في التاسع من نيسان عام 1948 كانت "مجزرة دير ياسين" التي كانت على يد الجماعتين الصهيونيتين : أرجون وشتيرن، راح ضحيتها الكثير من الأطفال والمدنيين ، وخلفت ورائها حالة من الهلع في صفوف المواطنين ، مما أدى إلى الهجرة لأماكن أخرى في فلسطين أكثر أمنًا وسلامة .
كان هدف اليهود من تلك المجرزة الاستيلاء على قرية دير ياسين ، فتوقعوا أن يفزع الأهالي من الهجوم ويفرّوا إلى أماكن أخرى ، وبالتالي يتسنى لهم جعل القرية تحت سيطرتهم ، ولكن فوجيء المهاجمون بنيران القرويين التي لم تكن في الحسبان والتي أسفرت عن سقوط 4 قتلى من اليهود وجرح 32 آخرين ، لكن سرعان ما داوى المهاجمون جروحهم وفتحوا الأعيرة النارية على القرويين بشكل عشوائي ، وانتهكوا جميع المواثيق والأعراف الدولية حيث مارسوا شتى أنواع التعذيب ، وقد استعان المهاجمون بمنظمة "الهاغاناه" التي قدمت لهم المساعدة، وهاجموا القرية بقيادة مناحيم بيغن، الذي أصبح رئيساً لوزراء إسرائيل لاحقاً وأطلقوا النار دون تمييز ، وأسروا عدداً من القرويين وقتلوهم بدم بارد.
كانت بداية وقوع المجزرة بعد أن بدأ الحقد يتشعب بين الفلسطينيين واليهود عام 1948 ، وتنامى بعد قرار بريطانيا بسحب قواتها من فلسطين ، وكانت حالة من عدم الاستقرار تسيطر على المنطقة ، وبحلول ربيع 1948 ازدادت حدة الصراعات بين العرب واليهود ، بعد قيام جيش التحرير العربي - المكون من الفلسطينيين ومتطوعين من مختلف البلدان العربية - بتشكيل هجمات على الطرق الرابطة بين المستوطنات اليهودية ، وتمكن العرب من التقدم في قطع الطريق الرئيسي بين تل أبيب وغرب القدس ، وأدى ذلك إلى حصار ما يقارب 16% من اليهود .
بعد خيبة أمل اليهود من التقدم العربي على الطرق الرئيسية اليهودية ، قرروا تشكيل هجومًا مضادًا للهجوم العربي ، فقامت عصابتي "أرجون وشتيرن بشن هجومها القوي على قرية دير ياسين ، باعتبارها قرية صغيرة يسهل لهم السيطرة عليها ، ويزيد من رفع معنوياتهم بعد التقدم العربي على الطرق الرئيسية اليهودية .
ظلت المذبحة قائمة ، وتحولت قرية دير ياسين إلى ظلام أسود مملوء بالصراخ وصوت القنابل ولون الدم ورائحة البارود ، ارتقى فيها ما بين 250 إلى 360 شهيدًا ، واستوطن اليهود القرية ، وفي عام 1980 أعاد اليهود بناء القرية فوق أنقاض المباني الأصلية ، وأطلقوا على الشوارع أسماء مقاتلي الأرجون الذين نفّذوا المذبحة .