عادت أجواء المشاحنة بين حركتي فتح وحماس في ظل التراشق الإعلامي المتبادل بين الحركتين في الأيام الأخيرة، وذلك عقب وفاة ثلاثة أطفال من عائلة "أبو هندي" جراء حريق منزلهم في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، بفعل إيقاد شمعة أتت على المنزل بمن فيه من أطفال في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي.
حدة التصريحات بين الحركتين ألقت بظلالها على المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يرتقب حلول للأزمات العددية التي عصفت في كافة مناحي الحياة المعيشية في قطاع غزة، وارتفاع نسبة البطالة، وتفشي الفقر، وإغلاق كافة المعابر، والاستفزازات الإسرائيلية على حدود القطاع.
وفيما يلي نرصد التصريحات التي صدرت عن الفصائل الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني بعد حادثة وفاة الأطفال الثلاثة حرقاً.
حركة فتح
بمجرد الإعلان عن وفاة أطفال عائلة "أبو هندي"، حملت حركة فتح على لسان الناطق باسمها أسامة القواسمي، حركة حماس المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأطفال الثلاثة، وعن الوضع الانساني الصعب الذي يعاني منه سكان قطاع غزة.
وقال القواسمي في حينها، إن حماس تمنع الحكومة من العمل في القطاع، وتقوم بجبي أموال الكهرباء والضرائب لصالح عناصرها فقط، دون الاكتراث لمعاناة أهلنا وشعبنا في القطاع، وترفض تحويل الأموال لوزارة المالية، إضافة إلى استغلالها لنسبة كبيره من كهرباء غزة لصالحها فقط وصالح قياداتها دون دفع أي ثمن مقابل ذلك.
حركة حماس
حركة حماس حملت المسؤولية كاملة للرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء الفلسطيني، عن وفاة ومحرق ثلاثة أطفال من عائلة الهندي بمدينة غزة، وذلك على لسان النائب في المجلس التشريعي والقيادي في الحركة مشير المصري، وعدد من قيادات حركة حماس.
وأضافت الحركة، أن السطلة الفلسطينية شريكة في حصار القطاع وبكافة الأزمات التي تعصف به، مضيفة أن الرئيس عباس رفض الكثير من الحلول ومشاريع تم طرحها لإنهاء أزمة الكهرباء.
حركة الجهاد الإسلامي
قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن الكل الفلسطيني يتحمل المسؤولية عن مأساة حرق أطفال عائلة الهندي في مخيم الشاطئ في مدينة غزة.
وأضافت الحركة على لسان مسؤول مكتبها الإعلامي داوود شهاب، أنه إذا كان العالم صم آذانه عن مأساة الحصار، وإذا كانت الجامعة العربية لا تُحرك ساكناً لإنقاذ شعبنا ورفع المعاناة عنه، فإن هناك ما يمكن أن نفعله كسلطة وفصائل.
حكومة الوفاق الوطني
بدورها استنكرت حكومة الوفاق الوطني التصريحات التي صدرت عن مسؤولي حركة حماس، والتي اتهمت الحكومة والقيادة الفلسطينية مسؤولية مقامراتها في غزة، "وفقاً للحكومة".
حيث أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، على أن مأساة أطفال غزة هي مأساة الشعب الفلسطيني بأكمله وقد حرقت قلوب أبناء شعبنا، لكن الذين يتحملون المسؤولية معروفون لدى كافة أبناء شعبنا، وهم الذين عملوا ويعملون على عرقلة عمل حكومة الوفاق الوطني ومواصلة اختطاف قطاع غزة، في إشارة واضحة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
توتر التصريحات وتبعاتها
حالة التراشق الإعلامي بين الحركتين ألقت بظلالها على الحالة الفلسطينية الداخلية، والتي من شأنها أن تؤثر على سير ملف المصالحة والإعمار وقضايا الموظفين.
حدة التصريحات بين الحركتين، دفعت بحركة حماس صباح اليوم الأحد، بوضع لوحات إعلانية كبيرة في شوارع مدينة غزة، تحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة الفلسطينية برئاسة د. رامي الحمد الله المسؤولية الكاملة عن مأساة عائلة "أبو هندي".
حيث حملت اللافتات شعارات، "دماؤنا في أعناقكم .. سيادة الرئيس ومعالي رئيس الوزراء"، واللافتة الأخرى اتهمت الرئيس عباس بفرض الحصار على قطاع غزة بشكل مباشر، وحاملة لشعار "عباس يرفض ويحاصر"، في إشارة لضريبة "البلو" التي تفرضها حكومة رام الله على سولار محطة توليد الكهرباء، الأمر الذي نفته الحكومة.
المحلل السياسي أحمد سلامة قال لـ "وكالة خبر"، إن نتائج هذه التصريحات الأخيرة بين الحركتين وتصاعد لغة التصريحات بين طرفي الانقسام ستكون وخيمة على الكل الفلسطيني خاصة قطاع غزة، خاصة أن إسرائيل تنسجم مع استمرار التراشق الإعلامي بين الحركتين، وتستمر في فرض حصارها على قطاع غزة وتشديده، بسبب انشغال الساسة الفلسطينيين في تصريحاتهم.
وأشار سلامة إلى أن التصريحات الأخيرة من شأنها أن تلقي بظلال سلبية على عدد من الملفات في غزة كالمصالحة والإعمار والبت في قضايا موظفين حكومة غزة، مضيفاً أن هذه المشاحنات المستمرة تعتبر صيداً ثميناً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك بسبب أنها تشغل الرأي العام الفلسطيني عن ما يحصل في القدس من اعتداءات.
وأكد على أن أزمة الكهرباء متواجدة منذ سنوات وأرهقت المواطن الغزي بشكل كبير، حيث أنها أدت إلى معاناة كبيرة يعيشها المواطن بشكل يومي، بالإضافة إلى الحصار وإغلاق المعابر، هذه الأمور الحياتية ألقت بظلال سيئة على المواطن الفلسطيني في قطاع غزة.
وطالب الفصائل الفلسطينية وحركتي فتح وحماس، بضرورة تطويق هذه الأزمة والعمل على إيجاد الحل الأمثل لهذه الأزمات التي عصفت في كافة مناحي الحياة، لافتاً إلى أن إنهاء الانقسام وإستعادة الوحدة باتت مطلب شعبي من أجل إنقاذ قطاع غزة وسكانه من الأزمات التي يحيونها.