قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين د. صائب عريقات، إن دولة قطر تلعب دوراً كبيراً ومحورياً من خلال استضافتها جولات الحوار بين حركتي فتح وحماس.
وثمن عريقات الجهود والمساعي القطرية المتواصلة بقيادة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، من أجل توحيد الصف وإنهاء حالة الانقسام، ونبذ الخلافات، وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية في أقرب وقت.
وأضاف، أن سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، أعلن استعداد دولة قطر لاستضافة جولة ثالثة من حوار المصالحة الفلسطينية، في أقرب وقت ممكن.
قال المحلل السياسي طلال عوكل لـ "وكالة خبر"، إن تصريحات عريقات تأتي في إطار التعبير أن السلطة الفلسطينية لا تسعى إلى الدخول مع قطب على حساب آخر أو خلقها عداءات مع الدول العربية .
واعتبر المحلل السياسي أكرم عطا الله، أن هذه التصريحات صدرت في ظل دعوة دولة قطر للقاء جديد يجمع حركتي فتح وحماس، ولكن سرعان ما رفضت الأطراف الفلسطينية الاستجابة لهذه الدعوة، مضيفاً أن إنجاح المصالحة الفلسطينيية يتوقف بشكل أساسي على طرفي الانقسام.
وأضاف عوكل، أن قطر على مدار السنين السابقة تقيم الكثير من المشاريع في قطاع غزة، وذلك يأتي في ظل علاقاتها الجيدة مع حماس، ما يجعل البعض يعتقد أن هذا الأمر مدعاة وسبباً لتوتر العلاقة بين السلطة الفلسطينية وقطر.
وأشار عوكل إلى أن السلطة تقدر المواقف التي بذلتها دولة قطر في إنجاح المصالحة، ولكن تبقى هذه الجهود والخطوات مجرد تصريحات لا تلقى أي قبول.
وتابع عطا الله، أن السلطة تثمن جهود قطر ولا يمكن أن تنكرها وتسعى إلى إعادة الاعتبار لدولة قطر وتفعيل دورها من جديد في ملف المصالحة، خاصة في ظل زيارة الرئيس عباس الأخيرة إلى مصر ودعوة الرئيس المصري لتفعيل ملف المصالحة.
ولفت عوكل، إلى أن الموقف القطري محايد مقارنة مع باقي الأطراف التي سعت إلى إنجاح المصالحة، في ظل ضعف العلاقات بين السلطة وبعض الدول كالإمارات التي تسعى إلى تحقيق المصالحة الفتحاوية الداخلية شرطاً لتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس .
واعتبر عوكل، أن تصريحات عريقات تحمل رسالة مفادها أن الدور القطري موجود، وأنها على تواصل دائم مع القيادة الفلسطينية في كل ما يخص ملف المصالحة.
ولفت عطا الله، إلى أن تصريحات عريقات تاتي في إطار الحفاظ الدور القطري في ملف المصالحة، على الرغم من فشل جميع المحاولات في هذا الصدد.
وشكك عوكل، في أن تقوم قطر بدور فعال في إنجاح المصالحة وذلك في ظل الحديث عن جهد دولي يبذل في جنيف بمشاركة عدة دول لها تأثير على الساحة الدولية مثل روسيا والصين والدنمارك وبعضاً من الدول العربية.
واتفق عطا الله مع عوكل، في أن الجهود القطرية الحالية لن تنجح في تحقيق دوراً فعالاً في إنجاح المصالحة، خاصة في ظل الحديث عن الجهود المصرية التي يبذلها الرئيس السيسي لعقد لقاء قريب بين حركتي فتح وحماس .