منذ إقامة حكومة نتنياهو الرابعة ونحن نشهد تدهورا قيميا وأخلاقيا غير مسبوق. ففي البلاد تحكم لأول مرة في تاريخ الدولة حكومة عنصرية، ذات خطاب عنصري، سياسة اقتصادية تمييزية تجاه الأقلية العربية، تشريع يسلب عرب إسرائيل حقوق المواطن الأساسية ويهدم بشكل منهاجي ومقصود كل قطعة طيبة في وثيقة الاستقلال. العنصرية كانت دوما هناك، لدى اليمين القومي المتطرف؛ كانت مخفية أكثر، حتى صرخة القتال العنصرية لنتنياهو يوم الانتخابات: «العرب يتدفقون بجموعهم للتصويت». لقد اكتشف نتنياهو بان العنصرية ليست شرعية فقط بل وشعبية أيضا. وعلى طريقه هذا يسير الكثير من وزرائه وشركائه الايديولوجيين. توجد منافسة خفية، من عنصري أكثر – نتنياهو، ليبرمان، بينيت، ريغف وكثيرون آخرون يتنافسون كل يوم من على موجات الأثير لكسب قلب جمهور عنصري واسع، أساسه حياة التسيد في مملكة بلاد إسرائيل الكاملة، في المستوطنات. يمكن بالتالي وصف منافسة «عنصري يولد»، الذي سيتوج من يفوز فيها بصفته العنصري الوطني وينال جائزة مشروع الحياة. في مجلس «الحكام» سيشارك مئير كهانا وباروخ غولدشتاين، ممن لهما تراث غني وعنيف في شؤون العنصرية. أمامهما ستقف الرباعية النهائية، نتنياهو، ليبرمان، بينيت وريغف. في الجمهور، سكان المستوطنات، فتيان التلال وأعضاء حركة «ان شئتم» (ام ترتسو). يتباهى نتنياهو بقانون القومية الذي اقترحه على الحكومة. اليهودية أولا، على حساب الديمقراطية. قانون اساس، يثبت هوية الدولة على حق الآباء والتراث الفقهي. ريشة اخرى في تاج الملوكية الذي يتباهى به رئيس الوزراء هي مشروع قانونه لتجميد النواب (والمقصود العرب بالطبع) بأغلبية 90 نائباً. ليس لهذا سابقة ديمقراطية. الشعب هو الذي ينتخب نوابه. والاحتمال لتنفيذ هذا ضد النواب العرب ممن التقوا بعائلات المخربين او «لهفا» طفيف؛ ولكن الصدى العنصري يسمع لدى الجمهور المؤيد والمفزوع. ليبرمان يستخف بعنصرية نتنياهو. «لا مواطنة بلا ولاء»، هو الذي أوجده، وأحمد الطيبي اقترح منذ زمن بعيد ان يطرد من الكنيست ومن البلاد. نفتالي بينيت يشعر بأنه في ساحته البيتية. وهو يتباهى بانه، الوزير المسؤول عن تعليم أولادنا، منع تعليم كتاب «جدار حي»، لأنه يروي، ومعاذ الله، قصة حب بين يهودية وعربي. وهو السد في وجه الاندماج، والذي سيحفظ طهارة العرق. والأخيرة التي تظهر بصوت عال ومع علم إسرائيل ضخم هي السيدة ميري ريغف، التي تربت لنفسها على كتفها بمشروع قانون «الولاء في الثقافة». فالمؤسسة الثقافية التي هي غير موالية للدولة (وللوزيرة)، وترفض وجود إسرائيل كدولة يهودية أو تحتقر رموز الدولة، لن تنال الدعم من وزارة الثقافة؛ فصل آخر في ملاحقة المؤسسات الثقافية العربية (والذي يذكر بالأنظمة الظلماء). مجلس الحكام ينعقد ويعلن عن كل المتنافسين كفائزين بعلامة غير كاف، ولكنه يعرب عن رضاه من الجهود المبذولة. الاتجاه صحيح، يعلن السيدان كهانا وغولدشتاين، ولكن عليكم ان تجتهدوا أكثر، اكثر بكثير. في هذه الأثناء تمنح لرئيس الوزراء «جائزة مشروع الحياة على اسم باروخ غولدشتاين»، على جهوده لضم الضفة الغربية ومشروع المستوطنات. إذ بسياسة المناطق، الاحتلال والاستيطان تجد العنصرية الجذرية تعبيرها. وأخيراً يتوجه باروخ غولدشتاين للحاخام كهانا: «أنت ترى، كنت محقاً».