قال وزير الصحة الفلسطيني د. ماجد أبو رمضان، إنَّ مرض شلل الأطفال تم استئصاله من فلسطين قبل نحو 40 عاماً، كاشفاً أنّ آخر إصابة بالمرض في قطاع غزة كانت عام 1984 وفي الضفة الغربية عام 1988م، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية عام 2004 فلسطين خاليةً من المرض.
وأضاف أبو رمضان، في حوارٍ خاص أجراه مراسل وكالة "خبر" في رام الله الزميل أمجد العرابيد: "إنَّ التعافي من مرض شلل الأطفال كان تميزاً لفلسطين، حيث لم يتم إعلان تماثل الشفاء من المرض في إسرائيل إلا بعد فلسطين بسنوات"، لافتاً إلى أنَّ نسبة التطعيم ضد المرض في فلسطين كانت نحو 99% وهي نسبة مدعاة للفخر بين دول العالم.
وأوضح أنَّ الحرب على قطاع غزة والتي أدت لتدمير البنى التحتية وانعدام المياه الآمنة وتواجد مياه الصرف الصحي في الطرقات والشوارع وأيضاً القمامة النفايات الصلبة التي تملأ الشوارع وكذلك تدمير مراكز الرعاية الصحية التي تقدم التعطيمات للأطفال، أدت إلى ظهور حالات إصابة بمرض شلل الأطفال.
وبيّن أبو رمضان، أنَّ الطفل الذي ثبت إصابته بمرض شلل الأطفال في قطاع غزة عمره لا يتجاوز عشرة شهور، ما يعني أنَّ الفرصة لم تُهيأ له ليحصل على أي تطعيم منذ يوم ولادته، مُشيراً إلى أنَّ الطفل يحصل على العلاج اللازم ويتماثل للشفاء.
ونوّه إلى أنَّ فيروس شلل الأطفال لم يكن موجوداً في قطاع غزة بالأساس، ما يعني أنّه وصل إلى القطاع من خلال أناس دخلوا إلى غزة أو من خلال جيش الاحتلال الإسرائيلي، مُوضحاً أنَّ التطعيم الروتيني ضد مرض شلل الأطفال هو للنوعين "1 - 3" أما الفيروس الجديد فهو من النوع "2" ما يعني أنّه لم يأتي من التطعيم المستخدم في فلسطين وجاء من خارج قطاع غزة.
انطلاق عملية التطعيم
قال أبو رمضان: "إنَّ حملة التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال انطلقت في قطاع غزة صباح اليوم الأحد، ومن باب المعرفة فإنّ هذا الفيروس ضعيف نسيياً، ما يعني أنّه من الممكن أن يُصاب به العديد من الأطفال، وتظهر عليهم أعراض الزكام والإنفلونزا".
وكشف أنَّ طفل واحد من بين مائتي طفل مصاب بالمرض تظهر عليه أعراض الجهاز العصبي، ما يُشير إلى أنّ مئات الحالات قد أصيبت بالفيروس ولم تظهر عليها أعراض الجهاز العصبي وهنا مصدر الخطورة.
وأكّد على ضرورة تطعيم ما نسبته 95% من أطفال قطاع غزة من عمر يوم واحد إلى عشر سنوات، وذلك من أجل ضمان القضاء على الفيروس وعدم انتشاره، مُبيّناً أنّ الفيروس يتكاثر داخل جسم الإنسان، وينتقل من خلال الفضلات، حيث تكون مياه الصرف الصحي مصدراً لانتقال العدوى.
ونبّه أبو رمضان، إلى ضرورة عدم السماح للفيروس بالتكاثر داخل الجسم وذلك من خلال الحصول على التطعيم المضاد، لافتاً إلى أنّه تم توفير مليون ومائتي ألف طعمة مضادة لشلل الأطفال، وهي آمنة ولا يوجد أي خطورة من الحصول عليها.
وبعث رسائل طمأنة للمواطنين مفادها عدم التخوف من حصول أطفالهم على التطعيم حيث حصل عليه أكثر من مليار طفل في 35 دولة بينها جمهورية مصر ودول الجوار.
وأكمل أبو رمضان: "لم ينجح العالم بأسره في إعلان وقف إطلاق نار أو هدنة ليحصل الأطفال في قطاع غزة على التطعيم بأجواء آمنة، وقد تم البدء اليوم بتقديم التطعيم للأطفال في ظل استمرار العدوان بالمحافظة الوسطى، حيث تم تقسيم عملية التطعيم على ثلاث مراحل كل مرحلة تستمر 3 إلى 4 أيام في الوسط ثم جنوب القطاع والثالثة في شمال القطاع".
وأوضح أنّه الأطفال الذين سيحصلون على التطعيم في هذه المرحلة سيتم تطعيمهم مرة أخرى بعد نحو شهر لضمان عدم انتقال الفيروس لهم وبناء مناعة لأجسادهم، وهي الطريقة الأمثل لمنع انتشار الفيروس وتفشيه في فلسطين.
شاهد الحوار كاملاً من هنا: