نريد انتخابات حقيقية .. ووجوها جديدة

حجم الخط

بقلم: ابراهيم دعيبس

 

لقد اعتدنا في عالمنا العربي ان القيادات تظل ملتصقة بكراسي الحكم حتى الوفاة، او حدوث انقلاب، وهذا لا يعني ان هذه القيادات المختلفة فاسدة كلها او غير مناسبة كليا، ولكن التمسك بالحكم يؤدي بالتأكيد الى ركود سياسي وانفصال بين الناس والقيادات، وفتح المجال امام كل اشكال الفساد والغطرسة والمصالح الشخصية.

وفي هذه الأيام يكثر الحديث الرسمي الفلسطيني عن انتخابات تشريعية ورئاسية وبقية المؤسسات الوطنية كالمجلس المركزي والوطني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وغيرها، وهذه كلها مؤسسات فقدت دورها الفعلي تقريبا.. ولم يبق من بعضها إلا الأسماء.

المطلوب انتخابات حقيقية، تفتح المجال أمام قيادات جديدة، وشابة لتتولى القيادة في هذه المرحلة المصيرية، وأول ضرورات مثل هذه الانتخابات هو الحرية للجميع بكل الاتجاهات والتنظيمات، وأن تقوم القيادات التي هرمت وفقدت حيويتها والى حد كبير، ثقة الناس فيها، بالتخلي عن السلطة التي تتمسك بها.

ان للانتخابات مشاكل كثيرة، في مقدمتها هذا الانقسام بين فتح وحماس او الضفة وغزة، ووجود الاحتلال الذي يعرقل مسارالانتخابات خاصة في مدينة القدس ، الا ان ذلك يجب الا يكون ذريعة أو حجة لعدم اجراء الانتخابات والمطلوب العمل على تجاوز هذه العوائق الاحتلالية وأبناء القدس قادرون على ذلك، رغم كل العقبات والقيود.

وفي هذا السياق فإن التنظيمات الفلسطينية مطالبة بتجديد شباب ووجوه قياداتها الداخلية والتخلص من هذه السيطرة الفردية ، اما اذا جرت انتخابات وفق المعايير والمقاييس المعروفة فانها لن تؤدي الى اي تغيير حقيقي وسنظل ندور بالدائرة المغلقة والوجوه المعروفة.

المطلوب موقف واضح

من قضية تسريب الأرض !!

دون الدخول بالأسماء أو المواقع، فإن قضية تسريب أراض وعقارات للاحتلال هي أخطر ما يواجهنا في الأوضاع الراهنة، وقد انتشرت في الأيام القليلة الماضية، تقارير عن تسريب جديد وخطير، وادعى الذين تحدثوا عن ذلك ان الجهات المعنية الرسمية تبدو صامتة او غير مبالية بكل ما يجري وذهب البعض الى حد الادعاء بأن «أشخاصا» مسؤولين لهم علاقة بما يجري.

ووسط هذه البلبلة لم نسمع تصريحا أو موقفا رسميا واضحا او تعليقا عما يقال وكان ما يجري في واد وهم في واد آخر، ان من يعنيهم الأمر مطالبون وبكل قوة بالاعلان عن مواقفهم، واتخاذ الاجراءات اللازمة ضد هؤلاء الذين يسربون الأرض، والا فإنهم يصبحون طرفا في هذه القضية الخطيرة<

هل ترامب نموذج

للعقلية المتخلفة ؟!

ما جرى في الولايات المتحدة من اقتحام للكونغرس وتخريب بداخله، وتظاهرات فيها تخريب وسفك للدماء تعيد هذه البلاد التي تعتبر رائدة الديموقراطية العالمية، الى مرحلة متخلفة من العبث والجنون السياسي.

ويميل كل المعلقين والمحللين الى القول ان الرئيس ترامب هو المسؤول الأول والأخير عما جرى، فقد خسر انتخابات الرئاسة وبدأ يطعن بالنتائج ويقول ان هناك سرقة للاصوات في أكثر من ولاية، وكان أتباعه هم الذين اقتحموا الكابيتول بسبب هذه الادعاءات التي أدت الى الذي جرى من عبث واساءة وتخريب.

ان أميركا تحاول اليوم ان تستعيد الاستقرار لكن سيظل وصمة عار في جبين هذه الديموقراطية وسيظل نقطة سوداء بالتاريخ الأميركي.

واذا كان ترامب قد تراجع عن ادعاءاته واعترف بفوز بايدن، إلا أنه سيدخل التاريخ ايضا كرئيس لا يقدر ما يفعل ولا يدرك أبعاد تصرفاته وتصريحاته الغبية هذه.