افتراءات امام حشد من المفترين في وكر الافتراء العالمي.. نحن نحب الحياة اذا ما استطعنا اليها سبيلا

lFDcS.png
حجم الخط

بقلم حمدي فراج

  لم يكن المتظاهرون المحتجون حول مبنى الكابتول "الكنغرس" على استقبال نتنياهو في حرمه، لم يكونوا هم اول من تطولهم افتراءاته، فقد وجه نفس الاتهام بطريقة أوضح لجنود جيشه من الاحتياطيين و الطيارين الذي ابدوا تمنعا في الالتحاق بوحداتهم ابان المظاهرات الأسبوعية التي ملأت الشوارع الإسرائيلية قبيل السابع من أكتوبر، وقتها اتهمهم انهم عملاء لإيران ، الآن يتهم المتظاهرين انهم يتلقون الدعم المالي من ايران .
 من ضمن الافتراءات، اتهام المتظاهرين و المحتجين انهم معادون للسامية ، رغم ان هناك أعداد لا بأس بها هم من اليهود ، بعض المظاهرات معظمها من اليهود ، لكن هناك نشاطات و فعاليات مقتصرة على اليهود ، كالمجموعة التي اقتحمت الكونغرس و اعتصمت بداخله ، و كانت لهم مطالب و شعارات تتعدى وقف الحرب على غزة ، بل ووقف تزويد إسرائيل بالأسلحة . فكيف يمكن وصف هؤلاء المناضلين بانهم ضد السامية . ثم وصل الامر بهذا المفتري ان يحرض على الجامعات ، الجامعات الأكثر عراقة في التاريخ الإنساني ؛ كيف يدعمون حماس الإرهابية ضد إسرائيل الديمقراطية ، كيف يقولون ان فلسطين من النهر الى البحر ، و يخرج باستنتاج انهم لا يعرفون الجغرافيا و لا التاريخ ، و كأنا به يريد ان يصبح محاضرا في هذه الجامعات ، يعلم الطلاب التاريخ الكاذب الذي يمتد الى أربعة ألاف سنة ، و كأن التاريخ ابتدأ من عند "ابراهام" ، أما ما قبل ابراهام و ابنه اسحق و حفيده يعقوب ، فلم يكن هناك تاريخ ، لم يكن هناك فراعنة بنوا الاهرامات ، و لم يكن هناك كنعانيين بنوا حدائق بابل المعلقة ، و بالمناسبة ، فإن الاهرامات و الحدائق عدت من عجائب الدنيا السبع ، و هي كذلك حتى اليوم . كأنا بهذا المفتري يريد اغلاق هذه الجامعات، او تغيير اداراتها، او فحص برامج القبول لطلبتها ، بحيث يخضع كل طالب الى فحص أمني خوارزمي ؛ عربي ، شرق اوسطي ، ملون، شيوعي، علماني ، مناهض للصهيونية ، مسلم ، يصلي ، يقرأ القرآن او رأس المال او محمود درويش .
   من ضمن الافتراءات انه يخوض في غزة حرب الحضارة ضد التوحش و البربرية ، حرب من يقدسون الحياة ضد من يقدسون الموت . انه و معه زمرة الكونغرس لا يريد ادراك انه يمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط من حوالي مئتي رأس نووي ، و هدد وزير في حكومته باستخدامها في غزة ، و ان زمرة أمريكا قبل نحو ثمانين سنة ، استخدمت هذا السلاح في اليابان ، ما لم يستخدمه أحد من قبل و لا من بعد . اما نحن ، الذين نحب الموت ، حسب افترائه ، نحب الحياة لنا و لغيرنا ، شأننا في ذلك شأن كل البشر ، بل و شأن الحيوانات أيضا ، لا كائن حي يحب الموت ، و لكن حين يخضع وطننا للاستعمار و الاحتلال فإننا مستعدين ان نفديه بأرواحنا ، و ندفع حياتنا ثمنا لتخليصه و تحريره . في غمرة افتراءات سعي ايران الحصول على سلاح نووي ، قال مرشدها "خامنئي" ان هذا السلاح محرم علينا استخدامه ، ديننا يحرّمه علينا .
   باقي الافتراءات التي وردت في خطابه سياسية ، لن أتطرق لها ، من باب ان الخطاب كله افتراءات أمام حشد من المفترين في وكر الافتراء العالمي "الكونغرس" ، وان العالم بأروقته السياسية و الأمنية والحقوقية قادر للرد عليه ، بل ومطاردته كمجرم حرب ، زعيم لدولة إبادة جماعية ، و جيش عار على قائمة العالم السوداء .