حذرت الجالية الفلسطينية في ألمانيا، من مخاطر إضعاف دور منظمة التحرير الفلسطينية وتفريغها محتواها ودورها بتمثيل الشعب الفلسطيني في شتى أماكن تواجده.
وبينت في بيان صدر عنها" منذ التوقيع على اتفاقيات أوسلو، أخذت بعض الاوساط الفلسطينية تتعامل مع الجاليات وتجمعات الشتات الفلسطيني وحقها في المشاركة في النضال الوطني والقرار السياسي بتهميش وإقصاء متعمدين، فبعد القرار غير المكتوب بحل الإتحادات الشعبية الفلسطينية وخاصة إتحادات العمال والطلبة، وتجميد عملها وإضعافها، روج أصحاب مشروع التسوية استنادا الى اتفاقيات اوسلو لمقولة أن النضال الفلسطيني إنتقل الى الداخل، ونحن الأن بصدد الانتقال من السلطة الى الدولة الفلسطينية، وأن دور جماهير الشعب الفلسطيني في الشتات وبلدان الهجرة والاغتراب هو الانخراط في العملية السياسية الجارية والتي أثبتت تجارب الحياة أنها كانت سرابا في سراب".
وأضافت" فهذه الإتفاقيات التي أنتجت السلطة الفلسطينية تسببت بموازاة ذلك الى إخراج اسرائيل من عزلتها الدولية، وإعتراف دول العالم تباعا بدولة الإحتلال الإسرائيلي، وفتحت شهية دولة الاحتلال على مصادرة الأرض الفلسطينية وسياسة هدم البيوت وتوطين المستوطنين على حساب شعبنا، كما أن هذه الإتفاقيات مزقت وحدة الشعب الفلسطيني بين الضفة وقطاع غزة، والتي تمثلها السلطة الفلسطينية وبين الشتات الفلسطيني، وللأسف فإن هذه السلطة لا تملك اي سيطرة فعلية على الأرض الفلسطينية، ولا تحظى بأي إحترام من الكيان الصهيوني المحتل ، وتحاول لتعويض ذلك بسط سيطرتها على الشعب الفلسطيني، وتتغول على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وبدل أن تخضع قرارات هذه السلطة وأفعالها ومواقفها لمنظمة التحرير الجامعة لشعبنا، نراها اليوم تتحكم بمؤسسات المنظمة وتسيطر على الموارد المالية لها وتهمش دورها ومسؤولياتها.
لهذا لم يكن مفاجئا لنا محاولة السلطة مؤخرا مصادرة تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية عبر دائرتها ( دائرة شؤون المغتربين ) للشتات الفلسطيني، وإلحاقها بإحدى وزاراتها ( وزارة الشؤون الخارجية ) مما يعني عمليا وفعليا استمرار نهج تفريغ منظمة التحرير من محتواها ودورها بتمثيل شعبنا الفلسطيني في شتى أماكن تواجده".
وأشارت الى" إننا في الجالية الفلسطينية المانيا في الوقت الذي نطالب فيه تفعيل مؤسسات منظمات التحرير، فكما رفضنا مؤتمر أسطنبول وغيره من محاولات المساس والنيل من تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وخلق بدائل عنها أو اجسام موازية، نعلن رفضنا الصريح والواضح لإلحاق الشتات الفلسطيني بجالياته ومؤسساته وجمعياته الناشطة بوزارات السلطة الفلسطينية المحكومة والمقيدة بإتفاقيات اوسلو والتي لا تعطيها الحق لسيطرة فعلية لها على الأرض في داخل الوطن، فكيف لها ان تمثل الشعب الفلسطيني في الشتات ...!!!".
وأكدت" إننا في الجالية الفلسطينية - المانيا، ومعنا جموع مؤسساتنا وجمعياتنا الناشطة على الساحة الألمانية، نعتبر أنفسنا جزءا لا يتجزأ وقاعدة أساسية وهامة من منظمة التحرير الفلسطينية ، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأن علاقتنا بالمنظمة هي عبر دائرة شؤون المغتربين التزاما بقرار أعلى سلطة سياسية في المنظمة وهي اللجنة التنفيذية للمنظمة، لربط جسور التواصل والتعاون بين الوطن وابناءه في بلدان المهجر والشتات، وفي الوقت نفسه نؤكد حرصنا الكامل ومن موقع المسؤولية الوطنية على بناء أفضل العلاقات مع السفارات الفلسطينية على أساس التعاون والتكامل والاحترام المتبادل.
كما إننا ندعو جماهير شعبنا في بلدان الهجرة والشتات، بمؤسساتها وجالياتها، والنشطاء العاملين فيها للوقوف صفا واحدا خلف منظمة التحرير الفلسطينية والدفاع عنها باعتبارها جبهة وطنية متحدة تقوم العلاقات الوطنية بين مكوناتها على أساس الشراكة الوطنية في القرار وتحمل المسؤولية ، بعيدا عن سياسة الانفراد والتفرد وسياسة الهيمنة والتسلط".
وجددت تحذيرها" من خطورة إلحاق الشتات والجاليات الفلسطينية بمؤسسات وإدارات ووزارات السلطة الفلسطينية، وندعوها لرفضه ومواجهته بزيادة التعاون والتواصل مع منظمة التحرير الفلسطينية ودوائرها المختلفة، كما وندعوها كذلك الى التمسك باستقلاليتها واحترام حقها في الممارسة والحياة الديمقراطية وفي انتخاب هيئاتها القيادية على أساس دساتيرها ولوائحها الداخلية والمناخ الديمقراطي في بلدان إقامتها".