اثار الفيديو الذي نشرته إسرائيل عن لحظة اعتقال كتائب القسام للمجندات الاسرائيليات اللواتي أوكلت لهن مهمة مراقبة سكان غزة ومحاصرتهم ، اثارت ردود فعل كبيرة وهائلة في المجتمع الإسرائيلي. وفي مجمل ردود الفعل ان هؤلاء نساء وصبايا يجب احترامهن والتعامل اللائق معهن دون قسوة ودون عنف . وانا أؤيد هذا الرأي فالمرأة يجب احترام انوثتها وعدم الزج بها في القتال الخشن والمهمات الحربية فهي ام المستقبل ومربية الأجيال .
كان للأقدمين ثقافة عظيمة حول المرأة ، وانا احترمها بشدة وهي تتفق مع رؤية الأحزاب الإسلامية لا سيما حزب التحرير ومع رؤية المتدينين اليهود "حريديم" : فالمرأة عند القدماء لها مهمات مقدسة غير القتال وهي تربي المقاتلين وهي زوجة المقاتل .
وفيما تؤكد إسرائيل "العلمانية الليبرالية" على ان التجنيد الاجباري للمرأة من عمر 18 عاما ولمدة 3 سنوات في الجيش. لا تكتفي بتكليفهن بمهمات إدارية ولوجستية بل تتعمد اشراكهن بالمهمات القتالية والاجرامية مثل القتل والعمليات الخاصة والمستعربين ، ووحدات دموية ولا إنسانية حتى أصبحت إسرائيل تفاخر بوجودهن في الصحراء او البحرية . وغيابهن بشكل مشترك مع الرجال لأشهر طويلة في الصحراء او البحر .
بالغت إسرائيل في تقديم المرأة اليهودية كمقاتلة تنخرط في مهمات حربية ودموية وان لا فرق بينها وبين الرجل وكان المتدينون اليهود يرفضون ذلك ويسألون : ماذا لو وقعت في الاسر عند الأعداء؟ وكيف يتم التعامل مع الامر؟ وكيف تختلط في عمر 18 عاما بالرجال في معسكرات مغلقة !!.
وكان السابع من تشرين اول هو الامتحان العملي للأمر برمته . فارتبكت حكومات اليمين الإسرائيلي، وبدلا من إعادة التفكير في مسألة اشراك المرأة بالمهمات القتالية طرحت مشروع تجنيد اجباري للمتدينين !!.
وهدد الحاخامات علنا بالهجرة من إسرائيل لو حاولت حكومة نتانياهو فرض الامر عليهم .
بعد ما حدث في أكتوبر. نشر الاحتلال المجندات على الحواجز بشكل غريب ومبالغ فيه، واوكل لهن مهمة التنكيل بالمدنيين الفلسطينيين ، وفي معظم شهادات مراكز الاسرى وحقوق الانسان ان المجندات هن من قمن بتعذيبهم واطلاق النار عليهم وتعريتهم وتصوير اعضائهم التناسلية والاجرام في المسافرين بطريقة تخجل مؤسسات حقوق الانسان عن ذكرها .
في داخل المسجد الأقصى مجندات ، وعلى الحواجز العسكرية مجندات ، وفي عنابر السجون واقبية التعذيب مجندات ، وفي محاصرة غزة مجندات ...الخ
حاولت ان اكتب على محركات البحث وجوجل مصطلحات من قبيل (مجندات – امرأة يهودية – يهودية – صبايا يهوديات نساء يهوديات – بنات تل ابيب .. ومثلها ) فلم يظهر سوى صور نساء يحملن البنادق الطويلة !!.
جربت ان اكتب ( السيدة اليهودية – الام اليهودية – محترمات يهوديات – محترمات اسرائيليات ... ) وكانت النتيجة غالبا نساء محاربات يحملن السلاح .
ربما يكون للجان المرأة في العالم موقفا سلبيا من مقالتي. لكن وجهة نظري ان لا تشارك المرأة في القتل او الاجرام او النسف او التعذيب او مثل هذه المهمات الدموية .
وان المجتمعات البشرية من كل الاديان والمذاهب يجب ان تحترم انوثة المرأة. وان توكل لها مهمات تليق بكرامتها كام او هي الام المفترضة للأجيال القادمة .
الغرب بقيادة أمريكا لم يعد يكتفي بالدعوة للمساواة بين المرأة والرجل . بل وصل الان للدعوة الى المثلية الجنسية ، وان يتزوج الرجل من رجل وتتزوج المرأة من امرأة أخرى .
الاعلام العبري لم يقف ولم يعلّق إيجابا على وجود مقاتلات من كتائب القسام تم تكليفهن بمرافقة النساء اليهوديات الاسيرات اللواتي افرج عنهن في اليوم ال57 من الحرب بصفقات تبادل .
ولكن الاعلام العبري فقد رشده كيف ان هناك مجندات اسرائيليات في الاسر عند حماس !.
لا تزال الحياة تصدمنا كل يوم. ومع كل صدمة لا نتعلم ابدا ، بل يزداد الشقاء والالم على طريقة سيزيف. وكأنها عقوبة من الالهة لما تفعل البشرية بنفسها .