لا ينفك الاحتلال "الإسرائيلي" عن محاولة تدمير الاقتصاد الفلسطيني باعتباره شريان الحياة، وذلك من خلال استهداف وقصف المحال والمخازن التجارية في كل عدوان يشنّه ضد المدنيين العزل في قطاع غزّة.
الاحتلال "الإسرائيلي" شنّ عدواناً على القطاع استمر لمدة 11 يومًا، طال البشر والحجر والشجر، فآلة الحرب "الإسرائيلية" بما فيها الطائرات الحربية والدبابات والزوارق استهدفت بشكلٍ مباشر ومتعمد المنشآت السكنية والصناعية والمناطق الحيوية والأراضي الزراعية والبنية التحتية في محاولة لكسر إرادة الفلسطينيين وإذلالهم على جميع الأصعدة.
في كل عدوان يشنه الاحتلال "الإسرائيلي" يُكرر همجيته المعتادة، فالقصف يُحاول تدمير الحياة في قطاع غزّة، وذلك ضمن مساعيه لتضييق الخناق على المدنيين ومفاقمة معاناتهم وجعل الأوضاع أكثر سوءًا مما هي عليه، علمًا بأنّ الأوضع المعيشية في قطاع غزة متدهورة وسيئة نتيجة الحصار المفروض منذ حوالي 15 عامًا.
"أسامة الصفدي" واحد من تجار المواد الغذائية في قطاع غزّة، استهدفت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" خلال العدوان الأخير محاله التجارية والتي كانت أسفل عمارة سكنية وسط مدينة غزّة.
بملامح وجه حزينة وقلب يعتصره الألم نتيجة الضرر الذي لحق بمشروعه التجاري، قال الصفدي وهو مدير شركة صبحي الصفدي للمواد الغذائية والسكاكر: "كل مالنا وحالنا في العمارة الحرب دمرتنا، مفش كلام يعبر عن اللي جواتنا".
وخلال حديثه لوكالة "خبر" استحضر لحظة القصف العمارة، بالقول: "كنت نائماً في بيتي، ووصلني اتصال بأنّه سيتم قصف العمارة، وخرجت مُسرعاً بدون وعي، لكنّ لم أتمكن من إنقاذ شيئ من البضاعة وتدمر جميعها".
وأشار إلى أنّ القصف دمَّر حوالي 250 ألف دولار من رأس مال استمروا في جمعه على مدار 40 عاماً، مُتمنياً أنّ يتم تعويضهم ليعودوا للعمل مُجدداً، في ظل تراكم الديون عليهم.
وقطاع غزة بؤرة جغرافية تبلغ مساحتها 365 كم، يعيش عليها أكثر من 2 مليون فلسطيني، لذا هي منطقة مكتظة بالسكان، وتعاني من الفقر المدقع وكل ذلك بفعل الحروب الوحشية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين العزل والذين يثبتون في كل معركة أنهم كالعنقاء يولدون مرة أخرى ويخرجون من تحت الركام أقوى ليثبتوا للعالم أنهم يستحقون الحياة.