في صالة قصر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية، وبرعاية سلمان الهرفي، سفير فلسطين في فرنسا وإلياس صنبر، سفير فلسطين لدى منظمة اليونسكو، و فريد ياسين، السفير الجمهورية العراقية في فرنسا وعميد السفراء العرب، ومشعل حيات سفير الكويت لدى منظمة اليونسكو ورئيس المجموعة العربية فيها، وبحضور عدد من السفراء العرب والاجانب وممثلي السفارات في باريس، وعدد من المسؤولين في المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وحضور غصت بهم القاعة، اقامت سفارتا فلسطين لدى فرنسا واليونسكو امسية احتفالية، في اليوم الوطني للثقافة الفلسطينية.
السفير إلياس صنبر ألقى كلمة قصيرة رحب فيها بالحضور، وحيا فيها اليوم الوطني للثقافة الفلسطينية والذي جاء اختياره ليطابق ذكرى ميلاد الشاعر الفلسطيني والعربي الكبير محمود درويش.
كما أكد صنبر على البعد الثقافي الذي يعتبر عاملاً اساسياً وجوهرياً في تكوين الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني، وعلى أهمية الثقافة في إبراز الطاقات الحيوية الكامنة لدى الشعب الفلسطيني.
وعرج السفير صنبر في كلمته على الدور الهام الذي لعبه محمود درويش شاعراً ومثقفاً ملتزماً بقضيته الفلسطينية وبقضايا العالم، ومرتبطاً بالحركة الثقافية ومهموماً بتطوير الشعر العالمي الحديث. وذكر صنبر بالمبادرة الخلاقة التي ابتكرها محمود درويش في حصار الشهيد ياسر عرفات حين دعا مثقفين وشعراء من كل انحاء العالم لكسر الحصار والدخول الى رام الله ولقاء الشهيد الكبير رغماً عن الة القتل العسكرية الاحتلالية الاسرائيلية، وفي هذه المبادرة اخذ اللحن والكلمة والصورة دورهما في مواجهة البندقية والدبابة، وبها انتصرت الثقافة على الاحتلال وانتصرت الثقافة للشعب المقاوم الذي يريد انهاء الاحتلال واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وايجاد مكان له على هذه الارض التي عليها ما يستحق الحياة.
بدوره السفير الكويتي لدى اليونسكو ورئيس المجموعة العربية فيها ألقى كلمة باسم المجموعة تناول فيها دور الثقافة والشعر في حياة الشعب الفلسطيني مؤكداً أن الشعر تحول الى الصوت العالي الذي لا يخمد للشعب الفلسطيني ونضاله من اجل حقوقه الوطنية المشروعة. الأمسية الفنية – الشعرية تناغمت بين الشعر والموسيقى حيث ألقى المثقف العربي الكبير المقيم في باريس فاروق مردم بيه قصائد مختارة من أعمال محمود درويش باللغة العربية، وألقتها الفنانة الفرنسية دومينيك دوفال باللغة الفرنسية، بينها قصائد في الشام، في وصف زهر اللوز، في القدس، واحن إلى خبز أمي. ولم تغب الموسيقى عن الشعر حيث رافقت الإلقاء مشكلة خلفية للشعر تارة، وتارة أخذت الحيز كله عبر مقطوعات من نوع الجاز بعزف الفنانين الفرنسيين على آلة الكونترباص: فيليب لاكاريير، وعلى الساكسافون والفلوت: ديدييه ماليرب، وعلى آلة الفيبرافون: فرانك تورتيللير، وعلى الآلات الايقاعية: هوبير كولو. مقطوعات موسيقية حازت على اعجاب الحضور وأثارت تصفيقهم الحار طويلاً.