جابت مسيرات حاشدةّ، بعد عصر اليوم الخميس، شوارع قطاع غزّة بمشاركة آلاف المواطنين، تأكيداً على رفض المشروع الأمريكي بإدانة المقاومة الفلسطينية ووصفها بالإرهاب أمام الأمم المتحدة.
وردد المشاركون شعارات غاضبة ضد القرار الأمريكي ولافتات تدعو لنصرة المقاومة، مؤكدين على أنّ نضال الشعب الفلسطيني ودفاعه عن حقوقه كفلته كافة القوانين الدولية.
بدوره، عبّر نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزّة، د. خليل الحية، عن رفضه لمشروع القرار الأمريكي ضد المقاومة الفلسطينية، واصفاً القرار بـ"البلطجة الأمريكية".
وأضاف الحية، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تُهدّد الأمم المتحدة بأكملها، في دلالة واضحة أنّها تريد أنّ تُجير دول العالم وفقاً لأهوائها، عبر البلطجة والسطوة والقسوة.
وأكد على أنّ القرارات والقوانين الدولية والشرائع السماوية وإرادة الشعوب أقوى من البلطجة الأمريكية، مُشدّداً على أنّ المقاومة الفلسطينية مستمرة في الدفاع عن شعبها.
ورأى الحية، أنّه سيأتي يوم تندحر فيه أمريكا المنحازة للاحتلال وتساوي الجلاد بالضحية، مُشيراً إلى أنّ مشروعها بالأمم المتحدة سيخسر، وستنتصر عليه إرادة الشعوب الحرة.
من جانبه، بيّن القيادي بحركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب، أنّ القرار الأمريكي، الذي سيُعرض أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء اليوم، يؤكد انحياز أمريكا الكامل للاحتلال الإسرائيلي في العدوان على الشعب الفلسطيني.
ولفت حبيب، خلال حديثه لـ"خبر"، إلى أنّ القرار يُناقض الأعراف الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، التي أقرت أحقية الشعوب في مقاومة المحتل حتى تنال حريتها، داعياً دول العالم إلى إفشال هذا القرار وعدم التعاطي معه.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر: إنّ "القرار الأمريكي بمثابة محاكمة الجلاد للضحية"، مؤكداً على أنّ القرار المقدم للأمم المتحدة باطل.
وأضاف مزهر، خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، أنّ "المقاومة مفخرة للشعب الفلسطيني، وحماس هي حركة تحرر وطني تحظى بإجماع وطني، وتأييد أمتنا وأحرار العالم، وتمارس المقاومة وفقاً للقوانين والأعراف الدولية".
وتابع: "من حق شعبنا مقاومة المحتل بمختلف الوسائل وفي مقدمتها المقاومة المسلحة"، مُشيّداً بموقف الدول التي عبرت عن رفضها لهذا القرار.
واعتبر مزهر، أنّ الدول التي صوتت لصالح القرار، مُورس عليها البلطجة الأمريكية، مطالباً هذه الدول بالتراجع عن موقفها، وعدم الخضوع لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما دعا القيادة الفلسطينية إلى مواصلة دورها ومسؤولياتها بتحرك دبلوماسي للتصدي لقرار "أمريكا" الذي لا يستهدف المقاومة فحسب بل يُجرم الكل الفلسطيني.
وشدّد مزهر، على استمرار مسيرات العودة بطابعها الشعبي، واستمرار المشاركة الشعبية الواسعة فيها؛ مُشيراً إلى أنّه "لا خيار أمام الشعب الفلسطيني سوى الوحدة الوطنية، والتمسك بالمقاومة بكافة أشكالها على قاعدة الشراكة".
وأشار إلى ضرورة مواجهة كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال والمطبعين، مضيفاً "يتوجب على أحرار أمتنا العربية مواجهة هذا الخطر الكبير الذي يستهدف الأمة العربية جمعاء وفي القلب منها القضية الفلسطينية".
وختم مزهر حديثه، بالقول: "لا يمكن فصل هذا القرار الذي يستهدف المقاومة وشرعية الشعب الفلسطيني، عن المحاولات الأمريكية والصهيونية المتسارعة بتأييد بعض البلدان العربية، من أجل شنّ عدوان على لبنان وإيران أو غزّة".
وستصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، الساعة 20:00 ت غ، على مشروع القرار الأميركي المدعوم من الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أنّ تُصوت الجمعية العامة اليوم على مشروع قرار قدمته واشنطن لإدانة حركة حماس، بعد تأجيل التصويت الذي كان مقررًا الاثنين الماضي.
يُذكر أنّ المشروع يطالب بإدانة حركة حماس، ووقف إطلاق الصواريخ من غزة، ووقف أعمالها الاستفزازية ونبذ العنف، وفي حال قبول مشروع القرار سيكون الأول من نوعه الذي يُدين حركة "حماس" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.