محللون لـ "خبر" : المبادرة الفرنسية لا تخدم القضية والمشروع الوطني الفلسطيني

12781991_10207158803301651_1893422597_n
حجم الخط

 أكدت حركة حماس أمس، على رفضها للمبادرة الفرنسية الرامية إلى تحريك المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واعتبرتها ضارة بالشعب الفلسطيني ومصالحه الوطنية، كما تمثل محاولة لإحياء المفاوضات الفاشلة مع الاحتلال والالتفاف على الانتفاضة البطولية في الضفة والقدس.

وفي هذا الشأن، قال المحلل السياسي أكرم عطالله إن حركة حماس لها موقف متكامل من موضوع التسوية وتعتقد أن المشروع مع إسرائيل هو صراع لتحرير فلسطين ولا يحتمل المزيد من المفاوضات.

وأضاف عطالله في تصريح خاص لوكالة "خبر"، "من الطبيعي أن ترفض حركة حماس المبادرة الفرنسية، لأنها تتحدث عن مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، مشيراً إلى أن حماس تعتبر برنامجها هو الأكثر صحة في تحرير فلسطين.

وحول موقف الجانب الفلسطيني من هذه المبادرة، أوضح عطالله أن السلطة لم تُصدر موافقة رسمية، لكنها تقبل أي مبادرة تُعيد الإسرائيليين إلى المفاوضات.

وأكد عطالله على أنه لا يمكن أن يُكتب لهذه المبادرة النجاح، نظراً لإغلاق الجانب الإسرائيلي كل نوافذ المفاوضات، موضحاً أنه لا يمكن تحقيق النجاح لها دون ضغطاً دولياً على إسرائيل.

وأشار إلى أن المبادرة الفرنسية كان من المقرر عرضها في الصيف الماضي، لكن قامت إسرائيل بالضغط على الولايات المتحدة لمنع إعلانها، مضيفاً أن السبب وراء ذلك هو إقدام الولايات المتحدة على الحل مع إيران، وهو ما اعتبرته إسرائيل حلاً على حسابها.

ومن جهته أوضح المحلل السياسي طلال عوكل لوكالة "خبر"، أنه من الأفضل لحركة حماس الامتناع عن التعليق على هذه المبادرة، لأن إسرائيل من تتحمل إفشالها.

وأضاف عوكل أن الجديد في هذه المبادرة هو حراك دولي باتجاه إعادة الحياة للمفاوضات وطرح رؤية حل الدولتين، التي تحاول فرنسا إنقاذها بالرغم من الأمل في ذلك ضعيف.

واستبعد عوكل نجاح هذه المبادرة، نظراً لأن إسرائيل لم تتعامل معها باحترام، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تريد أي تغيير في الوضع القائم ،حيث أن المبادرة تتحدث عن ثلاث مراحل تنتهي في شهر حزيران بمؤتمر دولي، لكن لا يوجد أي شئ على أرض الواقع.

وأوضح عوكل أن نتنياهو تناول المبادرة  باستهزاء وقال إن هذه المبادرة تشجع الفلسطينيين على مواصلة الإرهاب .

وقال المحلل السياسي مصطفى الصواف لـ"خبر"، إن المبادرة الفرنسية لا تخدم القضية الفلسطينية، بل محاولة لتصفية القضية والمشروع الوطني الفلسطيني، حيث إنها جاءت بقضايا ربما تكون أسوء من التي حملها اتفاق أوسلو، ما يشكل جريمة بحق الشعب الفلسطيني لذلك رفضتها حركة حماس.

وأوضح الصواف، أن المبادرة الفرنسية جاءت لإعادة الجانب الفلسطيني إلى مفاوضات لم تحقق مصالح الشعب الفلسطيني، وجاءت لخدمة الاحتلال الإسرائيلي، فهي تتمثل في تجريد الشعب الفلسطيني من أرضه ومقدساته على حسب قوله.

وأكد على أن حماس ترفض أي تفاوض يتم فيه التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، قائلا:" هناك حديث الآن عن تنازل عن 87% من مساحة فلسطين لصالح الاحتلال وهذه المسألة هي جريمة ومن يقبل بها هو خارج الشعب الفلسطيني".

وقال الصواف إن العالم كله تجند من أجل حماية الاحتلال الإسرائيلي ، وكيري جاء لإيهام الشعب الفلسطيني بأن هناك مشروع سياسي في المنطقة حتى تُخمد انتفاضة القدس.

وأوضح أن العالم لا يريد للشعب الفلسطيني التخلص من الاحتلال بل يريد منه أن يتعايش معه حتى لو تنازل عن كرامته قبل أن يتنازل عن أرضه.

واعتبر أن السلطة الفلسطينية لا تملك قرارها  في الموافقة على المبادرة الفرنسية ، مضيفاً أن المبادرة ولدت ميتة لأن الإدارة الأمريكية لا يمكن لها أن تقبل لأحد أن يتدخل في ملف تعتبره ملفها، وأن زيارة كيري للمنطقة كانت لقطع الطريق على المبادرة الفرنسية.

وأشار الصواف إلى أن فرنسا قدمت مشروع إلى مجلس الأمن كانت السلطة قد وافقت عليه لكنه قوبل بضغط من قبل الإدارة الأمريكية وإسرائيل، حيث تنازلت فرنسا عن هذا المشروع.

وحول نجاح المبادرة قال لا أعتقد أن تنجح هذه المبادرة، بل ستموت كما ماتت كثير من المبادرات، سواء كان بإرادة أمريكية أو بإرادة إسرائيلية لأنها لا تحقق مصالح الاحتلال، حيث أن إسرائيل لا تريد أن تعطي دولة للفلسطينيين، بل حكماً ذاتياً يُبقي من خلاله سيطرته الأمنية على الشعب الفلسطيني.