ليست القضية الأولى ولا الأخيرة لجرائم بعض السفراء

تحقيق صمت "الخارجية" يدينها في قضية السفير "نبهان" ..هل أصبح "دحلان" شمّاعة لجرائم تجار آلام وعذابات اللاجئين؟

110730143546oMRz
حجم الخط

أعلنت الصحيفة الرسمية الصريية "بليتس" قبل أيام في تقرير لها عن كشفها جريمة استغلال السفير الفلسطيني في بلغراد محمد نبهان للتجارة باللاجئين الفلسطينيين من خلال حصولهم على "فيز" للعبور الى أوروبا مقابل مبالغ مالية ,حتى وصلت ثروته الى قرابة مليون دولار في فترة وجيزة.


الصحيفة أوضحت في تقريرها أن سفير فلسطين في صربيا يشاركه بتجارة (التأشيرات) هو جزار صاحب ملحمة يدعي موسي البواب، وحجم التجارة وصلت بينهم إلى مبلغ ٨٠٠ الف يورو ,وأن معظم زبائن السفير نبهان، يتميزون بصفة  "VIP"  فقط لقدرتهم على دفع المبالغ المطلوبة.


للمصداقية أبرزت وسائل الإعلام المحلية والاقليمية والدولية  التي تناقلت الخبر أن صحيفة "بليتس" هي الصحيفة الرسمية لصربيا ,بينما وصفها السفير في منشور له على الفيسبوك بأنها صحيفة ليست رسمية ومصنفة هنا على انها صحيفة فضائح وتمتلكها شركة   ringer axel springer  التي مقرها زيوريخ في سويسرا والمعروفة كشركة دعاية واعلام وعلاقات عامة ضمن اللوبي الصهيوني في اوروبا.


الخبر إنتشر وتداولته وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية متسائلة هل يحق للسفراء التجارة بأعراض وآلام اللاجئين المشردين الذين أذاقهم الإحتلال ويلات الألم وهجرهم من بيوتهم وممتلكاتهم وأوطانهم ,وقضت على آمالهم الحرب السورية الأهلية؟.


"دحلان" شماعة للمجرمين
سفيرنا في صربيا محمد نبهان والذي يعتبر من أقرب المقربين إلى الرئيس محمود عباس إستغل الخلاف الحاصل بينه وبين عضو المجلس التشريعي محمد دحلان زاعما أنه هو من يقف خلف موضوع النشر.


إن أخطأ السفير أو لم يخطأ ,فلكل سفير مرجعية تحاسبه ,وهي وزارة الخارجية التي إلتزمت الصمت ولم تخرج ولو ببيان رسمي يوضح ملابسات الحادث أو أن تعلن أنها تتابع الموضوع والتحقيقات جارية وبحسب القانون يتم إيقاف السفير عن العمل لحين الإنتهاء من التحقيقات والتأكد من صحة النتائج.


صمت وزارة الخارجية الفلسطينية التي يقودها الوزير رياض المالكي يعني أنها مشتركة في الجريمة ,ما لم تصدر بيان توضح فيه للرأي العام بانها قامت بخطوات فعلية على الأرض أبرزها تشكيل لجنة تحقيق حول ملابسات الإتهام الموجه للسفير الفلسطيني في صربيا محمد نبهان من قبل تحقيق نشرته الصحيفة الرسمية الصربية في بلغراد.


الرأي العام ينتفض
الجدير بالذكر أن فلسطين تواجه هجمة إسرائيلية شرسة ,في محاولة من الإحتلال الإسرائيلي للقضاء على الهبة الجماهيرية أو "انتفاضة القدس" التي زلزلت الأرض تحت أقدام الكيان الإسرائيلي وجعلته في تخبط مستمر ,وبحسب آخر تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي من مدينة إيلات صباح اليوم بأن إسرائيل بعظمتها وقوتها وممارساتها التعسفية لا تستطيع أن توقف الإنتفاضة.


التساؤل التي بات يطرحه المواطن الفلسطيني هو ,,هل هذا جزاء الشعب الفلسطيني المناضل والذي هجر من وطنه عامي 67 و 48 ,والآن يهجر مرة أخرى نتيجة الصراعات الإقليمية.


وفي مقال للدكتور المهندس حسام الوحيدي وصف فيه العلاقات الصربية الفلسطينية بأنها وصلت لقمة الأخوة والتآخي بين الشعبين ,وتحدث في مقاله بإسهاب عن دور صربيا الداعم لمؤسسات الدولة الفلسطينية ودعم مشاريعها السياسية في المحافل الدولية.


فهل يعقل أن تصمت القيادة الفلسطينية على جريمة بهذا الحجم دون حساب ,أو حتى فتح تحقيق في الأمر ؟ ,وهل يعقل أن نضيع علاقات بهذا الحجم نتيجة تصرف لا مسؤول ؟ ,والسؤال الأبرز : كيف سيكون شكل القيادة والدبلوماسية الفلسطينية في أوروبا بعد هذه الفضائح؟ هل نسينا التقرير الدولي بالفساد المستشري في مؤسسات السلطة الفلسطينية في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات وإتهم فيه آنذاك وزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعت؟.


