عزمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس، مصادرة المزيد من الأراضي في الضفة الغربية، ضاربة بعرض الحائط كافة الجهود الدولية لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة التنديد الأوروبي للتوسع الاستيطاني الذي يشكل عائقاً أمام حل الصراع.

اعتبر المختص في الشأن الاستيطاني خالد العمايرة، في تصريح لوكالة "خبر"، أن هذا القرار يأتي في سياق تصميم  إسرائيل على منع إمكانية قيام دولة فلسطينية صالحة للعيش بسلام، لافتاً إلى أن إسرائيل ليست مهتمة بالجهود الدولية الرامية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. 

ومن جهته وصف الباحث والمختص في الشؤون الإسرائيلية عليان الهندي، أن قرار مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية ليس بالجديد على إسرائيل، معتبره استمراراً في سياسة التآمر على القضية الفلسطينية منذ العام 1967م و حتى يومنا هذا.

وأضاف أن اسرائيل لا تستمد شرعيتها من أحد في استيطانها للمزيد من أراضي الضفة الغربية، مشيراً إلى أنه في حال استيطان إسرائيل للأراضي الفلسطينية، تُجبر بعدها على الإخلاء، كما حدث في قطاع غزة نظراً لمواجهتها العديد من المشاكل جراء استيطانها.

وقال المختص في الشأن الاسرائيلي عمر جعارة، إن الاحتلال يعتبر مناطق "c " تابعة لإسرائيل سواء الأمنية أوالغير أمنية حسب ما ورد في اتفاق أوسلو، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى إلى إقامة الحدود من أجل التفريق بين الفلسطينيين .

وبالإشارة إلى قرار الاحتلال بمصادرة 2300 دونم قرب أريحا والذي تم اتخاذه فور مغادرة نائب الرئيس الامريكي" جو بايدن" من الاراضي المحتلة، قال العمايرة إن الزيارات التي يقوم بها وزراء الدول الغربية إلى الأراضي المحتلة، لا فائدة منها على الاطلاق، ولا تقدم أي نتائج ايجابية، خاصة في ظل وجود تأييد أمريكي إسرائيلي ضد القضية الفلسطينية .

وطالب العمايرة الامم المتحدة بعدم انحيازها الكامل لإسرائيل، خاصة أنه على مدار عقود طويلة لم يتوصلوا إلى تسوية عادلة تكون في صالح القضية الفلسطينية .

واعتبر الهندي أن اسرائيل تضرب بعرض الحائط الاتفاقيات الدولية بشأن إنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولا يهمها أي ردود دولية، مطالباً السلطة الفلسطينية بمواجهة الاستيطان المتزايد الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي، وتشكيل وحدة وطنية فلسطينية تشارك فيها جميع الفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى تعزيز المقاومة بكافة أشكالها.

ونوه جعارة إلى أن المفاوض الفلسطيني أساء التصرف أمام التطلعات الاستيطانية والإحلالية لدويلة إسرائيل مكان الفلسطينيين، مطالباً السلطة بالتركيز على تفكيك الاستيطان لا تجميده، وأن تكون العبارات واضحة في التفاوض مع الاسرائيليين.