السفير زهير زيد يلتقي وزير خارجية سريلانكا

السفير زهير زيد يلتقي وزير خارجية سريلانكا
حجم الخط

التقى سفير دولة فلسطين في سريلانكا زهير حمدالله زيد، امس، مع وزير خارجية سريلانكا " منغالا سمارويرا"، وتناول اللقاء موضوع امتناع سريلانكا عن التصويت في منظمة اليونيسكو حول الأماكن الاسلامية المقدسة.

 

واكد "سمارويرا" على أن لا تغيير على مواقف سريلانكا الداعمة لفلسطين، وقدم عرضا حول مجمل المواقف الداعمة التي اتخذتها سريلانكا في الفترة الأخيرة وتصويتها لصالح فلسطين.

وأشار الى أسباب امتناع سريلانكا عن التصويت وهو ضرورة انسجام سريلانكا مع ما تتبناه من مبادىء، مشيرا الى أن امتناعهم عن التصويت في هذه القضية جاء لقطع الطريق على المتطرفين في المجتمع السريلانكي من الديانات المختلفة التي تطالب بإطلاق اسم واحد لمنطقه أثرية بها طبعة قدم ضخمة في الصخر، وكل ديانة تدعي بأن هذه الطبعة لشخص معين، فالمسلمون يعتقدون أنها طبعة قدم آدم والبوذينو يعتقدون أنها طبعة قدم بوذا وكذلك الهندوس يعتقدون أنها طبعة قدم شيلفا أحد آلهتهم.

 

وأكد السفير زهير زيد على أن هذه المقارنة أبدا لا تنطبق على الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس، كون الخلاف ليس على تسمية المكان بل على الحق في إزالة القائم وبناء ما هو مزعوم مكانه، ولذلك المقارنة ليست دقيقة، وقدم له الخرائط تاريخية ومجموعة صور للقدس والبلدة القديمة فيها والأنفاق التي تحفر بالإضافة لصور الهيكل المزعوم والمخططات الخاصة ببنائه، مشيرا الى أن هؤلاء المتطرفين يعملون بدعم مالي وحماية عسكرية من الحكومة الإسرائيلية، والهدف واضح تدمير القائم وبناء البديل له، لذلك نحن نرى بأن مجرد ترديد مصطلح لمسمى لا صلة للواقع به هو تهديد وتجاهل للقائم وتشجيع للمتطرفين لتنفيذ مخططاتهم.

 

كما أوضح السفير زيد على أن المعابد التاريخية وأمكنة العبادة لم تكن أصلا بهذا الحجم، وضرب له أمثلة حول كنيسة المهد وما كانت عليه ومكان ميلاد السيد المسيح علية السلام، وكذلك الكعبة المشرفة وغيرها من الأماكن لم تكن بهذا الحجم، لكن الغاية مما يظهر في الصور الخاصة بالمعبد المزعوم هو إبادة واضحه لمعالم قائمة ومحوها لإقامة بديل، لكن بالمقابل قدسية المكان بمساحته الكلية للمسلمين تعود لمسرى النبي عليه السلام ومكان حركته وصلاته وصعوده للسماء، بمعنى أن هذه الحركة هي التي جعلت المكان كاملا مهما وقد ذكره القرآن الكريم بشكل واضح.
وأشار السفير لوزير خارجية سيرلنكا أن الإسلام يعترف بكل الديانات ويحترمها وسرد له قصة سيدنا عمر عليه السلام حين حرر القدس ورفض الصلاه في الكنيسة رغم دعوة إخوتنا المسيحيين له بالصلاه، موضحا له بأن هذا الرفض جاء بسبب أن الخليفة رضي الله عنه لا يريد المسلمين الإدعاء بأن هذا مسجد لهم في المستقبل، وأكد بأن هذا هو الخليفة الإسلامي الثاني من تربى وتعلم من النبي محمد صلى الله علية وسلم وتسامحه فكيف بمواقف النبي الكريم الذي علم الخليفة عمر رضى الله عنه.

 

ووضع السفير وزير خارجية سيرلنكا في صورة مشروع القانون الإسرائيلي لمنع الآذان وتضامن الديانات الثلاث وإطلاق الآذان من الكنائس نفسها والكنس في كل أرجاء فلسطين احتجاجا على مشروع القانون، وأكد له على" أن المسيحيين يعانون ما نعانية من ظلم وانتهاك للأماكن المقدسة، وهم أبدا لم يدعوا بأي حق لهم في الأماكن الإسلامية بل على العكس هم متضامنون وشركاء في الدفاع عن المقدسات الإسلامية، فقط المتطرفين اليهود وليس كل اليهود من يسعون لبناء الهيكل، كون هناك من يرفض هذه الفكرة ويرفض أصلا مواقف الحركة الصهيونية وما تطرحه لأن ذلك يعارض إرادة الله وهم يحرمون حتى مجرد الدخول للأماكن المقدسه الإسلاميه وكل المنطقه التي بها كون ذلك يعارض إرادة الله حسب إيمانهم".

 

وتم تناول الموقف المقدر والحكيم لرئيس مايثريبالا سيرسينا الذي اجتمع مع كل سفراء الدول الإسلامية بدعوة كريمة منه وإعلانه موقف سريلانكا دعما للمسلمين وحقهم وبدون تردد، وأنه تمنى أن يتم الأخذ بهذا الموقف وعدم إثارة الموضوع مرة أخرى كما أثير، وطلب السفير زيد من الوزير الأخذ بموقف الرئيس وتجنب إثارة هذا الأمر كما أثير في السابق خاصة وأن القرار قد صدر، والنقاش فيه لا جدوى منه أبدا كونه فقط سوف يصعد من حدة النقاش ويزيد حدة التطرف وسريلانكا بحاجة لتجاوز إشكالات يثيرها المتطرفين من الديانات المختلفة.

 

وأشار الوزير "سمارويرا" الى أنه لم يكن يعلم بهذه التفاصيل، وأن سريلانكا لن تقبل أبدا بالمساس بالأماكن الإسلامية القائمة، مكررا دعم سريلانكا للحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وحرص سريلانكا على تطوير علاقاتها مع فلسطين في كافة المجالات.