تفيد المعطيات والوقائع بأن حركة حماس ترغب في الوقت الحالي بتوطيد علاقتها مع المملكة العربية السعودية، التي ساعدتها في زيارة القاهرة لإزالة التوتر مع السلطات المصرية، وبالرغم من عدم تحديد موعد لزيارة وفد الحركة إلى الرياض، إلا أن مسؤولي الحركة يعملون على إتمام هذه الزيارة التي سيكون على رأسها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل.
و في هذا السياق، فسر عدد من المحللين والكتاب موقف حركة حماس، بأنها فشلت إقليمياً في تحديد أجندتها، وتوجهاتها الخارجية، و ذلك لكونها خسرت كافة حلفائها، من أجل أن تبني علاقة مع السعودية.
و تعقيباً على هذا الأمر، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر الدكتور رياض العيلة لـ "وكالة خبر"، إن الواقع الإقليمي الذي تمر به المنطقة، وانخراط حركة حماس بداخله يضع الكثير من التساؤلات، أهمها "ما الدور المنوط بحماس في المشهد الإقليمي؟".
و أوضح العيلة، بأن الحركة أصبحت تسير في طريق واضح، وذلك لكونها متوجهة إلى توطيد العلاقة مع السعودية، و الابتعاد بشكل غير معلن عن المحور الإيراني، مشيراً إلى أن دوافع حماس إلى ذلك هو خسارتها الإقليمية، بعد وقوفها ضد النظام السوري، ومن ثم حزب الله و إيران، نظراً لاعتقاد قيادة حماس بأن هذا المحور هو الخاسر في هذه المواجهة الإقليمية، ولكن جرت الأمور عكس ما تشتهي السفن، و خسرت حماس سوريا و كافة الاطراف الموالية لها.
و في إطار تحديد موعد لقاء يجمع كلاً من الحاشية الملكية السعودية مع رئيس المكتب السياسي للحركة برفقته أعضاء وفد غزة، أشار العيلة إلى أن من يتحكم في مجريات المنطقة هو أمريكا، وأن السعودية تقوم بتنفيذ المخطط الأمريكي، وذلك لتأمين إسرائيل مقابل منحها النفوذ، مضيفاً بأن هناك أجندة روسية ينفذها حلفها المتواجد في سوريا.
واعتبر العيلة، أن لجوء حماس إلى السعودية، يضع العديد من الاحتمالات، أبرزها الضغوط الدولية التي ستتعرض لها لتنازل الحركة عن خيار المقاومة.
و أضاف العيلة، إن حركة حماس كانت تتلقى الدعم من إيران و سوريا دون مقابل، وكان هدف هذه الدول دعم المقاومة في المنطقة فقط، و فتحت سوريا أحضانها للحركات المقاومة في المنطقة و لكن حماس تخلت عنها، متسائلاً ماذا سيكون الثمن المدفوع للسعودية مقابل دعمها للحركة؟.
و في ذات السياق، قال المحلل السياسي أكرم عطا الله، إن حركة حماس كانت في الآونة الأخيرة في حيرة من أمرها، وكافة الأطراف أرادت أن تدرج الحركة تحت أجندتها الخاصة، مضيفاً بأن كلاً من السعودية و مصر تريدان وضع حماس في صفها، وذلك لكونهم ينظرون لها بأنها حركة إسلامية، يمكن وضعها في محط الصراع الإعلامي لجني مصالحها.
و أضاف عطا الله، أن ما جعل حماس تبتعد عن إيران بعد فوز الرئيس المخلوع محمد مرسي، هو تحقيق حلمها في إنشاء إمارة إسلامية إخوانية في المنطقة، معتبراً أن الحركة فشلت في دراسة هذا المشهد وسقوط الحكم الإخواني، ثم عملت الحركة بعد ذلك على توطيد علاقتها بإيران، لكن القطار الإيراني فاتها و هذا دليل على فشلها الإقليمي.
امتناع حماس عن توضيح موقفها بشأن اعتبار حزب الله منظمة إرهابية
أوضح عطا الله، بأن حماس فعلياً لم تستطع أن تقرأ ملامح الساحة الإقليمية، و هذا ليس الخطأ الأول من الحركة تجاه حزب الله، قائلاً بأن حماس قد طلبت من حزب الله الانسحاب من الأراضي السورية، عقب فوز محمد مرسي في رئاسة الجمهورية المصرية، واتخاذ مرسي موقفاً معادياً من النظام السوري، هذا كله أدى إلى تراجع العلاقات بين الطرفين، وستبدأ القطيعة من رفض حماس إعلان موقفها من ترهيب حزب الله بشكل واضح.
و بالتطرق الى الاتفاقات السعودية الإسرائيلية المبرمة خلال العام 2015، على إنشاء علاقات بين الجانبين بدافع تأمين المنطقة لإسرائيل و في المقابل النفوذ للسعودية، اعتبر عطا الله أن ذهاب حركة حماس إلى أحضان السعودية التي أبرمت اتفاقات حديثة مع إسرائيل، يضع الشكوك نحوها، و من المحتمل أن تضع الحركة في محط الضغوط، التي تخدم الأجندة الأمريكية مقابل متطلبات من قبل الحركة.