وفي مقال كتبه الزميل غازي مرتجى مدير تحرير صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية تطرق فيه الى قضية الفساد والفضيحة التي طالت السفير الفلسطيني "نبهان" و ألقت بظلالها على الشعب الفلسطيني بأكمله وفي كل أماكن تواجده في الشتات حيث كتب "مرتجى": السفير الفلسطيني في صربيا "نبهان" كتب رداً عبر صفحته على الفيسبوك على تقارير نشرتها الصحافة الصربية عن استغلاله منصبه لتمكين لاجئين من الحصول على "فيزا" مقابل مبالغ مالية طائلة.


لجنة تحقيق
وأضاف في مقاله الذي نشره اليوم الجمعة: السفير اكتشف أن أفضل هروب هو بوابة "دحلان" فاتهمه بالوقوف خلف هذه الحملة هو والصهيونية لتخريب العلاقات الفلسطينية الصربية , وبعيداً عن التفاصيل فإن قضية كهذه يجب أن تكون مثار أولوية لدى القائمين على الديبلوماسية الفلسطينية بدلاً من حالة "الصمت" المريب ولا أعتقد أن المبررات التي ساقها السفير المذكور منطقية وواجبة الجزم إلا في حال أكدّت ذلك جهات اختصاص بعد تحقيقها في الحادث المذكور .


ونوه في مقاله الى أن تُعلن قصة بهذا المستوى حتى لو من صحيفة غير حكومية فالواجب على الجهات الرسمية تعليق عمل السفير المذكور الى ان تتبين الحقيقة فإن كان ما قيل صحيحاً وجب اتخاذ أقسى العقوبات ضده لأنه يُسيء لسمعة "فلسطين" وإن كان ما رُوّج من وحي خيال الصحيفة وجب الاعتذار له وتكريمه حتى .


وختم : لا يُمكن أن تنتهي قصة السفير المذكور بـ"بوست فيسبوك" ويجب الحصول على إجابات واضحة لا اتهامات لجهات يُعتبر العداء لها في الآونة الأخيرة بوابة للغفران والتطهُر !


الكاتب الفلسطيني الشعبي والمعروف بمواقفه المتشددة لنبض الشارع الفلسطيني وغيرته على الوطن ومقدراته هشام ساق الله تطرق الى القضية من حيث المضمون ,,وتساءل أيضا عن الهدف الأساسي من إستغلال السفير نبها لثقة الرئيس به والخلاف بين الرئيس محمود عباس والنائب محمد دحلان.


صمت الخارجية يدينها
الكاتب هشام ساق الله تساء أيضا عن دور وزارة الخارجية الفلسطينية وصمتها وعدم الخروج ولو ببيان يثبت للشعب الفلسطيني أنها على قدر من المسؤولية تجاه آلام الشعب ولاجئيه المشردين من أوطانهم إلى المخيمات في الدول المحيطة ومنها الى أوروبا راكبين قوارب الموت.


الجدير بالذكر أنها ليست القضية الأولى ولا الأخيرة التي يتهم فيها سفراء فلسطينيين بالفساد ,فمعالجة الخطأ بخطأ أكبر فسح المجال لبعض السفراء بالتخلي عن هدفهم الأساسي للمهمة المكلفين بها ومحاولة بناء ثرواتهم على حساب آلام وعذابات الآخرين.


ليست الجريمة الأولى
وفي سياق منفصل ,وتحديدا قبل أكثر من عام ونصف أعلنت السلطات الصينية عن نيتها ملاحقة السفير الفلسطيني لدى الصين محمد رمضان بعدة تهم أبرزها الإختلاسات والتزوير في أوراق رسمية والكسب غير المشروع وإستغلال المنصب.


وتكرارا للخطأ ,قامت الخارجية الفلسطينية بنقل السفير محمد رمضان على الفور إلى سلطنة عمان ليحل سفيرا هناك وخوفا أن يتم إعتقاله في الصين وتنكشف الأوراق للرأي العالم وتتصدر الفضائح وزارة الخارجية دون محاسبته ودون التحقيق في التهم التي وجهت له من قبل دولة الصين العظيمة  في الوقت الذي كانت تقود فيه "الخارجية" الفلسطينية معركة الرمق الأخير.


الغطاء التي تمنحه وزارة الخارجية الفلسطينية في التستر جرائم بعض السفراء الفلسطينيين وعدم محاسبتهم يثير عدة تساؤلات أبرزها ,,هل هي أحد الشركاء ؟ أم تخشى ضغوطات داخلية قوية في حسبة توزيع مناصب السفراء؟.


يشار الى أن جرائم بعض السفراء الفلسطينيين بدأت تطفو على السطح ,مما يقود بالعلاقات الفلسطينية العربية والدولية إلى الهاوية ,ويقلص الدعم الممنوح لدولة فلسطين ماديا ومعنويا ويضعها في "الركن" ,وأختم تقرير بمقولة للشهيد الراحل ياسر عرفات "لا تضعوني في الركن".