شركة ألمانية تطلب خفض الجمارك على السيارات الكهربائية الصينية.. لماذا؟

Mercedes-Benz-factory-2-1710246469.webp
حجم الخط

وكالة خبر

يخطط الاتحاد الأوروبي لفرض تعريفات عقابية على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، من أجل حماية شركات السيارات المحلية من المنافسة الرخيصة، لكن رئيس شركة مرسيدس بنز أولا كالينيوس قال إن شركته لا تطلب الحماية، حسبما نقلت عنه مجلة "دير شبيغل" الألمانية.

وحسب تقرير للمجلة، كان مصنّعو السيارات الأوروبيون لاعبين مهمين في السوق العالمية لعقود من الزمن، لكن مع التركيز المتزايد على السيارات الكهربائية، تكتسب الشركات الصين المصنّعة حصة في السوق، وتتهم مفوضية الاتحاد الأوروبي الصين بمنح مزايا للمصنّعين المحليين من خلال دعم غير قانوني.

وستقرر مفوضية الاتحاد الأوروبي، في الأشهر المقبلة ما إذا كانت ستفرض رسوم استيراد أعلى على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين.

لكن صناعة السيارات الألمانية على وجه الخصوص ليست متحمسة للغاية لهذه الخطط، وفق قول رئيس شركة مرسيدس بنز، الذي دعا مفوضية الاتحاد الأوروبي إلى خفض الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، مضيفا "لا ترفعوا التعريفات. أنا لا أتفق مع ذلك، وأعتقد أننا يجب أن نسير في الاتجاه الآخر، وأن نخفض الرسوم الجمركية".

وذكرت دير شبيغل أن الاتحاد الأوروبي بدوره اتخذ مؤخرا الخطوات الأولى لفرض رسوم استيراد بأثر رجعي على السيارات الكهربائية الصينية، وفي حين أن شركات صناعة السيارات الفرنسية -مثل رينو- ليس لديها أعمال كبيرة في الصين، وتشن حملة بشأن التعريفات الجمركية، فإن شركات صناعة السيارات الألمانية تعتمد بشكل كبير على الأعمال التجارية في الصين، وتخشى ردة فعل الحكومة الصينية.

في الاتجاه الخاطئ

وقال كالينيوس إن المنافسة مع الصين تساعد المصنّعين الأوروبيين على إنتاج سيارات أفضل على المدى الطويل، وإن تدابير الحماية التي يتخذها الاتحاد الأوروبي "تسير في الاتجاه الخاطئ".

وأضاف أن رغبة الشركات الصينية في التصدير إلى أوروبا هي "تطور طبيعي للمنافسة يجب أن يقابل بمنتجات أفضل وتقنية أفضل ومزيد من المرونة. هذا هو اقتصاد السوق، "دعونا نترك المنافسة تأخذ مجراها".

ولا تعتمد مرسيدس على الصين فقط في المبيعات، وفق المجلة الألمانية، إذ تعود ملكية حوالي 20% من أسهم الشركة إلى شركتي صناعة السيارات الصينيتين "جيلي" و"بايك".

وتجري المفوضية الأوروبية تحقيقا في ممارسات الدعم الصينية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويعتمد القرار بشأن ما إذا كان ستُفرض الرسوم الجمركية لحماية الشركات المصنعة في الاتحاد الأوروبي على نتيجة التحقيق، الذي يتوقع أن يكتمل بحلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وقال كالينيوس، في إشارة إلى خطط اللجنة "لم نطلب هذا.. نحن كشركة لا نطلب الحماية، وأعتقد أن أفضل الشركات الصينية لا تطلب الحماية كذلك، إنهم يريدون المنافسة في العالم مثل أي شخص آخر".

وقال مدير مرسيدس إن التاريخ يظهر أن إجراءات الحماية لا تؤدي إلى نجاح طويل الأجل، مضيفا "لقد أدى انفتاح الأسواق إلى النمو، خاصة في المعجزة الاقتصادية الصينية، التي انتشلت مئات الملايين من الناس من الفقر".

وتخضع السيارات الكهربائية الصينية حاليا لتعريفة بنسبة 10% عند استيرادها إلى أوروبا، في حين يدفع مصنعو السيارات الأوروبيون 15% عندما يصدّرون إلى الصين، وتُنتج معظم السيارات الألمانية المبيعة في الصين هناك.

وأوضح كالينيوس أن كلا الجانبين يجب أن يهدفا إلى خلق أوضاع اقتصادية مربحة للجانبين، وفق المجلة.

المصدر : الصحافة الألمانية