محللون لـ"خبر" تركيا تحلم في حكم غزة تنفيذاً لمصالحها الشخصية

12767197_10207120302939166_16738276_n
حجم الخط

نفت شخصيات مسؤولة بالحكومة الإسرائيلية ما تداولته الوسائل الاعلامية الفلسطينية والتركية حول التوصل إلى مقترح تركي إسرائيلي، لإنشاء ميناء بحري يربط قطاع غزة مع جزيرة قبرص.

قال المحلل السياسي عادل سمارة لوكالة "خبر"، إن المقترحات التركية تحمل الكثير من المخاوف تجاه القضية الفلسطينية، وذلك يعود لكونها أول دولة اعترفت بالكيان الصهيوني، وطالبت العالم إعطائه حقه في إقامه دولته على الأراضي الفلسطينية، كما قامت بإنشاء معسكرات ونقاط للقوات الإسرائيلية داخل أراضيها.

وأضاف أن فكر الحكم التركي لم يتغير سواء أثناء الحكم العلماني أو الاسلامي، فجملته يأخذ شكل الحكم الباحث عن أطماعه الشخصية، و لا يهتم بعدد الضحايا التي تسقط من حوله.

وفي السياق ذاته، ذكر سمارة أن تركيا تطمح بالتعاون مع حكومة الاحتلال لتحقيق أطماعها الشخصية، نظراً لظروف قطاع غزة الاقتصادية التي ستؤدي إلى تأجيل الحرب العسكرية، مضيفاً بأن استمرار مطالبة تركيا رفع الحصار عن القطاع، بدافع تطبيع العلاقات التركية الاسرائيلية التي هي بالأساس متجذرة.

و في ظل تزايد الطموح التركية اتجاه منطقة الشرق الاوسط، فأوضح سمارة أن ما تهدف له تركيا في فكرة إنشاء الميناء هو وضع نفوذ تركي لها داخل فلسطين انطلاقاً من غزة وفصله عن باقي الأراضي الفلسطينية وإعلان دولة في غزة.

و شدد على أن فكرة إقامة إمارة بغزة تحمل في طياتها مخاوف كبيرة، وتفتح أمام الحكومة بغزة ثغرة لحل الأزمة السياسية الفلسطينية باستقلالها عن فلسطين، متمنياً بأن تكون الحكومة بغزة مدركة خطورة الموقف الذي تشهده البلاد.

ومن جانب آخر قال المحلل السياسي هاني حبيب لوكالة "خبر"، إن موقف السلطة الفلسطينية والقوى اليسارية واضح اتجاه هذه المقترحات، وهو الرفض المطلق لها نظراً لإدراكها خطورة الموقف الذي تهدف إليه الدولة التركية برفع الحصار عن غزة، والتدخل في شؤون فلسطين،  وإقامه إماره في غزة وجعلها خاضعة لإدارة الحكم التركي الإسرائيلي.

وفي الحديث عن هدف تركيا من هذه المقترحات، أردف حبيب أن الهدف هو إجبار حركة حماس التوجه إلى تطبيع العلاقات مع الجانب الاسرائيلي، واستعادة تركيا نفوذها العثماني بالمنطقة العربية.

وأوضح سمارة أن فكرة تركيا بإقناع الجانب الإسرائيلي في إنشاء ميناء بحري، جاء نتيجة فشلها في إقناع حلف الناتو بالتدخل العسكري داخل الاراضي السورية وضرب النظام، لذلك لجأت إلى التدخل في الشؤون الفلسطينية.

و أشار سمارة إلى أن المصطلح الذي يطلع على تركيا بأنها دولة اسلامية هو مفهوم ليس صحيحا لكونها دولة علمانية، وأن ازدهارها الاقتصادي النابع من الفكر العلماني دفعها الى التطور والظهور بين دول العالم، وتوسيع نفوذها من خلال الدول المجاورة، لكنها فشلت في الكثير من المحاولات التي باتت تحلم بها.

و أضاف حبيب أن تركيا تلعب دور "الثعلب الماكر" فهي تستغل  ضعف موقف منظمة التحرير الفلسطينية في ظل تفككها وتوتر القيادة داخليا، داعياً المنظمة إلى ضرورة إصلاح هذا الخلل الجوهري القائم في بنيتها الهيكلية، و الإسراع في عقد اجتماع القيادة والمجلس الوطني.