على خارطة الدم نسج الشهيد الأردني محمد الكساجي، خيوطاً نضالية عربية ذات عراقة وأصالة ممتدة منذ قديم الأزل، حيث رسم بدمائه الذكية التي روت أرض فلسطين لوحة جسدت معاني النضال الفلسطيني والأردني منذ عقود لدحر الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن المقدسات الإسلامية.
محمد الكساجي، فــارسٌ جـديـد .. يعتـلــي صــهوة جــواده رافضاً تدنيس المدينة المقدسة، فلم تثنيه المسافات عن الوصول إلى ساحات المسجد الأقصى المبارك، مدافعاً عن كرامة قدس المسلمين.
بطولة الشهيد "الكساجي" لاقت تفاعلاً كبيراً على المستوى الفلسطيني والأردني، حيث افتخرت الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي بالعمل البطولي الفذ للشهيد والنيل من شرطي إسرائيلي اشتهر باعتداءاته على حرائر القدس.
وفي هذا الشأن، قال المحلل السياسي جهاد حرب في تصريح خاص بوكالة "خبر"، إن استشهاد مواطن أردني على أرض فلسطين، بمثابة تأكيد على أن الشعبين الفلسطيني والأردني، يعانون ذات الهموم فيما يتعلق بمدينة القدس، في ظل الإجراءات الإسرائيلية التي أثرت على الشعبين، فيما يتعلق بمكانة المدينة المقدسة.
من جهته، اعتبر المحلل السياسي خالد العمايرة، خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن هذه العملية البطولية تأتي بعد اليأس من احتمالات السلام، وأيضاً الاحتلال المستمر منذ (50) عاماً للقدس والمسجد الأقصى، ومنع الفلسطينيين خاصة والعرب عامة من الوصول إليه.
وأشار حرب إلى أن هذه العملية جاءت من أجل مناهضة إجراءات الحكومة الإسرائيلية القمعية وتهويد مدينة القدس.
وأضاف العمايرة، أنها تبعث برسالة للاحتلال بأن تخاذل الأنظمة العربية في الدفاع عن القضية الفلسطينية لم يعد مقبولاً، مشيراً إلى أن الشهيد الأردني "الكساجي" عبر عن مشاعر شرائح واسعة من العالم العربي والإسلامي.
هذا وحملت الحكومة الأردنية، حكومة الاحتلال الإسرائيلي بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية عن إطلاق النار على مواطن أردني في القدس المحتلة.
وفي هذا الصدد، أوضح حرب أن الحكومة الأردنية تنظر بعين الخطر للإجراءات الإسرائيلية، وادعاءاتها بعملية القتل لمواطنها، وبالتالي فإن موقف الأردن واضح وثابت في مواجهة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي خاصة تهويد مدينة القدس.
واستعبد العمايرة أن تتأثر العلاقات الأردنية الإسرائيلية القوية منذ عقود بعد الجريمة التي أقدمها عليها الاحتلال بقتل مواطن أردني بدم بارد، مضيفاً أن الحكومة الأردنية سيكون ردها على الجريمة في نطاق الاستهلاك الإعلامي المحلي فقط.
وبشأن قراءة الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ مواطن أردني عملية فدائية بالقدس، قال حرب إن الشارع الإسرائيلي يتجه نحو اليمن المتطرف، لكن في ذات الوقت فإن البعض يرى أن هناك خطورة من الإجراءات التي تقوم بها حكومة اليمين المتطرف، خاصة تهويد مدينة القدس التي تمس اتفاقيات السلام التي عقدتها مع الأردن.
واعتبر العمايرة أنها استمرار للعمليات السابقة التي تعبر عن غضب العرب وغطرسة الاحتلال وعدم التوصل إلى سلام عادل، مضيفاً أن الاحتلال سيبرر هذه الجريمة كسابقتها، خاصة أن السلام الحقيقي بين الإسرائيليين والفلسطينيين بات أمراً مستحيلاً.
ويذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت أمس السبت، النار صوب مواطن زعمت أنه حاول تنفيذ عملية طعن لأحد جنودها قرب باب السلسلة "أحد أبواب المسجد الأقصى"، وتبين فيما بعد أن الشهيد أردني الجنسية واسمه محمد الكساجي، ويبلغ من العمر (57 عاماً).
وفيما يلي صور لتفاعل الجماهير الفلسطينية والأردنية مع عملية الطعن: