علاقة أزلية تاريخية وتراث متشابك محكوم بحقائق لا يمكن تجاوزها، يربط شعبي جمهورية مصر العربية وفلسطين خاصة قطاع غزة، أمام خليط من الدماء المصرية الفلسطينية التي روت أرض فلسطين دفاعاً عن عروبتها وقدسيتها.
على بُعد بضع كيلو مترات من الحدود المصرية الفلسطينية، أقام فلسطينيان مدينة ترفيهية أطلقا عليها اسم "مدينة القاهرة"، وذلك نظراً لما احتوته المدينة من مجسمات جسدت معاني الإخاء بين البلدين.
ويستعد المواطنون للبدء بزيارة المدينة التي جاءت نموذجاً للمدن المصرية، كما أن بوابة المدينة تُشبه إلى حدٍ كبير بوابة معبر "رفح" البري، حيث أن الشابين وسام مكاوي ونضال الجرمي، انتهيا من بناء المدينة التي كانا يرغبان بأن تكون مصرية في كافة معالمها بعد أن استغرقت فترة بنائها حوالي ثلاثة أشهر على مساحة دونمين ونصف الدونم.
للوهلة الأولى تعتقد أنك بداخل إحدى المدن المصرية، فيقف الزائر مندهشاً من جمال ما تراه أعينه لمدينة القاهرة التي أقيمت برفح، والتي تضمنت على دار الأوبرا المصرية، وتمثال أبو الهول، والأهرامات، وقهوة أم كلثوم، ومسجد الحسين، وكافتيريا نعمة، وصالون محمد الصغير.
يقول صاحب مدينة القاهرة وسام مكاوي: إن الفكرة راودته قبل ثلاثة أشهر من البدء بالعمل في المدينة، من أجل العمل على توطيد العلاقات الفلسطينية المصرية ونقل الحضارة المصرية إلى قطاع غزة والتعرف على تاريخها.
ويضيف لمراسل "وكالة خبر"، "تم إنشاء المكان مطابقًا للأشكال الموجودة بدولة مصر الشقيقة، لإضفاء طابع مدينة القاهرة على المكان من أجل أن يعيش الزائر لحظات مصرية بامتياز"، مبينًا أن آلية العمل بالمكان ستكون مصرية، حيث سيتم العمل بطاقم عاملين من أصول مصرية، إضافة إلى التعامل بالعملة المصرية داخل المكان، من خلال وجود بنك بالمدينة يتم من خلاله استبدال العملة من الشيقل إلى الجنيه المصري.
ويأمل مكاوي أن يتمكن من توسعة المكان وتطويره على مساحة أكبر وإنشاء أبينة ومجسمات جديدة كميدان رمسيس والكورنيش وقصر النيل، حتى يتمكن الزائر من مشاهدة كافة المعالم الأثرية المشهورة في مصر.
بدوره، عبر صاحب الفكرة، نضال الجرمي عن مدى حبه لدولة مصر الشقيقة قائلاً: "بدأت الفكرة قبل عدة سنوات حينما بدأت بتطبيقها على سطح منزلي ومن وقتها قررت توسعة الفكرة وتطويرها، حيث لاقت استحسان الكثير من الناس، فتمكنت مع زميلي وسام من إنشاء مدينة القاهرة، على مساحة كبيرة وعلى مقربة من الحدود الفلسطينية المصرية، والتي تهدف إلى إظهار مدى الحب الكائن بين الشعبين الفلسطيني والمصري وعمق العلاقة الفلسطينية المصرية".
وأوضح أنه أراد أن يقيم ذلك المشروع والمدينة، قرب الحدود مع مصر، لكي يشعر الزائر للمكان الذي يأتي من كافة أنحاء القطاع، أنه مُسافر إلى مصر، حيث تم تصميم المكان والبوابة الخارجية على شكل بوابة معبر رفح البري من الجانب المصري.