تحدثت مصادر فلسطينية مطلعة في القاهرة أن الجانب المصري يجري تحركات جدية لتحريك ملف المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وأن الجانب المصري أبدى ليونة كبيرة حول عدد من القضايا العالقة أبرزها فتح معبر رفح بشكل دائم والسماح بسفر أعضاء حركة حماس وعناصرها عبره بشرط الحصول على فيزا كما هو الحال مع الأردن.
وتسعى مصر من خلال هذه التحركات إلى تحريك القضية الفلسطينية واستثمار الهبة الجماهيرية لصالح القضية الفلسطينية .
ورغم مرور ثماني سنوات على الانقسام بين قطبي السياسة الفلسطينية حركتي فتح وحماس منذ 14حزيران-يونيو 2007، وفشل العديد من اتفاقات المصالحة التي بدأتها دولاً عربية عدة أبرزها السعودية ومصر وقطر واليمن وغيرها ؛ إلا ان مصر تبقي عراب المصالحة بحكم الجوار التاريخي والجغرافي وبرغم فشل العديد من التفاهمات ، يعود ملف المصالحة من جديد ليبرز بين الراعي العربي الرئيس مصر وحركتي فتح وحماس وسط تسريبات عن جدية هذه التحركات ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سيتنازل الطرفان عن تعنتهما ؟ وهل سيتجاوزان العقبات التي تقف في وجه تحقيق هذه المصالحة ؟ وإن كان الأمر كذلك فما هي الحلول التي من الواجب على الطرفان اتبعها للخروج من هذه الأزمة ؟ وهل ستشكل انتفاضة القدس عنصراً ضاغطاً عليهما لترك مصالحهما جانباً والاستجابة لنداء الشعب وانهاء هذا الذي استمر اكثر من ثماني سنوات ؟
وبالإشارة إلى هذه التسريبات ثمن كل من " طلال أبو ظريفة و محمود خلف " عضوا اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية الدور المصري الفاعل في القضية الفلسطينية وأكدا على أنه لا بديل عنه ويجري التعامل معه بإيجابية من قبل كافة الفصائل الفلسطينية .
وأشار عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية "أبو ظريفة" أن القوى الوطنية من بينها الجبهة الديمقراطية تبذل جهوداً من أجل اتمام هذه المصالحة خاصة في هذه المرحلة التي يشهد فيها شعبنا الفلسطيني مواجهة شاملة مع الاحتلال الإسرائيلي وانطلاقاً من هذا ولضمان استمرار هذه الهبة واستمرارها يجب ألا تكون إلا في إطار الوحدة الوطنية الفلسطينية .
وبالإشارة إلى الحراك السياسي التي تبذله الجبهة الديمقراطية لإنهاء ملف الإنقسام وإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية _الفلسطينية دعا (أبو ظريفة )الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية للاجتماع في القاهرة لتدارس الوضع الفلسطيني وتحديداً ما يتعلق بالانتفاضة الفلسطينية والوضع السياسي الراهن في ظل المحاولات الأمريكية لتنشيط ملف المفاوضات وأن يكون هناك اتفاق وطني على أساس سليم .
بينما دعا عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية محمود خلف كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية لعقد حوار وطني شامل لتدارس كافة السبل لا نهاء ملف الانقسام وتنفيذ كافة الاتفاقيات التي جرى التوقيع عليها .
وفيما يتعلق بالعقبات التي تقف حائلاً أمام تنفيذ هذه المصالحة أكد "خلف" أن غياب الإرادة السياسية عند طرفي الإنقسام ومحاولة التمترس حول المصالح الفئوية والحزبية الخاصة والتدخلات الإقليمية والعربية التي تعيق المصالحة الوطنية الفلسطينية انطلاقا من استخدام الورقة الفلسطينية بما يخدم مصالح هذا الطرف اٌلإقليمي أو ذاك في إطار الحالة الفلسطينية وأن هناك أطراف فلسطينية في مراكز صنع القرار الفلسطيني مصالحها تتعارض مع إنجاز المصالحة الفلسطينية ,مشيرا الى أنها معنية باستمرار الإنقسام.
وللخروج من الأزمة التي يعاني منها المواطن الفلسطيني على كافة الأصعدة شدد "أبو ظريفة" على أنه من الواجب أن تتوافر الإرادة السياسية لدى الطرفين وعدم وضع العقبات التي تعيق اتمام هذا الملف لا من يسيطر على المعابر ولا قضية الموظفين وغيرها من القضايا الفرعية.
وأضاف: يجب أن يدرك كلا الطرفين أن القضية الفلسطينية أكبر من ذلك وأنه من الواجب تهيئة كافة الظروف والسبل منها توحيد الخطاب الإعلامي لكلا الحزبين باتجاه وطني والإقدام على تشكيل حكومة وحدة وطنية تدير الشأن الفلسطيني وتحضر للدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية بما يمكنها من حل الوضع الحالي المتأزم .
ولكن السؤال يبقى مطروحاً هل ستشكل انتفاضة القدس عنصراً ضاغطاً عليهما لترك مصالحهما جانباً والاستجابة لنداء الشعب وانهاء هذا الذي استمر اكثر من ثماني سنوات ؟
فلسطين تشارك في الاجتماع الوزاري الـ18 لحوار التعاون الآسيوي
21 سبتمبر 2023