لم نعالج معضلة الأنفاق ولم نردع "حماس"

20162004000027
حجم الخط

قولوا عنّي انهزامية، قولوا عنّي هدّامة حفلات، ولكني أعترف بان فرحي لكشف النفق في غزة أبعد عن أن يكون كاملاً.
فاذا كان بوسعنا حتى الآن أن نتمتع بالشك، وان نصدق الوعود بان تهديد الانفاق بات خلفنا، وان حملة «الجرف الصامد» انتهت بالردع وان «حماس» هُزمت فان هذا الشك أصبح، أول من أمس، ملموساً. ليس بسبب ذاك النفق الذي انكشف بوسائل تكنولوجية متطورة للغاية، كما أشار رئيس الوزراء، بل بسبب كل تلك الانفاق التي لم تنكشف بعد. فتلك الوسائل التكنولوجية والهندسية لم تكتشفها بعد، وهي توجد هناك، بعمق 30 متراً، على مسافة كيلومتر ونصف من بلدة اسرائيلية ما، جاهزة لأن تلفظ من داخلها عشرات مقاتلي الكوماندو من «حماس»، لتحدث مصيبة لم نشهد لها مثيلاً.
حتى العثور على النفق، الاسبوع الماضي، كان بوسعنا أن نسمع الاصوات الواضحة التي تنطلق من منازل السكان في غلاف غزة ونوهم أنفسنا بان هذه أصوات رعد. أما الآن فلم يعد هناك شك: شكاوى السكان كانت مبررة. وينبغي فقط الامل في الا يكون سكان الشمال، الذين هم الاخرون يسمعون اصوات مشابهة، محقين مثلهم.
ولكن بات واضحا اليوم أن الخطأ في الانفاق الهجومية ملموس ومؤكد أكثر من أي وقت مضى، ولن تتمكن أي تصريحات تهدئة من تغيير ذلك. إذاً، يمكن أن نجلد بينيت من هنا وحتى غزة على انتقاده المستمر في موضوع الانفاق، مثلما فعل رئيس الوزراء ووزير الدفاع، ولكن يتبين أنه كان محقا. فقد خرج الجيش الاسرائيلي من غزة دون حل لمشكلة الانفاق ودون ردع «حماس». والسكان في بلدات غلاف غزة عرضة لمخاطر يومية حقيقية. واذا كانت الوسائل التكنولوجية المتطورة معناها العثور على نفق هجومي مرة كل سنتين، فهذا ليس حلا حقا. ولما كان لا يوجد حل آخر للمشكلة لا يكون شروعا في حرب اخرى، وهذه المرة حتى تصفية «حماس»، الامر الذي اكتشفنا المرة تلو الاخرى بانه ليس ممكنا ولا يوجد على جدول الاعمال ايضا، فهيا على الاقل نتخلى عن التصريحات التي هي بكاملها تظاهر باننا حققنا ردعا وأبعدنا المخاطر.
لم نحقق ردعاً في غزة. «الارهاب» يواصل العربدة في الشوارع، وكل هبوط في عدد العمليات هو صدفة على ما يبدو، مثلما أثبتت، أول من امس، عملية الباص في القدس. وفي الشمال أيضا، كما ينبغي الاعتراف، لا يطل علينا أي شيء جيد ولا يهم كم جلسة حكومية تنعقد في الجولان.
عندما نفكر بالوعود التي اغدقها نتنياهو عشية الانتخابات، كل انتخابات يتنافس فيها، ليس مؤكدا ما الذي يروق لنا أكثر: ان نبكي أم ان نضحك. فالرجل الذي هزأ بقدرات منافسيه على تحقيق الامن فشل فشلا ذريعا في النقطة التي تنافس عليها، وانتصر المرة تلو الاخرى. والسؤال الآن هو فقط متى سيكف الجمهور عن الاقتناع؟