لعل السجن مكان يجسد الظلم والألم الذي يكابده الأسير الفلسطيني، إلا أن ذلك لا يعني أن الأسير أصبح يائسًا، فأبواب الحرية لا زالت مفتوحة، والأسير الفلسطيني يرى هذه الحرية أمام عينيه قريبة، ومن الواضح أن معاناة الأسرى باتت إحدى الحكايات اليومية، فالطفل يُولد وأحد أفراد عائلته قابع خلف القضبان، والأب يشتاق لرؤية ابنه، والأم تتلهف شوقًا لضم ابنها الأسير.
في السابع عشر من نيسان يحيى الشعب الفلسطيني ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني "محمد بكر حجازي"، وذلك خلال عملية تبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي عام 1974.
وتعتبر قضية الأسرى من القضايا الأكثر حساسية عند الشعب الفلسطيني، فعمليات الاعتقال لا زالت مستمرة، ولا يزال الأسرى قابعون خلف القضبان، يعانون من شتى أنواع الظلم وويلات الاحتلال، وتشتد المعاناة عند الأسرى المعزولين والمضربين عن الطعام.
وأوضح رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس في حديث خاص لوكالة "خبر"، أن هذا اليوم هو يوم وطني، للتأكيد على القيم والمباديء التي قامت عليها الثورة الفلسطينية، وعلى المقاومة والتعاون والتناصر من أجل استمرار مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال، مضيفاً بأن الأسرى هم رموز كفاح الشعب الفلسطيني.
وأضاف فارس، أنه في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني سيتم إنشاء فعاليات على شكل مهرجانات جماهرية وفعاليات رياضية وثقافية؛ لتعزيز الثقافة التي يتحلى بها الأسرى لتتحول إلى ثقافة مجتمعية .
وحول مواصلة الاحتلال لعمليات الاعتقال، قال فارس، إن الاحتلال يشن حربًا واسعة على الشعب الفلسطيني، حيث أن استمرار حملة الاعتقالات التي لا تتوقف هي أحد تعبيرات هذه الحرب.
وأشار فارس إلى أن عمليات الاعتقال لن تتوقف إلا برحيل الاحتلال الغاصب، لافتاً إلى أن الاحتلال يريد استنفاذ الطاقة الفردية والجماعية للشعب الفلسطيني، وإدخال الإحباط إلى النفوس، حتى يهدأ الشعب الفلسطيني ويكف عن مطالبته بالحرية الأمر الذي من المستحيل أن يتم.
وأعرب فارس أن الشعب الفلسطيني ملتزم بالقضية الفلسطينية، التي هي الآن تمر بمحنة سببها حالة الانقسام الفلسطيني، داعياً إلى تجاوز هذه المرحلة، وأن يتوحد الشعب الفلسطيني في العملية النضالية لتحقيق حرية الوطن وحرية الأسرى البواسل.
ووجّه فارس التحية والتقدير للأسرى البواسل، كما وجه تحيته لكل أبناء الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل حريته ووفائه، قائلًا :"هي كلمات عهد ووفاء وحب واحترام لأجيال الأقصى والقدس والشهداء، ويجب أن نبقى معهم حتى تحرير فلسطين" .
ومهما يكن، فإن الأسير يمثل حالة كفاحية، وقضيته هي قضية مجتمع سياسي، وبالرغم من الممارسات اللاإنسانية التي يعاني منها الأسير الفلسطيني خلف قضبان العدو، إلا أنها جعلت من الأسرى بواسل يعيشون حياة شموخ وإرادة، لا يقبلون بالذل والاستسلام، بل صامدين بكل قوة وعزة وإباء.