قراءة تحليلية : تصعيد سعودي اقتصادي على "حزب الله" .. و لبنان "بين نارين"

12803987_10207158698339027_1644530295_n
حجم الخط

بعد أن شهدت العلاقة "السعودية - اللبنانية " تأزماً بسبب قرار المملكة العربية السعودية قطع الامدادات والمساعدات عن لبنان، بسبب تصرفات حزب الله؛ حاولت الحكومة اللبنانية احتواء الأمر من خلال تصريحات رئيس الوزراء اللبناني الأسبق " سعد الحريري" أن تدخلات حزب الله في سوريا وغيرها غير قانونية وما هي إلا تصرفات نابعة من ميليشيات على حد وصفه، مؤكداً على أنه يقف مع " السعودية" ضد حزب الله، لكنه في الوقت ذاته، و منعاً لسكب البنزين على النار، أشار إلى أنه يريد إبقاء الحوار مع حزب الله، لأنه لا يريد المزيد من الفتن داخل لبنان مثلما عبّر.

في هذا السياق، كانت قد قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج، اعتبار حزب الله، بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها، منظمة إرهابية، وبرر المجلس اتخاذ هذا القرار جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها حزب الله، لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، على حد وصفهم، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها.

واعتبرت دول مجلس التعاون ممارسات حزب الله متنافية مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديداً للأمن القومي العربي.

في المقابل ، اعتبر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أن السعودية دفعت لبنان إلى مرحلة جديدة من الصراع السياسي منذ قرارها وقف المساعدات للجيش اللبناني.

وفي كلمة على تلفزيون المنار قال :"من الواضح أننا منذ الإعلان عن وقف الهبات وإجراءات سعودية أخرى دخلنا في مرحلة من الصراع السياسي والإعلامي قامت السعودية بتصعيده"، ووجه أصابع الاتهام إلى السعودية قائلا "إن المملكة تسعى إلى الفتنة بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط وإنها تقوم بإدارة هجمات بسيارات مفخخة في لبنان".

" ما الذي يحدث"

في اطار هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها حزب الله، سواء من الحكومة اللبنانية أو المملكة، فقد اعتبر الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني ، أن ما يجري في لبنان هو أحد أشكال حالة الاستقطاب الحاد والصراع المحتدم بين إيران والمملكة العربية السعودية، والسبب المباشر لهذا الصراع، هو التمدد الايراني الفارسي في المنطقة العربية.

وأضاف : إيران استثمرت الفراغ في " سوريا واليمن و العراق "، وعملت على ملئه، بما يحقق مصالحها وأهدافها التوسعية، مما جعل السعودية تعتبره تهديداً لأمنها القومي، واستراتيجيتها التي أعلن عنها الملك سلمان المتمثلة في احتضان الإسلام الوسطي، وقيادة العالم الإسلامي .

وأوضح الدجني، من هنا بدأت المعركة السياسية والاقتصادية والعسكرية، وكانت ساحة الصراع هي لُبنان وعلى الوجه الخصوص " حزب الله"، الذي تراه السعودية متورطاً في الدم السوري، ويحاول الهيمنة والسيطرة على الدولة الإيرانية.

في إطار اعلان مجلس التعاون السعودية " حزب الله " منظمة إرهابية ، أوضح الكاتب السياسي وسام عفيفة، أن هذا يأتي اطار الصراعات الاقليمية، وأن كل طرف يستخدم كافة الاسلحة في سبيل تحجيم وتضييق السبل أمام الخصم، معتبراً هذا الاعلان مرحلة متقدمة ستفتح الباب أمام خيارات أكثر قسوة على المنطقة العربية.

إلى أين يتجه التصعيد الدبلوماسي ضد "حزب الله "

بداية الضغط السعودي على حزب الله بدأ من قطع المساعدات والامدادات، ومن ثم اعتبارها منظمة ارهابية، ولكن ماذا عن التعامل اللبناني مع أعضاء حزب الله في البرلمان؟ وماذا لو اتجهت السعودية بهذا القرار إلى الأمم المتحدة؟ ، في هذا السياق، يعتقد الدجني، أن هذا الخلاف سيتجاوز التصعيد الدبلوماسي وربما يصل إلى الضغط على الدول الصديقة لتحديد موقفها من الحزب، وهذا الأمر سيزيد الحالة العربية تقسيماً وتجزئاً، مشيراً إلى أنه ستبقى اسرائيل في النهاية هي الأقوى في المنطقة بعد استنزاف قوة وموارد العالم العربي والإسلامي.

ولفت " عفيفة" إلى أن كل الخيارات أمام الطرفين مفتوحة خاصة وأن الأمور تتجه للتصعيد وجميع القضايا في الدول العربية تتجو نحو الاشتعال وليس العكس، وأن كل ما يحدث من عملية اختطاف عسكري وصل ذروته ودفعت سوريا ثمنه. أما الدجني، فهو يرى أن تعامل الحكومة اللبنانية مع هذا الأمر لن يكون سهلاً، خاصة وأن المملكة السعودية هي عمود الاقتصاد اللبناني، كما يعتبر حزب الله مكون هام في مؤسسات الدولة، لهذا لابد وأن تعمل لبنان للبحث في صياغة معتدلة تحافظ على مصالح لُبنان .

وفي صعيد تدخلات السعودية الخارجية، أوضح الدجني إلى أنه في العلاقات الدولية يسمح للدولة أن تعمل على حماية مصالحها ومن هذا المنطلق بدأت السعودية هجمتها على حزب الله، أما الأخير فهو ليس دولة وعليه فإن تدخله وانحراف بوصلته في الداخل السوري كان خطأ ويحسب تدخلاً خارجياً.

يُشار إلى أن نصر الله الأمين العام لحزب الله، كان قد صرّح أن:" السعودية حاولت الضغط على حزب الله لنسكت ولن نسكت وتابع قائلا: "السعودي يريد الضغط عبر اللبنانيين والقضية ليست قضية الحرب في سوريا وأشرف ما قمت به بحياتي كان خطاب ثاني أيام الحرب على اليمن" وقوفنا ضد العدوان على اليمن هو جريمتنا التي نفتخر فيها..