نظم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق اليوم الأربعاء، ندوة ثقافية بعنوان "قراءة نقدية في رواية نصفي الآخر" للكاتب شفيق التلولي، وذلك بحضور مدير عام مركز عبد الله الحوراني ناهض زقوت، والناقدة الأدبية الدكتورة سهام أبو العمرين.
ورحب زقوت بالحضور كل باسمه ولقبه، ومشيراً إلى أن هذه الرواية تؤكد على امتلاك التلولي قدرة لغوية على الصياغة والتواصل مع الحدث والربط بين أحداث مخزونة ومتراكمة في الذاكرة ما بين مخيم جباليا إلى مخيم اليرموك، الذي شطره ليشكّل هذا العمل.
وأضاف أن الرواية تحتوي على دلالة رمزية وزمنية، افتتحها التلولي بدايةً من وفاة جمال عبد الناصر، الذي صوّره بأنه موت للمشروع الوطني.
وحول الرواية السردية المعنونة باسم (نصفي الآخر)، أوضحت أبو العمرين أن الرواية هي أول تجربة كتابية للتلولي في مجال الكتابة السردية والعمل الروائي، ترجم من خلالها حالة واعية وناضجة للذات التي تبحث عن معنى الوطن وسط الخراب، من خلال تتبع واقتناص فترات محددة عايشها الكاتب في المكان، والذي تمظهر سردياً وروائياً ونصياً وفق ثنائية الــــ "هنا" في جباليا الذي شب فيه الكاتب، والــ "هناك" في دمشق التي اعتبرها الكاتب نصفه الآخر.
وأضافت، أن الكاتب أوضح خلال هذه الرواية سيرة حياته، وتعلقه بالمكان، وتمحورت حول بطولة المكان، الذي يتكون من لوحات سردية، اقتطعت كل لوحة مساحة غطت أحداثاً كبيرة منذ وفاة جمال عبد الناصر، حتى الربيع العربي المزعوم.
وحول المشاهد السردية، أشارت أبو العمرين إلى أن المشاهد السردية عبارة عن قصص قصيرة، كل مشهد يمتاز بالاستقلال البنائي ما يجعلها قصة مستقلة بنائية، كما اهتم الكاتب بنص التاريخ السياسي للوطن منذ وفاة عبد الناصر، ثم توالت الأحداث السياسية التي كانت خلفية لهذا النص، مثل انتصار أكتوبر، ومقتل السادات، ويوسف السباعي، واجتياح لبنان، بالإضافة إلى الانتفاضتين.
وحول الإشكالية النقدية التي تواجه الرواية، أفادت أبو العمرين أن الرواية استفادت من إمكانيات الشعر والنص القصير، فهناك عناصر سرد ذاتية مع الرواية، لافتة إلى أن الكاتب لم يضع غلافاً سردياً للرواية، كما لم يتم العثور على تصنيف جيد للنص، حيث أنه لم يكتب كلمة ديوان أو مسرحية أو رواية.
و رأت أبو العمرين، أن الكاتب اهتم باستعراض بطولات لشخصيات تاريخية وأخرى تنتمي لمعسكر جباليا، وبالتالي هذه السيرة الذاتية ليست سيرة تمجيد لذاته، وإنما تمجيد لشخصيات أخرى شاركت الكاتب همه الوطني.