رفض المئات من كوادر حركة فتح "إقليم أوروبا" عقد مؤتمر الحركة السابع المقرر في رام الله بدعوة من الرئيس محمود عباس، معتبرة أن هذا المؤتمر هو عبارة عن مؤامرة كبرى تحاك أمام مرأى ومسمع الجميع.
وانتقد كوادر فتح في أوروبا خلال مشاركتهم في المؤتمر الذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل إحياءً لذكرى رحيل الزعيم القائد ياسر عرفات، سياسات الرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي تسببت في تشرذم حركة فتح.
وطالب المشاركون في مؤتمر بروكسل بضرورة وقف الحملة المسعورة ضد كوادر الحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة، واصفين الحملة بأنها تأتي لتصفية الإرث النضالي للقائد أبو عمار.
ورأت فتح إقليم أوروبا أن ما يقوم به الرئيس محمود عباس هو تقديمه لمصالحه الشخصية والعائلية على المصالح الوطنية والفتحاوية من خلال إسكات كل صوت معارض وهو ما لم يقم به الرئيس الخالد فينا ياسر عرفات الذي كان حضناً جامعاً للكل الفلسطيني ، معتبرين المؤتمر السابع المزمع عقده محاولة من الرئيس عباس لتقديم مصالحه الشخصية واستخدام النهج الديكتاتوري والإقصائي ضد معارضيه.
وشارك في المؤتمر بالعاصمة بروكسل عدد من الجاليات العربية والسفراء والمسؤولين والقيت خلاله كلمات لكل من السيد حمدان الضميري رئيس الجالية الفلسطينية في بلجيكا، والقيادي في حركة فتح يوسف عيسى والكاتب الفلسطيني محمد أبو مهادي والناشط الحقوقي رمضان أبو جزر، ورئيس جمعية الغد الفلسطيني في أوروبا محمد أبو شمالة.
وخرج المؤتمر بعدد من التوصيات أهمها الحرص الشديد على وحدة حركة فتح في وجه المؤامرات الداخلية والخارجية من أجل استعادة هيبة ومكانة النظام الفلسطيني وصولاً إلى تحقيق حلم الرئيس أبو عمار بالدولة الفلسطينية، وإدانة كافة أشكال الإقصاء والإستبداد التي يمارسها الرئيس محمود عباس بحق معارضيه، ودعوة كل العقلاء في حركة فتح للتصدي لهذا النهج التدميري قبل فوات الأوان.
وكذلك أوصى المؤتمر بضرورة تحرك كل القوى الفلسطينية الحية والفاعلة ومنظمات المجتمع المدني الفلسطيني من أجل وقف كل أشكال التعدي على الحريات العامة والخاصة والهيمنة على جهاز القضاء الفلسطيني، حيث أن قرار المحكمة الدستورية بتفويض الرئيس عباس سحب الحصانة عن نواب الشعب المنتخبين، قد أجهز تماماً على فكرة القضاء المستقل ومكن الرئيس عباس من صلاحيات شاملة يمارس خلالها الترهيب بحق الخصوم السياسيين وبحق البرلمان الفلسطيني صاحب الصلاحيات الدستورية في محاسبة السلطة التنفيذية والرقابة عليها.
وأدان قيام أجهزة أمن الرئيس عباس بمحاصرة مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وممارسة العنف والتهديد بحق التجمعات المدنية للاجئين الفلسطينيين، معتبرين أن ذلك مساساً خطيراً بالمكانة السياسية للمخيمات الفلسطينية وما تمثله من رمزية وطنية لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وأكدت فتح على ضرورة التحرك الوطني من قبل مختلف أطياف المجتمع الفلسطيني لوقف المهزلة المسماة بالمحكمة الدستورية والتي أصبحت أداة في يد عباس للانتقام من خصومه وتشويه صورتهم بالطريقة التي يريد.
وقد وجهت فتح في أوروبا التحية إلى الأشقاء العرب الذين لم يبخلوا على مدار التاريخ في دعم القضية الفلسطينية ومحاولة توحيد الصف الفلسطيني، وهو ما رفضه الرئيس عباس حتى الآن، وكذلك وجهت التحية إلى مخيمات اللجوء في لبنان ومعظم الدول العربية.