إسرائيل تمتلك القوة أمام العالم والمفاوض الفلسطيني مُغيّب عن المشهد السياسي

13140676_10207686066242895_1635423845_n
حجم الخط

أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، عن إنتهاء اللقاءات الثنائية مع الجانب الإسرائيلي، حيث تسلّم الفلسطينيون جوابًا واضحًا من إسرائيل حول عدم التزامها بالاتفاقيات الموقعة، وتمسكها باقتحام المناطق الفلسطينية وتوسعها الاستيطاني، ورفض المبادرة الفرنسية . 

وتابع عريقات: "إن اللجنة التنفيذية خرجت بتوصيات هامة ردًا على الموقف الإسرائيلي ، وسيتم إعلانها في حال اعتمادها من اللجنة التنفيذية للمنظمة خلال اجتماعها غدًا، ومن المتوقع أن تصدر فيه قرارات هامة .

قال المختص في الشأن الإسرائيلي علاء خضر لـ "وكالة خبر"، إن مفاوضات السلام قد انتهت على أرض الواقع منذ زمن، وأن تصريحات عريقات لم تكن الأولى فيما يتعلق بأن العملية السلمية قد انتهت، مشيرًا إلى أن مفاوضات السلام لم تتوقف حيث أن لقاءات واتصالات مباشرة كانت تعقد.

وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي فريد قديح، أن تركيبة الائتلاف الإسرائيلي لا تتلاقى مع نتنياهو وبعض القيادات الإسرائيلية في تلبية الرغبة الدولية بتحريك الوضع السياسي أو التواصل مع السلطة الفلسطينية، من حيث محاولة الحديث عن إعطاء سيطرة للسلطة الوطنية في المدن الفلسطينية ووقف المداهمات والاقتحامات، موضحًا أنه بعد تدهور الأوضاع، شرعت إسرائيل بالسيطرة على كثير من مناطق"أ" دون الاهتمام بما وقعت عليه مع السلطة الفلسطينية برعاية بعض المنظمات الدولية.

وأشار خضر إلى أنه بعد رفض إسرائيل للمبادرة الفرنسية، أصبحت تتحرك عربيًا ودوليًا وعالميًا؛ من أجل وقف الضغط عليها بشأن المبادرة الفرنسية، لافتاً إلى أن إسرائيل تحاول فرض أمر واقع جديد، حيث أن الحقائق على الأرض من قبل إسرائيل تنذر أنه لا مستقبل لفكرة الدولتين.

وأوضح قديح أن التنسيق الأمني جاء في سياق اتفاقية أوسلو، وذلك فيما يتعلق بحق إسرائيل في مطاردة أي مجموعة داخل مناطق السيادة الأمنية الفلسطينية "A"، وذلك بعد إبلاغ السلطة وهي بدورها تتعامل مع الموقف .

ولفت خضر إلى أن وقف التنسيق الأمني يعني جملة من القرارات والتصعيد المباشر، مشددًا على أهمية المصالحة الفلسطينية والتفاهم الداخلي، وذلك لأهمية تحمل الشعب الفلسطيني وقياداته أعباء الضغط الذي سيرافق وقف التنسيق الأمني. 

وحول تهديدات السلطة الوطنية الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع الإسرائيليين، أوضح قديح أن الإسرائيليين لا يمتلكون أفقًا سياسياً، وعاجزين عن تلبية أدنى مطالب الفلسطينيين، والتي تتمثل في وقف استباحة الأراضي الفلسطينية في المنطقة "A"، مشيرًا إلى أن وزير المعارف في الإئتلاف الحكومي الإسرائيلي نفتالي بنيت، طالب بأن يخضع هذا الملف لمفاوضات داخل الحكومة وألا يحتفظ به نتنياهو .

ولفت خضر إلى أن صحيفة "هآرتس" صرحت سابقًا أن قيادات السلطة الفلسطينية لا يمكنها أن تقف في وجه إسرائيل، وذلك بسبب الفساد المالي والإداري الذي تعاني منه السلطة، معتبرًا أن الأمر يدل على أن الوضع الداخلي يؤثر بشكل مباشر على الصمود الفلسطيني أمام العدو.

 وأضاف قديح أن أي قرار تتخذه السلطة يكون له تبعات، وفي حال ألغت السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني ما بينها وبين إسرائيل، فإن إسرائيل لديها ردة فعل تلقائية تشمل إجراءات قد تكون كارثية، موضحاً أن هذا الأمر لا يمنع السلطة من أن تجير هذا الأمر بشكل جيد للمصالح الفلسطينية.

وأشار خضر إلى أن الطرح الأوروبي لا يشكل رادعًا لإسرائيل من أجل حلّ القضية الفلسطينية، مضيفاً أن إسرائيل تحظى برعاية أمريكية وتؤمن بأن الفيتو الأمريكي سيواجه أي قانون دولي ضدها.

ولفت قديح إلى أن المبادرة الفرنسية جاءت بعدما أغلقت الحكومة الإسرائيلية الأفق السياسي بالمطلق، حيث أن الحكومة الاسرائيلية غير مؤهلة لخوض عملية سياسية مع الفلسطينيين، وذلك بسبب التركيبة التي يتكون منها الائتلاف الحكومي الإسرائيلي .

واستبعد خضر أن تؤثر الضغوط الدولية على إسرائيل في ظل الظروف التي يمر بها الشرق الأوسط ، مشيراً إلى أن المتنافسين على الانتخابات يتسابقون في تقديم الولاء لإسرائيل.

وتابع قديح، أن المبادرة الفرنسية محكومة بالفشل في حال لم يتم التوصل إلى قرارات حاسمة .

يذكر أن الوفد الفلسطيني في اللقاءات الثنائية، سلّم الإسرائيليين رسالة مفادها "أن استمرار عدم التزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة سيدفع السلطة الفلسطينية لتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني والتي أبرزها وقف التنسيق الأمني.