تسعى حركة حماس إلى الحصول على ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة من أجل الموافقة على مقترح الهدنة الذي تدعمه الولايات المتحدة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، عن مصدرين أمنيين مصريين.
وقال وسطاء قطريون ومصريون إن حماس ردت يوم أمس، الثلاثاء، على خطة من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار تهدف لإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من ثمانية أشهر على قطاع غزة المحاصر، دون تقديم تفاصيل؛ فيما قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن حركة حماس "اقترحت تعديلات، بعضها قابل للتطبيق".
وقال المصدران المصريان ومصدر ثالث مطلع على المحادثات إن حماس لديها مخاوف من أن المقترح الحالي لا يقدم ضمانات صريحة بشأن الانتقال من المرحلة الأولى من الخطة، التي تشمل هدنة لستة أسابيع وإطلاق سراح بعض الرهائن، للمرحلة الثانية التي تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل.
وأوضح المصدران المصريان أن حماس ستقبل بالخطة إذا حصلت على ضمانات ووأشارا إلى أن مصر على تواصل مع الولايات المتحدة بشأن ذلك المطلب. وذكر المصدر الثالث أن "حماس تريد تطمينات بشأن الانتقال التلقائي من المرحلة الأولى لما بعدها وفقا للاتفاق الذي أعلنه الرئيس بايدن".
وعندما أعلن بايدن الخطة، قال إنه في حال استغرقت المفاوضات بشأن الانتقال للمرحلة الثانية فترة أطول من ستة أسابيع يمكن للهدنة أن تستمر خلال فترة التفاوض.
من جانبه، قال القيادي في حماس، أسامة حمدان، في تصريحات للتلفزيون "العربي"، إن "الاحتلال هو من يعطل الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، وأشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي، بلينكن، أنه "جزء من المشكلة وليس جزءًا من الحل"، مشددا على أن "الإدارة الأميركية تجاري إسرائيل في التملص من أي التزام بمقترح لوقف دائم لإطلاق النار"،
ولفت حمدان إلى أن "اليوم التالي للحرب سيكون يومًا فلسطينيًا نقرر فيه واقعنا ومستقبلنا"، وذلك في تعليق على تصريحات أدلى بها بلينكن من الدوحة قال فيها إن واشنطن ستقدم "أفكارًا ملموسة" بشأن غزة ما بعد الحرب، في الوقت الذي تضغط فيه على إسرائيل من أجل وضع خطة.
بدوره، اعتبر القيادي في حماس، عزت الرشق، الأربعاء، أن تحريض الإعلام الإسرائيلي على رد الحركة على مقترح تبادل الأسرى، مؤشرا على محاولات "التهرّب من استحقاقات الاتفاق". وقال الرشق، في بيان، إن "تحريض الإعلام الإسرائيلي على رد حماس، مؤشر على محاولات التهرّب من استحقاقات الاتفاق".
وأكد أن رد الحركة والفصائل الفلسطينية على المقترح "يتسم بالمسؤولية والجدّية والإيجابية". وأشار الرشق إلى أن هذا الرد ينسجم مع "مطالب الشعب والمقاومة ويفتح الطريق واسعًا للتوصل لاتفاق".
ومساء الثلاثاء، أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في بيان مشترك "تسليمهما رد فصائل المقاومة للقطريين، خلال لقاء مع رئيس الوزراء القطري (محمد بن عبد الرحمن آل ثاني)، كما تم إرسال الرد للمصريين"، على مقترح صفقة وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع إسرائيل، الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في 31 أيار/ مايو/ الماضي.
وجاء تسليم الرد غداة تبنّي مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أميركي يدعو إسرائيل وحماس إلى التطبيق الكامل لمقترح الصفقة. وفي وقت لاحق، أعلنت مصر وقطر، تسلّمهما رد حماس وبقية الفصائل الفلسطينية على المقترح الذي يتضمن 3 مراحل لوقف إطلاق النار، وينص في نهاية المطاف على وقف دائم للأعمال القتالية، وإطلاق سراح الرهائن.
وقالت حماس، الثلاثاء، إن ردها الإيجابي "يفتح الطريق واسعا للتوصل لاتفاق". لكن مسؤولا إسرائيليا تحدث لوكالة "رويترو" قال إن حماس "غيرت كل المعايير الرئيسية والأكثر أهمية" ووصف رد الحركة بأنه رفض لمقترح بايدن للإفراج عن الرهائن.
وتعقيبًا على رد حماس، نقلت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") عن مسؤول رفيع (لو تسمه)أن "إسرائيل تلقت رد حماس على المقترح الإسرائيلي بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن، والحركة رفضت في ردّها مقترح للصفقة الذي عرضه الرئيس بايدن".
وعلّق فريق التفاوض الإسرائيلي بالقول إن "رئيس الموساد، دافيد برنياع، تلقى رد حماس من رئيس وزراء قطر، وبعد فحص الرد، تبيّن أن حماس غيّرت كل العناصر الجوهرية في المقترح"، واعتبرت مسؤول إسرائيلي رفيع أن الرئيس بايدن تحدث عن قبول المقترح أو رفضه كما هو، والتوقيع عليه وتنفيذه".
وقال مسؤول "مطلع" (ليس من إسرائيل) تحدث لوكالة "رويترز" إن حماس في ردها اقترحت جدولا زمنيا جديدا لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع بما في ذلك رفح.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال بلينكن، مساء اليوم، إن الولايات المتحدة راجعت الاقتراحات التي قدمتها حماس الثلاثاء، مضيفًا أن "بعض التغييرات قابلة للتنفيذ، والبعض الآخر ليس كذلك".
وأضاف أن بلاده "ستواصل العمل مع الوسطاء لسد الفجوات" في سبيل التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل، لتحقيق وقف تام لإطلاق النار في غزة. من جهته، قال آل ثاني خلال المؤتمر إن قطر "تعول على الدور الأميركي وكافة الشركاء للضغط على الأطراف لوقف الحرب في غزة".
وتابع "ناقشنا مع بلينكن رد حماس والفصائل على مقترح واشنطن (تقدم به بايدن نهاية مايو/أيار الماضي) وملتزمون بالتقريب بين الفرقاء للتوصل إلى وقف للحرب على غزة". وأضاف أن قطر "ملتزمة" مع شركائها بـ"كسر الهوة ومحاولة حل الفروقات كأفضل وسيلة لإنهاء الحرب".