تعبر مؤسسة عبد المحسن القطان عن المشهد الثقافي التعليمي على مستوى الوطن، لكنها تكتسب أهمية خاصة في تشكيل وعي الأطفال والشباب في قطاع غزة لكثافة الإبداع مع محدودية الفرص أمام هذه الشرائح نتيجة للإغلاق والحصار وصعوبة التواصل مع العالم الخارجي، وعلى الرغم من المهنية التي تتمتع بها المؤسسة بتخوف المهتمين بترسيخ الهوية الفلسطينية من انغلاقها في إطار مشاريع يفرض أجندتها الممولون بعيداً عن رسالتها الاستراتيجية نحو مزيداً من اتاحة نشر الثقافة والفنون لكافة أبناء الوطن.
قال المدير العام للمؤسسة عبد المحسن القطان زياد خلف، إن رسالة القطان الاستراتيجية العمل على إنشاء جيل فلسطيني يعتمد "على تذويت التعليم أي (التعليم الذاتي)، وذلك عبر اعتماد آليات هي نشر ومأسسة الثقافة والفكر والتعليم علاوة على إعطاء منح دراسية لكافة طلبة فلسطين .
جاء ذلك خلال لقاء نظمته المؤسسة بالتعاون مع مؤسسة فلسطينيات، بحضور الأستاذ زياد خلف مديرمؤسسة عبد المحسن القطان فرع رام الله، ونادر داغر مسؤول قسم الإعلام في المؤسسة ومديرة مؤسسة فلسطينيات وفاء عبد الرحمن، ونخبة من الصحفين والصحفيات للحديث عن أنشطة القطان والحركة الثقافية والتربوية في فلسطين
واستعرض خلف مسيرة المؤسس القطان، بالقول أن جذوره تعود لمدينة يافا وينحدر من أسرة متوسطة الحال، فقد كان والده تاجراً للحمضيات، وعلى الرغم من أن والده كان أمي لا يجيد القراءة والكتابة، إلا أنه ترك الأثر الأكبر في إبنه بإرساله للتعليم بالقدس.
وروى خلف أن عبد المحسن القطان قد تتلمذ على يد خليل السكاكيني وبعدها أكمل تعليمه في الجامعة الأمريكية في بيروت، ودرس العلوم السياسية في بيروت أيضاً، لكنه بعد حرب 1948 قام بدراسة إدارة الأعمال، وعاد للعاصمة الأردنية عمان، وبدأ حياته العملية في التعليم، ثم إنتقل إلى دولة الكويت وفام بتأسيس وزارة الكهرباء والماء، ومن هنا بدأت ثروة القطان.
ونوه خلف للدور الذي لعبته زوجته ليلي المقدادي، ابنة درويش المقدادي أحد أبرز رواد التعليم في فلسطين، في دعم توجه زوجها نحو دعم الثقافة والتعليم منذ ستينيات القرن العشرين حتي اليوم باعتبارهما عماد أي تنمية انسانية مستدامة .
وذكر أن المؤسسة بدأت فعليا عملها في أيار 1998، بعد بلورة ثلاثة برامج أساسية برنامج الثقافة والعلوم وبرنامج البحث والتطوير التربوي وبرنامج الطفولة.
وعن سبب بدء مشروع مؤسسة القطان من غزة، أكد على أن قطاع غزة كان نواه مشروعهم، نظراً لحاجة الأطفال الملحة وعدم القدرة على الحركة والتواصل الجغرافي مع بقية أرجاء الوطن.
وأكد خلف، على أن مؤسسة القطان متواجدة حالياً من تشريحيا شمالاً إلا رفح جنوباً مروراً بالظاهرية ودورا في الخليل، مضيفاً بأن المؤسسة توسعت إلى لبنان لخدمة أطفال المخيمات هناك .
وشدد على أن 25% من ثروة القطان مخصصة "لوقفية القطان"من أجل المحافظة على ضمان عطاء المؤسسة، مستدركاً بأن كافة أموال المؤسسة لتحقيق أهداف وطنية.
وبخصوص الاتهامات الموجهة لمؤسسة القطان بالانغلاق والتوجه نحو النخبوية من خلال التحول لنظام المشاريع، قال خلف أن المؤسسة و منذ شهر ديسمبر عام 1993حتي العام 2004، فقد كانت كافة مصروفات مؤسسة القطان من العائلة الأم بنسبة 100%، وبعد ذلك جاء التوسع بالتمويل غير المشروط من الاتحاد الأوروبي.
وذكر أن 11 ألف طفل يحملون بطاقة اشتراك بالمؤسسة ويستفيدون من برامج الخدمة الممتدة، بالإضافة إلى 42 ألف طفل مشتركون يتبعون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
ورد خلف على تساءل الصحفية في تلفزيون فلسطين تغريد أبو ظريفة، حول أسباب غياب مكتبة وطنية شاملة ترعى الثقافة الوطنية الفلسطينية، بأنه مؤسسته تحتوي على مكتبة متنقلة بها 38 ألف كتاب مفتوحة من الأحد إلى الخميس ضمن خطة امتدادية التعليم الجغرافي، منوهاً إلى أن هذه الجهود الوطنية الضخمة بحاجة لحضور حكومي متمثل بوزارة الثقافة الفلسطينية.
بدورها أكدت وفاء عبد الرحمن، مديرة مؤسسة فلسطينيات، أن مؤسسة القطان تشكل المشهد الثقافي والتعليمي في قطاع غزة الذي يعاني من كثافة الإبداع مع محدودية الفرص، مؤكدةً على ضرورة منح مزيد من الجوائز والاهتمام لسكان القطاع.
من جانبها طرحت الصحفية نور أبو شعبان، تصور بضرورة رعاية المؤسسة للشباب الفلسطيني وعدم الاقتصار على الشباب فكشف القطان عن توجه القطان لإنشاء مبني في قطاع غزة يرعي الفنون والثقافة للشباب لكن الخطة لا زالت طور الدراسة والبحث.
وختم اللقاء بتأكيد خلف على حاجة مؤسسته الدائمة للتطوير ودعم المجتمع المحلي الفلسطيني، من خلال الاستماع وتقبل النقد، مع تأكيده على حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم مع شح المؤسسات العاملة في مجال دعم العلوم والثقافة ناقلاً رسالة المؤسس عبد المحسن القطان بضرورة دعم أثرياء فلسطين لحركة التعليم والثقافة والتعليم لدعم صمود الشعب في مواجهة الاحتلال.