ظاهراً يبدو أن الديمقراطية الاسرائيلية تتكتك كالساعة. يجري تنظيم صناديق الاقتراع على نحو رائع، يصل الجمهور بجموعه الى الصناديق، ويسلم الرئيس رؤوبين ريفلين نفسه بفعل احتفالي بنيامين نتنياهو التفويض لتشكيل حكومة جديدة. ظاهرا. فقط ظاهرا.
الثقة المتجددة التي تلقاها نتنياهو من الجمهور الاسرائيلي لا تضمن بعد للسياسة الوطنية ان تتحقق بالفعل.
فلدولة اسرائيل أسياد آخرون، فضلا عن الحكومة المنتخبة. وفي الواقع السليم يفترض بهذه الاليات ان تتوازن وان تحافظ على الديمقراطية الاسرائيلية.
اما عمليا فهي تصبح احيانا نوعا من الآليات التي تلتف على الشعب وتعطل قدرة الحكم لدى القيادة المنتخبة. فالاستشارة القانونية مثلا هي نوع من مثل هذه الآلية. وأحيانا ايضا المحكمة العليا ووسائل الاعلام.
مراكز القوة هذه لا تزال معقل النخبة القديمة. فإذا أرادت فانها ستمارس على نتنياهو ضغطا جسديا معتدلا وستدفعه نحو العمل خلافا لإرادة الشعب.
قالت أغلبية الجمهور الاسرائيلي في صناديق الاقتراع "لا" لدولة فلسطينية. فماذا إذاً؟ كثير من العويل في وسائل الاعلام، وقليل من الحث من اوباما، فاذا بنتنياهو يتراجع.
الضغط يعمل دوما في مسار ثنائي القناة، داخلي وخارجي. اليسار المعتدل أكثر، ذاك الذي لا يزال يخجل من ان يستخف علنا بالحسم الديمقراطي، يحاول أن يدفع الى الامام اجندته من خلال ضغط اعلامي داخلي. اما اليسار الاكثر تطرفا، لاسفي، فلم يحترم أبدا قرار الناخب الإسرائيلي. بعد أن يخسر في الحرب على اصوات الجمهور الاسرائيلي، يركض الى الخارج كي يجند الخارج للضغط على حكومة اسرائيل لتبني سياسة خطيرة. وهذا الضغط المتداخل من الداخل ومن الخارج من شأنه أن يؤدي بمواطني اسرائيل الى واقع لم يختاروه في صناديق الاقتراع. لقد سبق أن كنا في هذا الفيلم.
وأتذكر نفسي اتراكض في الشوارع كي أنقل الناس ليسقطوا في الصناديق بطاقة وعليها كتب "ارئيل شارون لرئاسة الوزراء"، ومقابل العرق والجهد جاء في شكل خراب غوش قطيف.
في اطار حملة الانتخابات المجنونة التي اجتزناها تشوشت الفوارق بين اليسار المتطرف واليسار المعتدل، وحتى اليسار الاكثر مسؤولية فقد الكوابح. رئيس وزراء اسرائيل لم يحظَ باسناد من جانب زعماء المعسكر الصهيوني حين خرج للخطابة في الكونغرس.
وزعماء المعسكر الصهيوني تكاتفوا مع اوباما بهدف اذلال نتنياهو، حتى حين فهموا بان مثل هذه الخطوة تعمل على نقيض من المصلحة الاسرائيلية. والان، بعد أن بات الغضب على الانتخابات خلفنا، حان الوقت لتظهر المعارضة الاعلامية، القانونية والسياسية، مسؤولية وطنية أكبر.
اذا لم يكن تجاه الداخل، فعلى الاقل تجاه الخارج. فالسياسة المسؤولة يجب أن تسند سياسة الحكومة المنتخبة في مواجهة الدول الاجنبية لا الهمس في اذن اوباما كيف يمكن ان يفرض على دولة اسرائيل ما لا تريده.
إذاً، ما الذي أطلبه؟ قليلا من المساحة، قليلا من الاحترام لقرار الناخب الاسرائيلي، قليلا من الحلول وعدم الاستخفاف بهذا الشعب "الغبي" الذي اعاد لنفسه مرة اخرى الطاغية المحب للمتعة.
وبدلا من الغرق في الكرب العميق، على اليسار الاسرائيلي أن يتعلم كيف يحترم حقا نتائج الانتخابات. وان يحاول ايضا أن يدرس بعمق معناها فهذا لا يضر. أتمنى لجميعنا أن تكون لنا اربع سنوات طيبة لنعمل ذلك.
واليمين؟ له الكثير جدا مما يصلحه ويحسنه، ولكن بالاساس ينبغي له ان يتعلم كيف يحكم.
عن "يديعوت"
الثقة المتجددة التي تلقاها نتنياهو من الجمهور الاسرائيلي لا تضمن بعد للسياسة الوطنية ان تتحقق بالفعل.
فلدولة اسرائيل أسياد آخرون، فضلا عن الحكومة المنتخبة. وفي الواقع السليم يفترض بهذه الاليات ان تتوازن وان تحافظ على الديمقراطية الاسرائيلية.
اما عمليا فهي تصبح احيانا نوعا من الآليات التي تلتف على الشعب وتعطل قدرة الحكم لدى القيادة المنتخبة. فالاستشارة القانونية مثلا هي نوع من مثل هذه الآلية. وأحيانا ايضا المحكمة العليا ووسائل الاعلام.
مراكز القوة هذه لا تزال معقل النخبة القديمة. فإذا أرادت فانها ستمارس على نتنياهو ضغطا جسديا معتدلا وستدفعه نحو العمل خلافا لإرادة الشعب.
قالت أغلبية الجمهور الاسرائيلي في صناديق الاقتراع "لا" لدولة فلسطينية. فماذا إذاً؟ كثير من العويل في وسائل الاعلام، وقليل من الحث من اوباما، فاذا بنتنياهو يتراجع.
الضغط يعمل دوما في مسار ثنائي القناة، داخلي وخارجي. اليسار المعتدل أكثر، ذاك الذي لا يزال يخجل من ان يستخف علنا بالحسم الديمقراطي، يحاول أن يدفع الى الامام اجندته من خلال ضغط اعلامي داخلي. اما اليسار الاكثر تطرفا، لاسفي، فلم يحترم أبدا قرار الناخب الإسرائيلي. بعد أن يخسر في الحرب على اصوات الجمهور الاسرائيلي، يركض الى الخارج كي يجند الخارج للضغط على حكومة اسرائيل لتبني سياسة خطيرة. وهذا الضغط المتداخل من الداخل ومن الخارج من شأنه أن يؤدي بمواطني اسرائيل الى واقع لم يختاروه في صناديق الاقتراع. لقد سبق أن كنا في هذا الفيلم.
وأتذكر نفسي اتراكض في الشوارع كي أنقل الناس ليسقطوا في الصناديق بطاقة وعليها كتب "ارئيل شارون لرئاسة الوزراء"، ومقابل العرق والجهد جاء في شكل خراب غوش قطيف.
في اطار حملة الانتخابات المجنونة التي اجتزناها تشوشت الفوارق بين اليسار المتطرف واليسار المعتدل، وحتى اليسار الاكثر مسؤولية فقد الكوابح. رئيس وزراء اسرائيل لم يحظَ باسناد من جانب زعماء المعسكر الصهيوني حين خرج للخطابة في الكونغرس.
وزعماء المعسكر الصهيوني تكاتفوا مع اوباما بهدف اذلال نتنياهو، حتى حين فهموا بان مثل هذه الخطوة تعمل على نقيض من المصلحة الاسرائيلية. والان، بعد أن بات الغضب على الانتخابات خلفنا، حان الوقت لتظهر المعارضة الاعلامية، القانونية والسياسية، مسؤولية وطنية أكبر.
اذا لم يكن تجاه الداخل، فعلى الاقل تجاه الخارج. فالسياسة المسؤولة يجب أن تسند سياسة الحكومة المنتخبة في مواجهة الدول الاجنبية لا الهمس في اذن اوباما كيف يمكن ان يفرض على دولة اسرائيل ما لا تريده.
إذاً، ما الذي أطلبه؟ قليلا من المساحة، قليلا من الاحترام لقرار الناخب الاسرائيلي، قليلا من الحلول وعدم الاستخفاف بهذا الشعب "الغبي" الذي اعاد لنفسه مرة اخرى الطاغية المحب للمتعة.
وبدلا من الغرق في الكرب العميق، على اليسار الاسرائيلي أن يتعلم كيف يحترم حقا نتائج الانتخابات. وان يحاول ايضا أن يدرس بعمق معناها فهذا لا يضر. أتمنى لجميعنا أن تكون لنا اربع سنوات طيبة لنعمل ذلك.
واليمين؟ له الكثير جدا مما يصلحه ويحسنه، ولكن بالاساس ينبغي له ان يتعلم كيف يحكم.
عن "يديعوت"