هل يتدحرج التصعيد القائم على حدود قطاع غزة إلى مواجهة عسكرية واسعة ؟!

7777
حجم الخط

بعد يومين عاصفين، شهدت خلالهما الحدود الشرقية لقطاع غزة، أجواءً متوترة وحالة من التصعيد والتوتر، حيث توغلت جرافات عسكرية ووحدات هندسية تابعة للجيش الإسرائيلي لمساحة محدودة تقدر بـعرض 300 متر بذريعة البحث عن أنفاق للمقاومة الفلسطينية، في محورين مختلفين، الأول شرق مدينة غزة مقابل موقع "ناحل عزو" العسكري، والثاني شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة مقابل موقع "صوفا" العسكري، حيث ردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق العديد من قذائف الهاون تجاه المواقع العسكرية المذكورة.

وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان عسكري صدر عنها مساء أمس، إنها لن تسمح باستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وعلى العدو ألا يتذرع بأي سبب كان وعليه مغادرة قطاع غزة فوراً، مشددةً على أن التوغل الصهيوني منذ مساء الثلاثاء يعد تجاوزاً واضحاً لاتفاق التهدئة عام 2014م وعدواناً جديداً على قطاع غزة.

في حين بُذلت جهود مصرية وقطرية لوقف هذا العدوان والتوصل إلى اتفاق بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل، يقوم على انسحاب الآليات المتوغلة على أطراف قطاع غزة، وعدم إطلاق النار من قبلها و الامتناع عن أي أعمال تجريف وحفر في أراضي المواطنين قرب الحدود.

 على الرغم من ذلك فإن طائرات الاحتلال قصفت الليلة الماضية - وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي - أربعة مواقع تابعة للمقاومة في غزة، حيث أصيب على إثرها مسن وثلاثة أطفال، وعادت آليات وجرافات الاحتلال صباح اليوم لتتوغل من جديد على الحدود الشرقية لمدينة رفح وشرقي بيت حانون شمال قطاع غزة.

طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي أكد في حديث خاص لوكالة "خبر" على أن الوضع الجاري على حدود غزة هو مجرد رسائل قصيرة ومرحلة تكتيك من الجيش والمقاومة، واختبارات لقدرات وأسلحة كل طرف، وعبر عن ذلك الاحتلال بقوله" وجهنا رسائل لحركة حماس بأننا لن نسمح بتطوير  قدرات  المقاومة في غزة".

وقال عوكل، إننا لا نستبعد أي عدوان إسرائيلي على غزة في أي وقت، وهذه الجولة لا تؤشر إلى أننا أمام احتمال شن عدوان واسع، وفي المقابل لا يوجد رغبة للمقاومة بتصعيد الأجواء، ولكنها جاهزة للرد ولن تقبل باستمرار الوضع القائم.

ورجح الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي أن تتدحرج التصعيد لعدوان على غزة في حال استمرت إسرائيل بأعمال عسكرية يومية تبتز المقاومة في غزة.

وأشار  عوكل، من الممكن أن ينطوي الأمر إلى خيارات أخرى من خلال حلول سياسية تتابعها كلاً من تركيا أو قطر لإتمام صفقة بين حماس وإسرائيل تستدعي إيقاف هذا التصعيد.

وحول اكتشاف الجيش للنفق الأخير شرق رفح، قال الشرقاوي إن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الاكتشاف، وإزاء ما يحدث على الحدود من توغلات وعمليات تجريف وحفر مستمرة، موضحاً أن إسرائيل تريد أن تكتشف المزيد من الأنفاق دون الدخول في عملية عسكرية ضد غزة.

واعتقد عوكل، أن اكتشاف نفق المقاومة اليوم لن يغير  في الموقف بالنسبة للمقاومة فهي تمتلك شبكة أنفاق واسعة وعابرة للحدود داخل الأراضي المحتلة. ومن الممكن أن يكون لدى المقاومة تقدير حسابات باحتمالية اكتشاف الجيش الإسرائيلي لبعض هذه الأنفاق.

وكانت كتائب القسام قد صرحت بعد أن أعلن الاحتلال عن اكتشاف نفق لها شرق رفح قبل أسبوعين، "إن ما أعلنه الاحتلال الاسرائيلي عن اكتشاف نفق ليس إلا نقطة في بحر ما أعدته المقاومة من أجل الدفاع عن شعبها، وتحرير مقدساتها وأرضها وأسراها".

واعتبر  عوكل استمرار  ادخال للآليات والفرق الهندسية داخل حدود قطاع غزة فيما يسمى بعملية البحث عن أنفاق هو أمر  مستفز لحد كبير للمقاومة الفلسطينية.