عقدت الجلسة الثانية من الحوار الاستراتيجي الفلسطيني-البريطاني صباح اليوم في العاصمة البريطانية لندن بين كبار المسؤلين في وزارتي الخارجية الفلسطينية والبريطانية.
وترأس الحوار كل من السفيرة د. امل جادو - مساعد الوزير للشؤون الاوروبية في الخارجية الفلسطينية - والسفير نيل كرومبطون - مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية البريطانية، بالاضافة الى سفير دولة فلسطين لدى بريطانيا، السفير مانويل حساسيان، والقنصل العام البريطاني في القدس، الستر مكفيل.
وتمحور الحوار حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وضرورة تفعيل دور بريطانيا في المنطقة، واهمية قيام بريطانيا بإعادة النظر في بعض مواقفها وسياساتها الأخيرة المضادة لمقاطعة الاستيطان، بالإضافة الى تأكيد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون على عدم وجود وقت مناسب حاليا للوصول الى حل للصراع الفلسطيني-الاسرائيلي، نظرا لوجود امور "اكثر الحاحا" في المنطقة كالملف السوري.
وقد ذكرت السفير جادو نظراءها بالمسؤولية التاريخية والاخلاقية التي تتحملها المملكة المتحدة تجاه الشعب الفلسطيني مؤكدة على عدم جواز الاستمرار في تأجيل انهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي طال امده متساءلة عن الرسالة التي ترسلها بريطانيا ودول اخرى للشعب الفلسطيني بقول ذلك وعلى أن الشعب الفلسطيني قد سئم الانتظار مرارا وتكرارا الى "الوقت المناسب" لتنفيذ حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود 1967.
كما وضعت السفير جادو مضيفيها في صورة آخر التطورات السياسية على الأرض خصوصا ما يتعلق بالانتهاكات في المسجد الأقصى والقدس الشريف والسياسات الاستيطانية التي تؤدي لتقويض حل الدولتين إضافة إلى الانتهاكات المستمرة للمناطق الفلسطينية وسياسات حجز جثث الشهداء وسياسات الاعتقال وتقييد حركة المواطنين الفلسطينيين التي تؤدي إلى تصعيد الضغط على شعبنا الفلسطيني.
في نفس الإطار، استنكرت السفيرة جادو بشدة عزم الحكومة البريطانية احياء الذكرى المئوية لوعد بلفور في نوفمبر من العام المقبل، خاصة وان وعد بلفور يمثل اكبر ظلم تاريخي وقع بحق شعب بأكمله ولا يزال يدفع ثمن هذا الظلم الى يومنا هذا. وقد اكدت د جادو ان الشعب الفلسطيني لن يقبل ابدا بأن تقوم بريطانيا بالاحتفال بذلك الظلم بدلا من قيامها بتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه الفلسطينيين ودعم حقهم في تقرير المصير والاعتراف بدولتهم المستقلة.
وقد تم النقاش ايضا حول ضرورة تحرك دولي وسريع في ظل الركود السياسي التي تشهده القضية الفلسطينية، وعن ضرورة دعم بريطانيا للمبادرة الفرنسية الفلسطينية وضرورة دعم عقد مؤتمر دولي ودعم اي مبادرة فلسطينية-عربية لصياغة قرار لمجلس الامن حول الاستيطان. وقد تم التطرق إلى ضرورة لعب بريطانيا دور في تعزيز العلاقات الأوروبية الفلسطينية إن بقيت داخل الاتحاد الاوروبي وضرورة توسيع تنفيذ قرار وسم البضائع من المستوطنات مؤكدة على أهمية مقاطعة تلك البضائع بشكل تام.
على صعيد العلاقات الثنائية فقد تم الاتفاق المبدئي على انشاء لجنة مشتركة بين الحكومتين برئاسة وزيري الخارجية، وذلك لتشمل التعاون في مجالات الصحة والتعليم والأمن والاقتصاد والتعاون الاقتصادي، وذلك اسوة بباقي الدول الاوروبية. وقد قام الوفد الفلسطيني بتقديم نبذة عن الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي (PICA) والتي تم انشائها بمرسوم رئاسي في مطلع هذا العام. فقد قام مدير عام الوكالة، السيد عماد الزهيري، بعرض مفصل عن اهداف ونشاطات الوكالة، وناقش سبل تأسيس شراكة استراتيجية بين PICA و دائرة التنمية الدولية البريطانية (DFID) وتبادل الخبرات في مجال التنمية وادارة المشاريع.
هذا وقد اختتمت جلسة الحوار بمناقشة وضع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وضرورة استمرار دعم بريطانيا للاونروا، بالاضافة الى مناقشة عامة حول التطورات السياسية في المنطقة وعلاقتها بملف المصالحة الفلسطينية.
هذا وقد شارك في جلسة الحوار الموسع والتي استمرت على مدى اربع ساعات متتالية في مقر الخارجبة البريطانية عن الجانب الفلسطيني السيد عماد الزهيري (مدير عام PICA)، والمستشار ايهاب الطري (مدير دائرة غرب اوروبا في الخارجية الفلسطينية)، وسكرتير اول هيا الفرا (المسوؤل السياسي في البعثة الفلسطينية في لندن) وسكرتير ثالث سعاد صبح (مسؤول ملف بريطانيا في وزارة الخارجية).
اما عن الجانب البريطاني، فقد شارك كل من: مايك هاولس ( مدير دائرة الشرق في الخارجية البريطانية)، روزي دياس (نائبة مدير دائرة الشرق)، كليم نايلور (مدير دائرة عملية السلام في الخارجية البريطانية)، تيم سيلفستر (مسؤل ملف فلسطين في الخارجية البريطانية)، هانا ماير (نائبة مدير DFID)، ليندزي دوراند (فريق DFID)، واجنيس ريف (فريق فلسطين في DFID).
هذا وكانت الجلسة الاولى من الحوار الاستراتيجي بين الجانبين قد عقدت في مقر وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله بتاريخ ٢٨ ايار/مايو ٢٠١٤.
ومن الجدير بالذكر ان الوفد الفلسطيني التقى ايضا بوزير خارجية حكومة الظل، هيلاري بن، كما والتقت السفير جادو والوفد النرافق بعدد كبير من اعضاء البرلمان البريطاني ومجموعة من المؤسسات البريطانية الشريكة والمناصرة لفلسطين وقدمت لهم شرحا وافيا عن الأوضاع السياسية في فلسطين المحتلة، كما وسيقوم الوفد الفلسطيني بلقاء وزير DFID ومدير المعهد الدبلوماسي البريطاني خلال زيارتهم الى لندن.