" وطنيون لإنهاء الانقسام " تيار جديد أم فكرة طارئة ؟؟

100830001806t4vE
حجم الخط

بدأت الهيئة التنسيقية العامة أو " هيئة المتابعة المؤقتة " اجتماعاتها في قطاع غزة وأخرى في الضفة الغربية بحضور كافة الأعضاء لبدء العمل الفعلي العام لهذا الجسم الفلسطيني الجديد حاملا على عاتقه أصعب مهمة وأقدسها ، هذه المهمة التي فشل في حملها الكثيرين واصطدم الجميع حيالها بحائط صعب من المشاكل والعقبات من كافة الأطراف لتحقيق اختراق في إنهائها ، إنها القضية الأبرز في هذه المرحلة وهي " الإنقسام " الذب ضرب ولازال يضرب كل المنجزات الوطنية الفلسطينية ،، لم تنجح الفصائل الفلسطينية مجتمعة ومتفرقة وعلى كل المستويات من معالجة حالة الانقسام أو تشكيل حالة ضغط حقيقية على طرفي الانقسام ومساعدتهم في الخروج منه بأقل الخسائر تحت قاعدة " لا منتصر ولا مهزوم " بين طرفي الانقسام ،، ولذلك كان لزاما على مجموعة ليست قليلة وليست ضعيفة ان تلتقي وتفكر بصوت عال لا لبس فيه ولا غموض ، بعيدا عن الشعارات الكبيرة التي كرهها شعبنا وزادته احباطا فوق احباطه ، بل أعلنت هدفا واحدا بسيطا وبلغة يفهمها الجميع " وطنيون لإنهاء الإنقسام " تحمل هدفها في ثنايا اسمها دون شرح او خطابات ..

وهذه المهمة لا تحتاج من يدافع عنها لأنها بحد ذاتها شرف لكل من يحملها ويسير بها ويترفع عن لغة الإحباط والفشل والعجز ، الغالبية الساحقة من شعبنا تتوق إليها وتتمنى اليوم الذي نعلن فيه نهاية هذا الانقسام ، ولن نلتفت حينها للخلف كثيرا بل ستكون نظرتنا الى الأمام نحو تحقيق أهداف شعبنا ومواجهة عدونا الذي لا يرحمنا ، وإنقاذ قضيتنا من الضياع والفوضى الضاربة في تفاصيلها ، وإعادة القوة للقرار الفلسطيني وتأثيره على مجريات السياسة في المنطقة برمتها ..

ولكن ما دفعني للكتابة هو المبالغة في الإعلان أن " وطنيون لإنهاء الإنقسام " ليس تيارا فلسطينيا جديدا ،، خشية اتهامه بالحزبية او بديلا عن أحد ، وكأن ميلاد تيار فلسطيني جديد تهمة أو عارا او ان حالتنا الفلسطينية لا تسمح بذلك او مخالفة للقانون ،،،، لا يا سادة فإن ساحتنا الفلسطينية ستبقى بحاجة لكل رافعة ترفع الهم عن شعبنا طالما فشل القائمون عن ذلك ، " وطنيون لإنهاء الإنقسام " بهيكليته الجديدة التي تشمل كل الوطن الفلسطيني من الهيئة التنسيقية العامة واللجنة التحضيرية المؤقتة والمؤتمر التأسيسي العام ومؤتمر لكل محافظة وهيئة تنسيقية لكل محافظة والعضوية واعتماد الانتخابات الداخلية والانضواء تحت لوائه كافة شرائح مجتمعنا وأطيافه ، كل ذلك يؤكد أننا أمام تيار فلسطيني عريض جامع لكل التوجهات السياسية يحمل لواء الوحدة الفلسطينية وتعزيز التوافق الوطني على أسس ديمقراطية صحيحة .. وهذا حق لنا كمجموع فلسطيني لا نخجل منه بل نفخر به ..

ولاشك أن أمام هذا التيار الفلسطيني العريض خطوات مهمة لابد أن يقوم بها هو مواجهة حالة الإحباط الفلسطيني العام من أي تحرك عبر استخدام كافة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وكذلك عقد اللقاءات النقاشية في كافة المحافظات واللقاء مع كافة شرائح الوطن وليتسع صدر الجميع للاستماع لكل نقد بناء وصادق ..

وامام هذا التيار مهمة مواجهة من لا يؤمن بالتعددية ولا بالحق الفلسطيني في التعبير عن الرأي بالوسائل السلمية الحضارية ،، وشعارنا مع أبناء شعبنا أن لا وسيلة للتعامل مع المختلفين معنا الا بالحوار الديمقراطي السليم ..

والهدف الأهم هو الوصول لأكبر حالة ضغط شعبي لتحقيق الهدف وهو الوصول لحق شعبنا في الوحدة واستكمال مسيرة الكفاح الوطني وصياغة وثيقة شرف تحفظ كرامة شعبنا من أي خلاف داخلي ،، وتوحيد بوصلة نضالنا تجاه تحرير أرضنا ومقدساتنا ..

التيار الذي أعنيه هنا ليس حزبا ولا تكتلا خاصا ولكنه تيار فلسطيني عام يحمل فكرة خاصة يؤمن بها كافة المنتمين إليه ، لابد لكل فكرة من تيار عريض يضم بين جناحيه كل المؤمنين بها لترسيخها على ارض الواقع ..