قام وفد من مجلس السفراء العرب المعتمدين في فرنسا بلقاء وزير الخارجية الفرنسية السيد جان مارك ايرولت، هذا اللقاء يأتي في اطار تنفيذ مقررات لجنة متابعة القضية الفلسطينية المنبثقة عن مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية والذي يطلب من مجالس السفراء العرب في الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الاتصال بوزراء الخارجية ولقائهم من اجل التحضير لمشروع قرار عربي بشأن إدانة الاستيطان في مجلس الامن الدولي، وكذلك في اطار اطلاع السفراء العرب على اخر التطورات الخاصة بالمبادرة الفرنسية للسلام في الشرق الأوسط.
وقد ضم الوفد كلاً من السفير الليبي عميد السلك الدبلوماسي العربي في باريس وسفراء كل من فلسطين ومصر والاردن والمغرب والسعودية وموريتانيا بالاضافة لسفير الجامعة العربية في باريس، وكان في استقبالهم الوزير ايرولت يرافقه مستشاره الدبلوماسي ومدير ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومدير ادارة المنظمات الدولية ومسؤول ملف فلسطين في الخارجية الفرنسية بالاضافة لمدير ادارة المبادرة المبادرة الفلسطينية بخصوص السلام في الشرق الأوسط
وقد شكر السفير الشيباني بوهمود سفير دولة ليبيا باسم مجلس السفراء العرب الوزير جان مارك ايرولت على الاستقبال مؤكداً على تقارب الرؤى العربية والفرنسية في جميع المواضيع التي تهم الطرفين وخاصة في موضوع القضية الفلسطينية، ثم اعطى الكلمة لسفير فلسطين في فرنسا الاخ سلمان الهرفي ليعرض الموقف العربي والفلسطيني بحسب الاتفاق بين السفراء العرب.
السفير الهرفي عرض امام الوزير ايرولت المواقف العربية والفلسطينية التي تضمنتها مقررات الجامعة العربية بمختلف مستوياتها والتي وقفت داعمة للمواقف المعلنة من قبل القيادة الفلسطينية وخاصة الرئيس محمود عباس، حيث أكدت على ضرورة التوصل لحل عادل ودائم يضمن انهاء الصراع على قاعدة السلام مقابل الارض وفق القرارات الدولية ذات الصلة ووفق المبادرة العربية للسلام التي اقرتها قمة بيروت عام 2002.
واكد الهرفي على اهمية التنسيق الفرنسي العربي والفرنسي الفلسطيني في المنظمات الدولية كما اطلع الوزير ايرولت على التطورات الميدانية فيما يخص القدس والنشاط الاستيطاني الاسرائيلي المحموم فيها والهادف الى تغيير معالمها الديمغرافية بما يخالف القوانين والاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقيات جنيف
بدوره رحب الوزير ايرولت بالوفد العربي مؤكداً على اهمية هذا اللقاء في اطار العلاقات العربية الفرنسية وتعزيزها وتطويرها، وشدد ايرولت على الموقف الفرنسي المعلن والمعروف والعزم والارداة الذين تتحلى بهما باريس للاستمرار في مبادرتها من اجل التوصل لحل يضمن الامن والسلام لجميع دول المنطقة ويضمن كذلك قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.
كما اكد الوزير ايرولت على ترحيب فرنسا بالتحرك العربي في الامم المتحدة بما يتعلق بإدانة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية مذكراً بموقف فرنسا الواضح في ادانته والذي تكرر سواء على لسان الوزير في عدة مواقف على السنة المسؤولين الفرنسيين باختلاف مستوياتهم وكان اخرها خطاب مندوب فرنسا في الجلسة الاخيرة لمجلس الامن الدولي، وقد اكد ايرولت على ضرورة التواصل العربي الفرنسي واستمرار المشاورات لايجاد الصيغة المناسبة لطرحها في مجلس الامن بما يضمن لها موافقة جميع اعضاء المجلس. كما شدد على اهمية التعاون والتفاهم العربي الفرنسي وتنسيق العمل في المنظمة الدولية.
وقد ابلغ ايرولت السفراء الحاضرين بأن مبعوثه الخاص للمبادرة الفرنسية للسلام في الشرق الأوسط السفير بيير فيمو سيعقد في السابع والعشرين من الشهر الجاري اجتماعاً للدول المعنية بالمبادرة من اجل بحث وتفعيل اعمال اللجان المنبثقة عن المبادرة الفرنسية للسلام، كما انه سيقوم بجولة على جميع دول المنطقة يبدؤها من فلسطين.