"جزيرة صناعية" : لماذا تبنى الإحتلال هذا الطرح في الوقت الذي يتداول فيه حلول لمعبر رفح؟!

436x328_95127_143586
حجم الخط

تناقلت وسائل الإعلام العبرية صباح اليوم الخميس خبر إقامة جزيرة اصطناعية قبالة شواطئ غزة، بطرح من وزير المواصلات الإسرائيلي وعضو الكابينت السياسي الأمني "يسرائيل كاتس"، كان قد أشار إلى أنها فكرة جوهرية  لإنهاء مسؤوليتنا عن غزة"، على حد وصفه.

وكالة خبر تساءت وناقشت الفكرة مع عدد من المحللين السياسيين حول الأهداف الإسرائيلية من تناقل هذه الأخبار، وفق ما يراها الخبراء والمراقبون.

وبالإشارة إلى طرح الوزير الإسرائيلي ,يرى الكاتب والمحلل السياسي حُسام الدجني، أن هذه الفكرة ناتجة من إدراك إسرائيل أن قطاع غزة قد ينفجر في أي لحظة ، وهذا الانفجار سيكون باتجاه اسرائيل، مضيفاً أنه ستكون هناك تكلفة امنية وسياسية واقتصادية وعسكرية وبشرية بذلك فإن افضل طريقة  لتنفيس هذا الانفجار فتح منافذ اخرى لغزة على العالم الخارجي.

 وأوضح أنه على الرغم من عدم صدور موقف مؤيد أو رافض فإن قطاع غزة من حقه ان يكون له منفذ على العالم الخارجي، وهذا ما طرحته الفصائل الفلسطينية ، مضيفاً أن هذا ما كان مطروح ضمن مبادرة "طوني بلير" بغض النظر عن الاختلاف في ان يكون هذا الميناء عائم او ان يكون له أي ارتباط سياسي.

وفي هذا السياق، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أن تناقل هذه الأخبار هي بغية الجانب الإسرائيلي معرفة و قياس ردود الفعل وجس النبض فقط، لافتاً إلى أنه يجب ألا نستبق الأمور في دراسة هذا المقترح، لأنه ليس  لدينا معلومات حوله .

وأضاف أننا لا نعرف إن كان هذا المقترح لتشديد الحصار على قطاع غزة من الجبهة البحرية، أم هو جزء من مشروع مدني، والصورة لم تتضح بعد، متابعاً ، أنه لم يتم الاتفاق على شيء من هذا القبيل اثناء محادثات القاهرة، وأن ما جرى هو اتفاق حول رفع الحصار على قطاع غزة.

 وأرجح الدجني أنه في حال كانت هذه الفكرة من أجل أي بُعد ان انساني او التخفيف على قطاع غزة فإنه لن يرفضها أحد، اما ان كانت ذات بعد امني ولها ارتباطات سياسية  فإن الجميع سيرفضها ولن يتعاطى معها.

وأكد على ما قاله عبدو ، ان هذا المقترح ليس مرتبطاً بما كان متداول في القاهرة  بل هو ناتج من شخص وزير المواصلات، وافترض أن يكون لوزير المواصلات رؤية  معينة بشأن الجزيرة، مضيفاً أنه إن كان- سيتطور و يكون ضمن اطار ما طرحته حماس والفصائل - فلابد أن يوافق  عليه الجميع حيث سيكون مدخل مهم للفلسطينيين وايضا لإسرائيل لأنه بالتأكيد سيكون خيار جديد للتعاطي مع قطاع غزة.

ولفت إلى أن إسرائيل جربت الحرب والعدوان و القتل والاغتيال لكنها لم تنجح حتى اللحظة، ولابد أنها بدأت تدرك أن القوى الناعمة قد تكون خيار جيد للتخفيف من حالة الاحتقان و منع أي حرب مقبلة بين قطاع غزة واسرائيل.

ويرى مراقبون أن طرح الفكرة من قبل الجانب الإسرائيلي في هذه الفترة بالتحديد في محاولة لعرقلة الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية وأطراف عربية لحل أزمة معبر رفح ,في محاولة من الجانب الإسرائيلي لقطع الطريق على كل محاولات الحلول التي تتداول.

يشار إلى أن فكرة اقامة جزيرة إصطناعية ليست بالجديدة بل تم طرحها من قبل الوزير نفسه، وعُرضت على الحكومة الإسرائيلية للنقاش، ولكن لم يتم تنفيذها كما لم تُثبت جديتها بعرضها للنقاش على الجانب الفلسطيني مثلاً !