فيلم "قهوه لكل الأمم" يشارك في مهرجان القاهرة التاسع

thumbgen (1)
حجم الخط

قامت المخرجة وفاء جميل بمشاركة فيلمها "قهوة لكل الأمم" في مهرجان القاهره الدولي التاسع لسينما المرأة، وهو فيلم جدير بالمشاهدة لما فيه من نموذج لحاله اغتصاب الارض وسرقتها ونهبها وإجبار سكانها واهلها للرحيل بكل الطرق الغير مشروعة.

يقول المخرج الفلسطيني فايق جرادة: "حضرت الفيلم انا وأبنائي وبعض الاصدقاء ومجموعه كبيره من الصحفيين السينمائيين والمخرجين والمختصين والمهتمين بسينما المراءه وادركت اكثر ان السينما وسيلتنا لنكون أكثر إنسانيه في تخاطبنا وحواراتنا الثقافية بشكل أفضل لانها مكنت الإنسان في العالم لأول مرة من العثور على أسلوب فني لتسجيل الزمن والقبض عليه وتشكيله وعرضه وعرض تدفقه لمرات عديدة أمام الأجيال".

باعتبار السينما والصوره اللغة الوحيدة في العالم التي يلتقي فيها المشاهد العادي والغير عادي والمهني والمثقف وكل الإعمار لأنها ببساطة لغة الوجدان الإنساني، هوية متحركة في الزمن السردي المصحوب بالفنون المكانيه والزمنية.

 كونية الطابع تخترق اختلافاتنا الفكرية والحضارية سريعة الانتشار وتتجاوز كل الحدود للتعبير عن قضايا محلية بإبداعات إنسان له وجهه نظر من الأشياء وبكل الأشياء ... هكذا هو فيلم قهوه لكل الامم للمخرجة الفلسطينيه السويدية وثائقي بامتياز لما فيه من تتابع واستمراريه ومشاهد متنوعة. وحراك وإضاءه وصوت كلها عبرت عن تدفق في الاستمرارية الجميله والفنيه شكلا ومضمونًا والتي لها القدره على إيصال المعني تأخذك المخرجه وفاء جميل من مكان الى اخر مكانيا وزمانيا وانت في شوق دون ملل تشرح بشكل سردي ومعادلات بصريه ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ويلات وعذابات يوميه جراء الاحتلال وقطعان المستوطنين تمثلت هذه المعاناه بشخص بطل الفيلم وهو عبد الذي يعيش بعيدا عن أسرته ليحافظ على ارضه وممتلكاته الفيلم بشكله العام يسلط الضوء على إنسان يعيش داخل كهف للحفاظ على ارضه ويقضي ايام السنه في هذه الارض رغم كل الممارسات اللا اخلاقيه من قبل المستوطنين والاحتلال ,يعيش فيها ويحافظ عليها رغم الجرافات الاسرائيليه التي تبني المستوطنات امام أعينه الا ان عبد بطل الفيلم جعل من هذه البقعه الجغرافيه الصغيرة جنته الخاصه فزرعها. وربى الحمام رغم البعد الجغرافي لجلب المياه ورغم المحاكم التي يرفعها المستوطنين ضده ولكنه صامد ووفي لارضه منذ اكثر من ٩ سنوات وهو يحاول استصدار قرار من المحكمة الاسرائيليه ببطلان ما يقدمه المستوطنين. لكن بلا حدوي نجحت المخرجه بكل مشهد من توصيل هذا المعني وهذا العذاب واعطت الأمل القادم والقدرة على الصمود والمقاومه مقاومه الواقع المعاش ان كان للبطل عبد او لاسرته التي كانت صامده ومقاومه في بعدها عن عبد والمقاومه هنا من قبل زوجته التي اعتنت بتربيه ابنائيها . اما تلك الفرحه القادمة من خروج شقيقه من السجن بعد مرور ٣٠ عاما فهي تعبير حقيقي اخر بربط البطل بكل الحياه اليوميه التي يعيشها الفلسطيني فوق ارضه حتى شقيقه سجن نتيجه إيمانه بضروره المحافظة على الارض ومقاومته لها في مشهد مؤثر جدا (( عبد يبكي )) عبرت فيه المخرجه ان (( دموع الرجال غاليه )) فبعد محاولات الاحتلال الاستيطاني اصاب عبد الحزن على فراق طيوره وحديقته وقهوته التي عملها لكل المضامنين من كل العالم جراء تعرضها للهدم والقتل من قبل المستوطنين. الا ان اصيب عبد بالمرض والعياء الشديد ...

الفيلم ملحمه بطوليه من إنسان فلسطيني هو نموذج اخر للإنسان الصامد والمقاوم فوق ارضه مقاومه وصمود بأسلوب اخر وبقوه اخري وبفعل اكثر نجاحا وهي المقاومه السلميه التي نحن بحاجه اليها اكثر من اي وقت مضي . تبدو اصاله المخرجه وفاء جميل في تعاملها مع الواقع باعتبار هذا الواقع جزء منها وليس غير ذلك اعتقد جازما بان المخرجه وفاء عانت الكثير في تصوير الفيلم على مدار سنوات ولكنه فيلم يستحق المشاهده بكل تأكيد أتمنى لها دائم النجاح.