لا يزال الرئيس الأمريكي ترامب يعتقد ان الخلاف الصراع بين إسرائيل والعرب هو خلاف "عقاري" على العقارات وملكية الأرض ، وهو معذور في ذلك لأنه لم يكن يوما صاحب قضية وطنية وانما ربيبة السوق والبورصة والمكسب والخسارة وهذا منطق تفكيره وهذا ما تربى عليه .
ولا قيمة عند ترامب وعند ملايين من رجال البزنس في كل العالم للأوطان او للمشاعر القومية .هنا تراه يريد شراء بنما وهناك يريد ضم كندا ، وتارة جرينلاند وتارة للجولان السوري المحتل .
ان قوله ان إسرائيل صغيرة ويريد ان يراها أكبر هو قول يمثل تفكيره الحقيقي دون تمثيل ، فهو يريد تضخيم الملكية الخاصة على أرضية البزنس ، ولكنه لا يفهم معنى الوطن وقيمة المكان روحانيا وفكريا ووجدانيا ودينيا وان هناك قضايا لا تشترى ولا تباع .ولكن من الجيد ان هناك من يفكر بطريقة ترامب ونأمل ان ينتشر هذا المفهوم عند الإسرائيليين لانهم في يوم من الأيام سوف يجلسون على الطاولة لبحث سعر بيع المستوطنات ( بزنس ) .
هذا ليس انتقادا لطريقة تفكير ترامب ، ولا مانع لدينا ان يعيش الامريكيون والغرب هكذا ، فقد اشترى الايرلنديون مدينة نيويورك من الهولنديين وهكذا قامت أمريكا وهكذا هي الان .
بالنسبة للفلسطيني الامر ليس عقارا ولا " خلو رجل " لمحل تجاري . وانما الامر معقّد قليلا عن قدرة الغرب والامريكان على فهمه ، فهناك قضايا لا تقف عندها المجتمعات الرأسمالية كثيرا ولكنها بالنسبة للشرق والعرب تحديدا واليابان ومجتمعات كثيرة ، هي قضايا تعادل الموت او الحياة عند الشرق مثل ( الوطن ) و( الشرف ) و(الرجولة ) و( العهد ) و( الحرية ) و( النخوة ) ( العائلة ) ( الاسرة ) .. ولا مانع لدينا اذا اعتبر الغرب ان هذه قيم قديمة وبالية متخلفة ولا تتناسب مع روح العصر الأمريكي ، ولكنها بالنسبة لكثير من المجتمعات البشرية تعادل الحياة ، وان الموت دونها اهون الف مرة من التنازل عنها .
طالما ان سيد البيت الأبيض يرغب في البزنس والربح ، وانه يلف العالم العربي ليأخذ مالا ونفطا وذهبا ولا يعطي دعما للطفولة ولا شفقة او تبرعات .فليواصل الكلام في البزنس ولا داعي لخلط المر بالدين وديانة افراهام والصهيونية والعنصرية في البزنس .
الضفة الغربية جاهزة لاستقبال مليون من غزة في وطنهم وارضهم وبين أهلهم وشعبهم. ولا داعي ان يتعب نفسه رئيس أمريكا بنقلهم الى أماكن أخرى .
المشكلة ، لم تكن يوما في غزة او عن غزة ابدا ابدا .. المشكلة ان كل العالم منهزم وضعيف امام غزة .وان كل القادة يشعرون انهم صغارا امام غزة فيعتقدون ان غزة مشكلتهم ، والحقيقة انهم السبب في مشكلة غزة .