من المهم أن نعرف ما هو الفرق بين التنمر وخطاب الكراهية والتمييز، وذلك لأنها مفاهيم ومصطلحات من السهل الخلط بينهم وكثير من الناس لا تفرق بينهم. إن خطاب الكراهية هو أي فعل أو قول أو سلوك يحرض على العنف أو الضرر بالأفراد والجماعات، على اساس الدين، أو العرق، أو الجنس، أو اللون، أو الاختلافات الفكرية، وهو نمط من أنماط التعبير عن الكراهية والتميز والاستبداد والظلم تجاه الاشخاص.
ويقول دكتور علوم السياسة في جامعة الاقصى، طلال أبو ركبة، إن خطاب الكراهية هو مفهوم سياسي يحمل دلالة سياسية وللأسف الإعلام في مجتمعنا الفلسطيني هو إعلام حزبي موجه وجميع الخطابات تحمل التحريض وهي نوع من انواع خطاب الكراهية، مشيرا الى ان ما تنقله وتنشره وكالات الانباء والمؤسسات الاعلامية وخاصة الحزبية منها يعتبر بالدرجة الاولى خطاب كراهية، لان البعض من وسائل الإعلام تتخذ موقفا متحيزا خلال تغطياتها، وقد تسعى بذلك إلى تأطير جماعات وأفراد في صور نمطية سيئة.
واضافة ابو ركبة ان الاعلام عليه الانتباه إلى شكل الخطاب المستعمل الذي يحتوي على الأفكار العدوانية التي تحرض على العنف والكراهية، كما أنه على الإعلامي تبني الحيادية والابتعاد عن كل ما من شأنه خلق توترات بين أطراف المجتمع المتحاورة.
أما مصطلح التمييز فهو مصطلح قانوني متعارف عليه دولياً ويمكن تعريفه على أنه أي حالة يحدث فيها استثناء أو تقييد أو تمييز لشخص أو جماعة على أساس العرق أو اللون أو النسب، بما يؤدي إلى تقييد ما يتمتعون به الافراد من حقوق الإنسان، ويؤدي إلى حدوث الحقد والكراهية والعديد من المشاكل في المجتمعات وهو يندرج تحت خطاب الكراهية وقد يحدث التمييز من قبل الصحفيين بشكل غير مقصود.
بدأت ظاهرة التنمر تنتشر بكثرة في الآونة الأخيرة وأصبحنا نرى التنمر في كل مكان، ويمكن تعريف مصطلح التنمر على أنه شكل من أشكال الإساءة والعنف والايذاء الجسدي أو النفسي من خلال إيذاء معنوي أو لفظي من قبل شخص أو مجموعة من الأشخاص أو جماعة أو مؤسسة، حيث يكون الفرد المهاجم أقوى من الأفراد الباقين، غالباً ما يكون ناتج عن اسباب لها علاقة بالتدني الجسمي أو التعوق الجسماني، واكتشفت هذه الظاهرة في بيئة الاطفال، ومن هنا ظهر التنمر الذي يمارس في سن مبكر من قبل الأطفال ضد بعضهم البعض وخاصة في المدارس.
وأوضح أبو ركبة، أن التنمر مفهوم اجتماعي يحمل دلالة اجتماعية ولكن يحدث في الإعلام غالباً في قضايا القتل على خلفية الشرف وهنا يُخفي الإعلام الصورة كاملة او يظهر جانب قليل منها وهذا يعتبر نوع من أنواع التنمر، أيضا ما يحدث بالصحافيين الذين يعملون في مجال الصحافة الاستقصائية وقضايا الفساد يتم اعتقالهم أو تهديدهم وهذا النوع الأخطر من أنواع التنمر.
ولفت دكتور الإعلام في جامعة الازهر بغزة، موسى طالب، إلى أن حالة التوهان وفقدان البوصلة نتيجة اختلاف المفهوم لعمل وسائل الإعلام لدى معظم القائمين عليها وتوجههم لتحويل العمل الإعلامي من رسالة تسعى لخدمة المجتمع إلى أبواق تخدم اتجاهات وأشخاص وحكومات، وهو ما أدى لحدوث المناكفات بين وسائل الإعلام المختلفة وجعل مضامينها تدنو من الحضيض بما تحمله من أفكار وكلمات وعبارات هابطة لا ترتقي لمستوي المجتمع الذي تنشر فيه، مُؤكداً على أن وظيفة الإعلام الرئيسية هي الرقي بالمجتمع والعمل على تطويره، لذا فإن بث خطاب الكراهية والتفرقة الذي تمارسه وسائل الإعلام هو نتيجة لتسلم هذه الوسائل من قبل أشخاص غير مؤهلين وتحكمهم المصلحة الخاصة وغير مهتمين بالمصلحة العامة.