خمس سنوات، بين زلزالين

00
حجم الخط

في شهر يناير 2010 حدث زلزال جزيرة هايتي الرهيب وقتل في الزلزال أكثر من مائتين وثلاثين ألف مواطن في هذه الجزيرة.

كتبتُ في المناسبة مقالا ألوم فيه أمة العرب على تقصيرهم في نجدة وإغاثة هذه الجزيرة المنكوبة، ورصدتُ ردود فعل إسرائيل حول الموضوع، ولاحظتُ كيف استفادت إسرائيل من الحدث، ووظَفتْهُ لمصلحتها بذكاء، وبخطة وخبرة، ففعلت الخطوات التالية:

جهزتْ مستشفى عسكريا، وأسهمت بعدد كبير من المنقذين من وحدات الجيش، وأقامت مدرسة للأيتام، وتبنَّت عدد كبيرا منهم، وهم اليوم يعيشون في إسرائيل كمواطنين، وأعلنت إسرائيلُ عن سبب هذا الدعم، وقالت صحفها:

" إن دعم الجيش ومساعدته لمتضرري زلزال هايتي، كان أبلغ الردود على تقرير غولدستون المُتحيِّز للفلسطينيين، الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، عقب عملية الرصاص المصبوب في غزة 2009"

إن إسهام إسرائيل، لا يهدف فقط إلى جلب مهاجرين جدد لتعزيز الميزان الديمغرافي في إسرائيل فقط، بل يهدف لإكساب الطواقم الطبية والفنية الخبرة في مواجهة الأزمات.

  وبعد خمسة أعوام، وأربعة شهور، حدث زلزال نيبال يوم 24/4/2015  وما تزال آثار الزلزال قائمة حتى كتابة المقال، وها هي إسرائيل مرة أخرى تحتلب هذه الأزمة، وتوظفها بمهارة وذكاء، لخدمة أهدافها، ففي هذا اليوم الأحد 26/4/2015 ، أرسلت إسرائيل رئيسَ وحدة الإنقاذ في الجيش، العقيد، يورام لوريدو، إلى نيبال وبصحبته، مائتان وستون من الأطباء والمنقذين، بكلابهم المدربة، وفي اليوم نفسه أصدرت المحكمة العُليا قرارا سريعا، بدعم من وزير الداخلية، غلعاد إردان، ينصُّ على السماح للأمهات البديلات، من نيبال، اللاتي يحملن أجنة، لمتزوجين إسرائيليين لا يُنجبون، السماح لهم بالهجرة إلى إسرائيل، والإقامة فيها، حفاظا على سلامة المواليد، وخطب نتنياهو في الوفد المسافر إلى نيبال وقال:

" ها أنتم تُظهرون وجه إسرائيل الحقيقي، هاهي إسرائيل تساعد دولة بعيدة عن حدودها" وأشار المعلق في راديو إسرائيل، وفي صفحة واللا، إلى أن هذا الوفد أبلغ ردِّ على مطاردة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية!

خمس سنوات تفصل بين زلزالين، ولم يتقدم العربُ والفلسطينيون قيد أُنملة، ولم يستفيدوا من تجارب إسرائيل!

علَّق بعضهم على مقالي السابق يوم 22/2/2010 الذي انتقدتُ فيه العربَ على بُخلهم في دعم متضرري العالم، وعدم استفادتهم من كوارث الآخرين، وكان عنوان المقال:(البخل العربي)،علَّق أحدهم قائلا:

كيف تطلب من العرب أن يهبوا لنجدة هايتي، وهم لا يساعدون إخوتهم وأقاربهم؟

وقال آخر: أراهن بأن معظم رؤساء العرب لا يعرفون أين تقع جزيرة هايتي!!

 وقال ثالث:سكان هايتي، ليسوا مسلمين، تلقوا جزاءهم من الله على ما فرَّطوا في حق دينهم!!

تلك الردود كُتبتْ، قبل عصر الخريف العربي الراهن!!

أما في حالة زلزال نيبال،فهل استفادَ العربُ والفلسطينيون من تجارب إسرائيل؟

ما توقُّعاتكم لتعليقات القارئين على زلزال نيبال؟!!