وصفتها لجنة التحكيم عند إعلان القائمة القصيرة للروايات المرشّحة لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية للعام 2016 بأنها "الرواية الفلسطينية الشاملة" وردت ذلك لكونها ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءا على المأساة الراهنة المتمثلة في الشتات والاستيلاب الداخلي، إنها رواية مصائر: كونشرتوالهولوكوست والنكبة للفلسطيني ربعي المدهون، والتي فازت بالجائزة، التي تم إعلانها في حفل أقيم عشيّة افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 26، وحضره الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وحشد حافل من الكتاب والمثقفين والإعلاميين.
وأكدت لجنة التحكيم أن الرواية تضيف الى السرد الفلسطيني أفقا غير معهود سابقا ويمكن وصفها بالرواية الفلسطينية الشاملة تتناول في آن مأساة فلسطين من جوانبها كافة.
تقع الرواية في أربعة أقسام، يمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة والأخيرة، تبدأ الحكايات الأربع في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة، والهولوكوست، وحق العودة.
إنها رواية الفلسطينيين المقيمين في الداخل الذين يعانون مشكلة الوجود المنفصم وقد وجدوا أنفسهم يحملون جنسية إسرائيلية فُرضت عليهم قسرا. وهي رواية الفلسطينيين الذين هاجروا من أرضهم إلى المنفى الكبير ثم راحوا يحاولون العودة بطرق فردية إلى بلادهم المحتلة. إنها رواية فلسطين الداخل والخارج.
وتوجه المدهون في كلمته إلى عرب فلسطين 48 مؤكدا أن هؤلاء هم الذين صمدوا وهم الباقون هناك ـ كما أسماهم أحد أبطال الرواية ـ ولهم أقول حيفا التي صنعت هذه الرواية وأعطتني كل القصص، أعطتني المكان والذاكرة والحكايات، وطافت بي في هذه الرواية كل المدن الفلسطينية، حيفا الليلة تعيش فرحة حقيقية، فرحة فوزها بجائزة البوكر واتصالها بعالمها العربي.
وبهذا الفوز تعتبر رواية "مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة" أفضل عمل روائي نُشر خلال الاثني عشر شهرا الماضية، وجرى اختيارها من بين 159 رواية مرشحة تتوزع على 18 بلداً عربياً.
وقد علّقت أمينة ذيبان نيابة عن لجنة التحكيم على الرواية الفائزة بقولها: "تبتدع رواية "مصائر" نسيجا روائيا فنيا جديدا يصور تحولات المسألة الفلسطينية، وتثير أسئلة الهوية وتستند إلى رؤية إنسانية للصراع.
تعدُّ "مصائر" الرواية الفلسطينية الشاملة، فهي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءا على المأساة الراهنة المتمثلة في الشتات والاستلاب الداخلي. إنها رواية ذات طابع بوليفوني مأساوي، تستعير رمز الكونشرتو لتجسّد تعدّد المصائر."
ربعي المدهون كاتب فلسطيني ولد في مدينة المجدل عسقلان، في جنوب فلسطين عام 1945. هاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع عزة. تلقّى تعليمه الجامعي في كل من القاهرة والإسكندرية ولكن أُبعد من مصر سنة 1970 قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي.
عمل محررا أو كاتبا في صحف ومجلات، منها الحرية، الأفق، صوت البلاد، القدس العربي، الحياة، ومركز الابحاث الفلسطيني، وكذلك في وكالتي دبليو تي ان للأخبار المصورة - وكالة أخبار تلفزيزنية أميركية، وأي بي تي أن – اسوشييتدبرس، للأخبار المصورة، وجريدة "الشرق الأوسط"، التي ما يزال يعمل فيها محررا.
من مؤلّفاته "السيدة من تل أبيب" (رواية، 2009) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2010، و"مصائر.. كونشرتو الهولوكوست والنكبة" (رواية، 2015).
ترجم أليوت كولا رواية "السيدة من بل أبيب" إلى الإنجليزية وصدرت عن تيليغرام بوكس، وفازت الترجمة الإنجليزية بجائزة بان البريطانية للكتب المترجمة.