مقابلة مع أول رئيس ومؤسس للجالية الفلسطينية بهولندا مخيمر ايوب (ابومحمد)

9998742793
حجم الخط

في بداية اكتوبر سنة 1963 ذهب خمسة خبراء من شركة رومي للزيوت النباتية بمدينة فلاردنجن الى نابلس لتشغيل ماكينتين لتكرير الزيوت بشركة الزيوت في نابلس، حيث عمل هؤلاء الخبراء على استقطاب عاملين فلسطينيين للعمل بشركة رومي وكان أحدهم العم ابومحمد حيث قابل الخبراء وامتحنوه وأرسلوه للفحص الطبي واللياقة البدنية وكان اول الناجحين وبذلك حصل على عقد عمل في نابلس للعمل بشركة رومي وجاء الى هولندا بتاريخ 11-11-1963.

العم ابومحمد من مواليد شعب قضاء عكا بتاريخ 10-12-1937. بتاريخ 23-10-1948 غادر شعب الى لبنان بحرا ثم مشيا على الاقدام الى صور التي اقام فيها مع اهلة مدة خمسة أشهر ثم رجع الى فلسطين وسكن في سخنين ولم يكن محصيا انذاك ولم تكن لدية هوية اثبات الشخصية لعدم استطاعة والده من عمل ذلك لان الجيش كان قد اعتقله وعذبه وعلى اثرها مرض كثيرا الى ان مات رحمه الله . جاء الجيش وسفره قسرا مع عائلته وبقيت له أختين في جنين ثم رجع الى سخنين وثاني يوم جاء شاويش المخفر وسجن والده لمدة سنتين وبعدها توفاه الله سنة 1950 عن عمر يناهز 35 عاما. بأمر من المخفر تم تسفيره الى جنين ثم الى نابلس وعاش فيها حتى اصبح عمره 18 سنة. اشتغل انذاك بالجيش بالغور وكان محبا للمطالعة حيث كان يشتري جريدة المساء يوميا في نابلس ويقرأها (لقد انهى الصف الرابع الابتدائي في فلسطين). بالجيش كان مسؤولا عن الاشارة وعندما انتهت خدمته بالجيش قدم طلبا للعمل بوكالة الغوث واشتغل بقسم التوزيع كعامل ثم كمراقب وكان يتقاضى 40 قرش يوميا. كان منتسبا للنادي الرياضي بنابلس حيث كان يمارس الملاكمة ثم المصارعة ثم تركها بسبب العنف الذي يؤطرها ثم أصبح يرفع اثقال، كان يرفع 130 كلغم على الكرسي و 127 كلغم خطف وهو واقف. 

 
جاء الى هولندا ضمن فريق عمل عدده 60 شخصا جاءوا مرة واحدة في باصات من نابلس الى عمان وبالطائرة من عمان الى امستردام. كان ينبغي ان يدفع كل عامل مبلغ 30 دينار للشركة وكان قد تداين ذلك المبلغ ودفعه. عندما وصل فريق العمل لهولندا اشتغلوا كلهم بشركة رومي. كانت اجرته الأسبوعية مبلغ 72 خولده وكانت الشركة تخصم مبلغ 50 خولدة للبنسيون الذي كان ينام فيه ويبقى له مبلغ 22 خلده بالاسبوع. 

سنة 1969 قابل العم ابومحمد الدكتور واصف شديد الذي فاتحه بفكرة انشاء جمعية للفلسطينيين بهولندا وتم انشاء اول جمعية اصبح رئيسها واصف شديد وحكمت القنة سكرتير والدكتور احمد حرزالله نائبا للرئيس. كنا نجتمع في بيوتنا كل مرة عند واحد. بعد فترة وجيزة انسحب الدكتور واصف بسبب انشغاله بالتدريس واصبح الدكتور احمد حرزالله رئيسا لفترة ضئيلة حيث رحل الى امستردام لعمل التخصص الجراحي واصبح العم ابومحمد رئيسا للجمعية. كان نشاط الجمعية عبارة عن تعريف عن حال الاشخاص الفلسطينيين امام الهولنديين. استمرت الجمعية مدة 3 سنوات ثم تم تجميدها . 
 
سنة 1980 جاء وفد فلسطيني مكون من ام صبري صيدم وابراهيم بلعوس وخالد ابوخالد الشاعر والكاتب وتحت اشرافهم تم انشاء الاتحاد الفلسطيني في اوتريخت ورئيسه دكتور من غزه. كان العم ابومحمد مدافعا عن حقوق العمال بشركة رومي وكثيرا ما كان يطالب المسؤولين بزيادة اجور العمال حيث اكتشف بعد سنتين ان معاشات العمال الفلسطينيين اقل من معاشات العمال الهولنديين والاتراك بمبلغ 35 خولده. على مدار سنتين وهو يطالب بزيادة اجور العمال من 1965 الى 1967. قرر ان يراسل الشركات الأخرى بحثا عن عمل اخر بعدما ابلغه رئيس شرطة فلاردنجن بأنه يحق له تغيير رب عمله والاحتفاظ برخصة اقامته. بعد حرب 1967 اشتغل بشركة الحليب بروتردام ثم اشتغل بعدها بشركة لبيع قطع السيارات بشخيدام ثم تزوج عام 1967 واشتغل بعدها بشركة للأسمدة الكيماوية والتي كان يعمل فيها والد زوجته كمسؤول عن العمال واشتغل سنة كاملة وكان مسؤولا عن قسم التحليل. 
 
ثم مرض بعدها وحصل على اعفاء من العمل حيث كانت نسبة عجزه 80 بالمئة. سنة 1981 تم عقد اجتماع بمؤسسة سيزون بفلاردنجن للجالية الفلسطينية وتم تأسيس الاتحاد العام لعمال فلسطين الذي أصبح رئيسه العم ابومحمد. كان يتم تمويل نشاط الهيئة الادارية من خلال  بيع المأكولات الفلسطينيه بالمناسبات الوطنية والاحتفالات لتمويل النشاطات للاتحاد.سنة 1982 حصلت الجالية على مركز مستقل لها قامت بلدية فلادنجن بدفع اجرته حتى سنة 1998 عندما اوقفت المنحة المالية عنه بسبب العجز وسياسة التقشف البلدية. كانت نشاطات الاتحاد تدريس اللغة العربية للصغار والكبار ودروس خياطة للنساء وتم انشاء فرقة فلكلورية فلسطينية للدبكة. عام 1998 رحل الاتحاد الى مقر اخر بفلاردنجن حيث اصبح يشارك الاتراك بالمقر وبقي كمركزا للاتحاد مدة سنتين ثم توقف الاتحاد.