أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمد الله، عن بالغ اعتزازه لتواجده بين نخبة مميزة من أبناء المؤسسة الأمنية، متمثلة بقيادتها وضباطها ومنتسبيها من كافة الأجهزة الأمنية، مشيداً بدورهم الذي يؤدونه بمسؤولية عالية لترسيخ الاستقرار وتوفير الأمن والأمان للمواطنين.
وأكد الحمد الله، خلال كلمته في افتتاح اكاديمية الضباط الفلسطينية، اليوم الاثنين بأريحا، عن بالغ شكره لهذه المشاركة في افتتاح "أكاديمية الضباط الفلسطينية"، التي ترجم إنشاؤها العمل الجاد والدؤوب لتطوير مضمون عمل وبنية المؤسسة الأمنية والارتقاء بها نحو المزيد من المهنية والاحتراف والجدية، ي إطار يكفل احترام سيادة القانون والالتزام الدقيق بقواعده.
وجرى اليوم افتتاح أكاديمية الضباط الفلسطينية، في مدينة أريحا، بحضور أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ومحافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، والمنسق الأمني الأميركي فريدريك رودوشيم، ورئيس هيئة التدريب اللواء يوسف الحلو، وعدد من قادة المؤسسة الأمنية الفلسطينية والضباط، والقناصل والسفراء.
وأضاف الحمد الله، "أهنئكم بهذا الإنجاز الهام، وأنقل لكم تحيات الرئيس محمود عباس، واعتزازه بكم جميعا، وأنتم تنهضون بالمؤسسة الأمنية وتمارسون، بكل مهنية وكفاءة، عملكم المشرف في فرض الأمن والنظام العام وبسط سيادة القانون، بما يحمي المواطنين وحقوقهم وممتلكاتهم، ويصون مشروعنا الوطني برمته."
وتابع، "انبعثت فكرة إنشاء أكاديمية الضباط الفلسطينية من احتياجات أساسية وواقعية، فهي تأتي في قلب الخطة الاستراتيجية لوزارة الداخلية، وفي وقت يتعاظم فيه عملنا الهادف إلى زيادة الإيرادات الذاتية وتقليص الاعتماد على المساعدات الخارجية وتوفير أسباب المنعة والصمود الشعبي والمؤسسي، فهذه الأكاديمية، التي تم إنشاؤها بمواصفات تدريبية وعسكرية حديثة، ستقلل من الأعباء المادية التي نتكبدها لإقامة الدورات الخارجية، كما وستقلص عدد المنح المقدمة من الدول الشقيقة والصديقة لتأهيل الضباط، وتلبي في الوقت ذاته، احتياجا هاما وهو إيجاد إطار وطني يتم من خلاله تطوير قدرات منتسبي المؤسسة الأمنية وتأهيلهم عسكريا وفق العقيدة الأمنية الفلسطينية بالاعتماد على كادر تدريبي فلسطيني مؤهل ومدرب، ونحن نسعى إلى أن تشكل "أكاديمية الضباط الفلسطينية" في المستقبل القريب نواة للأكاديمية العسكرية الفلسطينية."
وأضاف "لقد شقت مؤسساتنا الوطنية طريقها نحو النضج والتقدم والمهنية، رغم الصعاب والتحديات التي اعترضتها، واستطاعت أن تنمو وتتطور لتحظى بثقة أبناء شعبنا، بل أنها انتزعت اعتراف دول العالم بأنها تضاهي مهنية وأداء مؤسسات دول قائمة. وتأتي "الأجهزة الأمنية" في مقدمة هذه المؤسسات، إذ أننا قطعنا شوطا هاما لإعادة بنائها وتأهيلها، وتعزيز إمكانيات أفرادها ومنتسبيها، لنراها اليوم كما هي، مؤسسة رائدة تنحاز للمصلحة الوطنية العليا، وتنجز المهمات والواجبات المطلوبة منها على أكمل وجه."
وقال الحمد الله، "في الوقت الذي لا تزال فيه بلادنا ترزح تحت نير احتلال عسكري ظالم، يخنق مقومات الحياة ويصادر أرضنا ومواردها ويشدد حصاره الخانق على قطاع غزة المكلوم، ويفرض مخططات التهجير والاقتلاع القسري على شعبنا خاصة في المناطق المسماة (ج)، فيما يرتكب جنوده ومستوطنوه أعمال القتل والتنكيل خاصة ضد أطفالنا وشبابنا، فإننا بحاجة اليوم، إلى المزيد من الوحدة والالتفاف حول مشروعنا الوطني في البناء والتحرر، وتعزيز عناصر القوة والمنعة الذاتية، وهذا لن يتأتى، أيها الأخوات والأخوة، إلا في إطار مؤسسة أمنية كفؤة قادرة على اجتثاث مظاهر العبث والفوضى وترسيخ الأمن والأمان، وعلى نحو يحمي المواطنين ويصون حقوقهم ومستقبلهم، هذا هو الأساس لأي تقدم منشود أو تنمية مطلوبة، ولهذا فإننا ننظر إلى أية بنية جديدة تضاف إلى المؤسسة الأمنية بالكثير من الاهتمام، ونعول على الأثر الكبير الذي ستحدثه في تطوير كفاءة ومهنية منتسبيها."
وختتم رئيس الوزراء كلمته قائلاً، "في نهاية كلمتي لا يسعني إلا أن أتوجه ببالغ الشكر والتقدير لفريق المنسق الأمني الأميركي بكل مكوناته على خبراتهم التي وضعوها لإنجاز مشروع الأكاديمية الفلسطينية، كما وأشكر الدول والجهات المانحة على جهودهم في تمكين المؤسسة الأمنية الفلسطينية وتطوير بنيتها."