تحليل: انضمام المتطرف "ليبرمان" لحكومة نتنياهو المتهالكة عنصر قلق للفلسطينيين

13233321_10207793670892944_1105082050_n
حجم الخط

أعلن زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفغدور ليبرمان، قبوله بعرض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، على تولي وزارة الحرب بدلاً من موشيه يعلون، حيث أن مشاورات أُجريت بين نتنياهو وليبرمان خلال الأيام السابقة من أجل العمل على دخول الأخير إلى حكومة نتنياهو.

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس عقب قبول ليبرمان تولي حقيبة وزارة الحرب الإسرائيلية "أن مكان ليبرمان داخل الحكومة وليس في صفوف المعارضة"، هذه التغييرات التي يجريها اليمين المتطرف أسهمت في إيجاد تساؤلات عدة حول أسباب تولي  سيقدم ليبرمان حقيبة وزارة الحرب في هذا التوقيت؟.

قال المحلل السياسي و المختص في الشأن الإسرائيلي د. حاتم أبو زايدة لـ "وكالة خبر"، إن المشهد الإسرائيلي الحالي خاصة بعد انتهاء حرب 2014، التي شكلت خطراً كبيراً على الحكومة الحالية اليمينية المتطرفة، دفع بنتنياهو إلى تعزيز حكومته وضم ليبرمان إليها، لافتاً إلى أن هذا الأمر يحمل في طياته العديد من المخاوف والمتغيرات.

و أضاف أبو زايدة، أن ليبرمان له جملة من المواقف الشخصية الشاذة تجاه قطاع غزة، مشيراً إلى أن ليبرمان أنه يعتبر المحرض الأول على احتلال قطاع غزة مجدداً، والمنادي باغتيال قيادات المقاومة الفلسطينية في غزة، والسيطرة على الضفة الغربية، و العمل على تفكيك السلطة الفلسطينية.

وتابع أبو زيادة، أنه على الرغم من قوة و صداره ليبرمان في الأوساط الإسرائيلية، إلا أنه لا يمتلك أي صلاحيات لاتخاذ قرارات بشكل منفرد، حيث أنه لن يتمتع بالحرية المطلقة في قيادة أي مواجه عسكرية، دون موافقة  الحكومة والكابينيت المصغر، وذلك نظراً لقوة الأجهزة  العسكرية والأمنية وثقلها في اتخاذ القرارات.

وقال أبو زايدة، إن ليبرمان لا يستطيع أن يتخطى الكابينيت كونه الغرفة الرئيسية للقرارات الاستراتيجية،  لافتاً إلى أن الضفة الغربية الساحة الأوفر حظاً بالنسبة إلى ليبرمان في تمرير المخططات الإجرامية التي يحلم بها من أجل فرض هيمنته، وذلك في ظل مطالبة القيادة الإسرائيلية بتوسيع الاستيطان في الضفة.

و لفت أبو زايدة، إلى أن المجتمع الإسرائيلي أصبح حذراً إزاء التدهور القائم عالمياً ويضعف الأحلام الإسرائيلية في ظل تآكل الموقف الإسرائيلي أمام الرأي العام العالمي، مشيراً إلى أن ليبرمان سيتجه نحو إبعاد بعض من الحلفاء من خلال سياسته التعسفية المعروفة عنه.

و اعتبر، أن اقدام نتنياهو على ضم ليبرمان إلى الحكومة خطوة ذكية يثبت من خلالها أنه الأفضل لتولى زمام الحكم، حيث أن ليبرمان يعتبر الحليف الأفضل لتدعيم موقف اليمين المتطرف الذي يخدم المستوطنين والاستيطان.

و أشار أبو زايدة إلى أن ليبرمان لا يمتلك الخبرة العسكرية القوية مقارنةً بالجنرال يعلون الخريج العسكري والملم في كافة مهام العسكر، لافتاً إلى أن ليبرمان كعقلية صهيونية فلن يستطيع تنفيذ المخطط العسكري الصهيوني كما فعل يعلون، وأن العامل الوحيد الذي سينجحه سياسته التعسفية الإجرامية من خلال ارتكاب الجرائم الجماعية.

و أضاف أنه من المحتمل أن تكون طبيعة عمل ليبرمان مماثلة لشارون الذي قاد العسكر الصهيوني بطريقة بشعة، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيجعل الفلسطينيين قلقين من الواقع الحكومي الإسرائيلي القائم في الوقت الراهن.