث عن الحلول معا، بدلا من إلقائها على عاتق طرف واحد. يمكن نقل مهارات حل المشكلات هذه إلى تحديات الحياة حيث يتعلم الشخص أن يكون أكثر استيعابا لشريكه والبحث عن الحلول سوي
نصائح للطهي معا كزوجين
على قدر أهمية الطهي سويا وأثره الإيجابي على العلاقة بين الزوجين، يجب على الزوجة مراعاة بعض الأشياء لقضاء وقت ممتع أثناء الطبخ مع شريك حياتها:
-
التخطيط معا: الخطوة الأولى نحو الاستمتاع بتجربة الطهي المثالية للزوجين معا هي التخطيط سويا بدءا من تحديد الوصفة التي يفضلها الطرفان وأي إضافات أخرى يقترحها أيا منهما.
-
توزيع المهام: من الضروري تحديد المهام قبل البدء في العمل، إذا كان الزوج يحب تقطيع الخضروات، يمكنه فعل ذلك أثناء قيام الزوجة بإعداد الصلصة، مما يجعل عملية الطهي أكثر سلاسة.
- خلق حالة مزاجية رومانسية: رغم أن البعض ينظر إلى الطبخ بأنه عملية مزعجة، يمكن خلق حالة رومانسية عند الطبخ سويا، وذلك بتهيئة الجو المناسب، مثل تشغيل بعض الموسيقى الهادئة، وإشعال الشموع، والأهم من ذلك التغاضي عن أي إخفاق يحدث في المطبخ والتعامل معه بخفة.
-
التحلي بالصبر: من الطبيعي جداً أن تحدث الأخطاء، خاصة إذا كان الزوج لم يطبخ مسبقا. التحلي بالصبر واستيعاب الأمور وتهيئة النفس على تقبل الفوضى في المطبخ يترك أثرا إيجابيا في نفس الزوج وفي تحسين جودة العلاقة بين الزوجين.
-
تقدير المجهود: بعد إعداد الوجبة وتناولها سويا، لا بد من أخذ وقت لتقدير المجهود المشترك، والثناء على العمل كفريق والاحتفال بذلك.ما أنواع الأطعمة التي يمكن طهيها سويا
لفت مقال على موقع "رين كيتشينز"، إلى أن اختيار الوصفات البسيطة والسهلة أمر ضروري إذا ما قرر الزوجان الطبخ سويا. وأوضح المقال إلى أن الوصفات البسيطة تتيح للزوجين رؤية نتائج سريعة لجهودهما، خاصة إذا كان الزوج مبتدئا، يجعله ذلك يشعر بأن الطبخ ممتعا وجذابا، ويجعله متحمسا لتكرار التجربة مرة أخرى.
وتعتبر الأطباق البسيطة مثل المكرونة والفاهيتا والسجق وصفات سهلة لا تحتاج إلى وقت أو مجهود كبير في صنعها، رغم أنها تحتوي على تفاصيل كثيرة من تقطيع الخضروات وإعداد الصلصة. وتسمح تلك التفاصيل بقضاء وقت جيد مع الزوج ومشاركة صنع الوجبة دون عناء، مما يتيح للزوجين تحصيل عدد من الفوائد التي تنبع عن فعل الطهي سويا وخلق ذكريات لطيفة والاستمتاع بوجبة مضمونة.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية