أحيت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، الذكرى ال47 لانطلاقتها، بمهرجان جماهيري أقامته في قاعة الشهيد معروف سعد في مدينة صيدا، في حضور حشد من قادة وممثلي الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، اضافة الى وفد من الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي، واتحادات ولجان شعبية ومؤسسات اجتماعية وجمهور فلسطيني من مخيم عين الحلوة ومدينة صيدا.
علي فيصل
بدأت فعاليات المهرجان بكلمة ترحيبية من عضو اللجنة المركزية للجبهة ابتسام ابو سالم، ثم تحدث عضو المكتب السياسي للجبهة علي فيصل، فدعا الى "رفض أية مبادرات تهبط بسقف الحقوق الفلسطينية"، محذرا من "خطورة الرهان على المبادرة الفرنسية التي تتجاهل قرارات الشرعية الدولية وتعطي الاحتلال وقتا اضافيا لتوسيع الاستيطان والتهام المزيد من الأرض، ما يقطع الطريق على إمكانية قيام دولة فلسطينية، هذا اضافة الى القفز فوق قرارات المجلس المركزي الداعية الى وقف التنسيق الأمني والغاء اتفاقية باريس الاقتصادية وتدويل القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية على مختلف المستويات".
وجدد الدعوة الى "استراتيجية نضالية جديدة كخيار بإمكانه أن يقود قضيتنا نحو تحقيق أهداف شعبنا في الخلاص من الاحتلال والاستيطان، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقا للقرار 194".
واستعرض "الجهود المبذولة لتطوير الانتفاضة وحماية انجازاتها وتأمين اوسع توافق وطني حولها كخطوة على طريق انتفاضة ثالثة"، مؤكدا ان "هذه الانتفاضة حققت الكثير من الانجازات رغم تجاهلها على المستويين العربي والدولي وصمت العالم تجاه ما ترتكبه اسرائيل من اعدامات يومية وميدانية بحق الشعب الفلسطيني، وهي انتفاضة ستتواصل رغم كل سياسات القمع. لذلك دعونا ونجدد دعوتنا الى العمل الجدي على استعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام لحماية منجزات وتضحيات شعبنا في الميدان، وذلك عبر تشكيل الاطر الوطنية المطلوبة لتحصين انجازات شعبنا الوطنية، وذلك في اطار استراتيجية وطنية جديدة في التعاطي مع العدو".
وجدد التأكيد على "مواجهة كل من يحاول العبث بحقوق شعبنا ومصالحه، وان التحركات الشعبية التي تشهدها المخيمات وإن كانت تهدف الى الضغط على الاونروا للتراجع عن قراراتها بشأن تخفيض الخدمات، فهو في الوقت ذاته تمسك بحق العودة وبخدمات الاونروا وما ترمز اليه من التزام المجتمع الدولي بقضية اللاجئين وحق العودة، وبالتالي فان اي اخلال بهذا الالتزام لا يمكن ان يفسر من قبل اللاجئين الا باعتباره يشكل تراجعا خطيرا من قبل الدول المانحة والتزاماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم، وهذا امر لا يمكن ان نقبل به ابدا".
واستعرض اوضاع المخيمات واثنى على "الجهود المبذولة من قبل جميع القوى الفلسطينية واللبنانية لضمان استقرارها وتعزيز علاقاتها مع الجوار"، مجددا حرص القيادة السياسية وجميع الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية والاسلامية على "تحصين حالة الامن والاستقرار التي يعيشها مخيم عين الحلوة وجميع مخيماتنا في لبنان"، مشيرا الى ان "تحصين الحالة الفلسطينية في لبنان يتطلب اقرار الحقوق الانسانية وتحسين خدمات الاونروا بما يوفر مقومات الصمود الاجتماعي للاجئين ونضالهم من اجل حق العودة".
اسامة سعد
كما تحدث رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" اسامة سعد، فوجه تحية الى "الجبهة الديمقراطية" وامينها العام نايف حواتمة، معتبرا ان "هناك تاريخا نضاليا مشتركا بين التنظيم الناصري والقوى الوطنية اللبنانية والجبهة الديمقراطية التي قدمت تضحيات كبيرة ضد العدو الاسرائيلي"، ومؤكدا ان "صيدا ستبقى وفية لتاريخها وستبقى تحمل قضية فلسطين وشعبها". وتوجه ب"تحية الى الانتفاضة التى ستنتصر"، داعيا الى "الوحدة على قاعدة المقاومة والانتفاضة وان تترجم على المستوى السياسي ما هو موجود من وحدة ميدانية"، مشددا على "ضرورة تعزيز العلاقات اللبنانية والفلسطينية وبما ينعكس ايجابا على مستوى تعزيز حالة الاستقرار والامن في المخيمات".
ونوه بـ"جهود جميع الفصائل في حفظ امن المخيمات واستقرارها بالتعاون مع السلطات اللبنانية"، داعيا الدولة اللبنانية الى "التخفيف من حدة الازمات الاقتصادية والاجتماعية خاصة قضايا حق العمل والتنقل والتملك".
مروان عبد العال
وتحدث باسم "منظمة التحرير الفلسطينية" امين سر "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" مروان عبد العال، فحيا "الجبهة الديمقراطية التي قدمت تضحيات كبيرة ولا تزال تناضل لتحتل مكانتها المرموقة"، داعيا الى "الارتقاء الى مستوى دماء شعبنا وتضحياته في الانتفاضة عبر توحيد رايتها وبندقيتها في مواجهة العدو الاسرائيلي وان تحول تضحيات الانتفاضة والبطولات الفردية الى بطولات جماعية".
واعتبر ان "تخفيضات وكالة الغوث ابعد من قضية تخفيضات، وان المستهدف هو قضية اللاجئين والوجود الفلسطيني بهدف فرض التوطين والغاء حق العودة".
معن بشور
وكانت كلمة لمنسق "الحملة الاهلية لدعم لبنان وقضايا الامة" معن بشور، فاعتبر ان "الجبهة الديمقراطية كانت ولا زالت تعطي الاولوية للوحدة والفلسطينية، ورفاقنا في الجبهة الديمقراطية ادركوا بشكل مبكر بأن لا يمكن ان تنتصر الا بسلاح الوحدة الوطنية، وها نحن اليوم ما احوجنا الى مثل هذه الوحدة. ونسجل للجبهة الديمقراطية حملها للهموم المباشرة للشعب الفلسطيني في لبنان والنازحين من سوريا". ودعا الدولة اللبنانية الى "دعم مطالب الشعب الفلسطيني بشأن تخفيض خدمات وكالة الغوث وايضا اقرار الحقوق الانساني".