قال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني؛ إن حرب الإبادة الشاملة التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة لا تقتصر على المجازر الدموية وتدمير البنى التحتية المدنية، بل تشمل أيضًا محاولة استراتيجية لطمس التراث الثقافي الفلسطيني في إطار حملة إبادة أوسع تهدف إلى محو الوعي التاريخي لشعبنا الفلسطيني والنيل من حقوقنا الوطنية.
وأضاف دلياني؛ في تصريح وصل وكالة "خبر": "إن استهداف المؤسسات الثقافية بشكل متعمد، بما في ذلك المكتبات والأرشيفات، يهدف إلى قطع ارتباطنا بأرضنا وتقويض مطالبنا القانونية من خلال تدمير الأدلة التاريخية التي تُثبت عمق انتمائنا لهذا الوطن".
ووصف هذه "الإبادة الثقافية" بأنها تجسيد للفصول الأكثر ظلمة في تاريخ البشرية، مثل تدمير تدمر على يد تنظيم داعش.
وأشار دلياني؛ إلى أن التقارير الحديثة توضح النية الخبيثة لدولة الاحتلال وراء تدمير المواقع الثقافية والمحفوظات القانونية في غزة، حيث تم تدمير أكثر من 70% من الأرشيفات بما في ذلك 87 مكتبة عامة، في مسعى واضح لمحو جذورنا الثقافية وإضعاف مقومات نضالنا الشرعي. ورغم هذا التصعيد الممنهج، شدّد دلياني؛ على أن الروح الفلسطينية تظل غير قابلة للكسر، وأن التراث والتاريخ والوعي الوطني ليس مجرد اثار من الماضي، بل هي اساس لنضالنا المستمر من أجل العدالة وحق تقرير المصير.
ودعا الهيئات الدولية والجامعات والمؤسسات الثقافية لتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في دعم إحياء الحياة الثقافية والأكاديمية في غزة مستقبلاً، مؤكداً على أن محو الثقافة يُعد جريمة حرب يجب التصدي لها بكل حزم. واختتم دلياني؛ تصريحه بمطالبة المجتمع الدولي بألا يكتفي بالإدانة، بل أن يقدّم دعمًا فعّالًا لشعبنا الفلسطيني.