لماذا إختارت كتائب القسام هذا التوقيت لنشر تفاصيل عملية شاليط؟

555x320_a80c3c56-5de1-4a08-b2ff-fc618ed53990
حجم الخط

نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أمس، معلومات عند دور " شهداء" في العملية  الأكثر تعقيداً حسبما وصفتها، الخاصة بأسر الجندي الإسرائيلي " جلعاد شاليط "، بعد سماح القائد العام للكتائب بنشرها.

وعن هدف نشر التفاصيل في هذا التوقيت، أرجع  الكاتب والمحلل السياسي "حسن عبدو"،  ذلك إلى الحرب الإعلامية بين الكتائب وإسرائيل، ومن خلال هذه التفاصيل أرسلت القسام رسائل مفادها :" أن لدينا كودار قدمت نماذجا ناجحة استطاعت الاحتفاظ "بشاليط"  طيلة 6 سنوات ،بالتالي فهي أبرزت نماذج قدمت أرواحها وأدت دورها المقاوم ببسالة.

وفي سياق اختيار التوقيت، يُرجح الدكتور ابراهيم عبيد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن هذا التوقيت يتضمن رسائل تهديد مُبطنة موجهة إلى الحكومة الإسرائيلية  إلى الدول العربية والأوروبية ، أن " حركة المقاومة الإسلامية – حماس- " هي حركة مقاومة مطالبة للحقوق الفلسطينية وليست حركة إرهابية ، خاصة في ظل التحركات الإقليمية على رأسها التفاهمات الإسرائيلية التركية، والحلف الذي تسعى السعودية لتشكيله مع مصر وتركيا والإمارات .

ويضيف "د. عبيد" أن مضمون هذه التفاصيل يحمل الجانبين العسكري والسياسي، حيث تريد " حماس" أن توجه رسالة مباشرة لإسرائيل مفادها:" أنه إذا ما فكرت إسرائيل بتوجيه هجوم مباغت لقطاع غزة، فإن لدينا نماذج آخرى قادرة على أسر وخطف جنود إسرائيليين."

وحول ان تعلقت هذه الرسائل بشاؤول ، يُرجح " د. عبيد "، أن القسام لن تقدم معلومات حول " شاؤول " بالمجان، لكن ربما هدف إلى فتح اتصالات غير مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية  من خلال أطرافاً اوروبية أو حتى عربية، مؤكداً أنها إذا ما أرادت أن تفصح عن عدد الأسرى الإسرائيليين أو أية معلومات اخرى،  فإن إسرائيل لابد وأن تقوم بعدة خطوات مثل رفع الحصار عن قطاع غزة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين لاسيما النساء والأطفال.  

ويعتقد " عبدو"، أن القسام سعى من خلال هذه المعلومات إغلاق ملفات تتعلق بأسر " شاليط" التي تشغل بال المخابرات الإسرائيلية وتُجهد نفسها في البحث عن هذه التفاصيل، ومن خلال الشهداء أغلق القسام تلك الحسابات القديمة، ربما تتعلق أيضاً ب" ملف شاؤول " الجديد، لكنها بالنهاية هي رسائل ناجحة ومقصودة .

وأشار "د.عبيد" إلى أن إسرائيل تتابع تحركات حماس جوياً وبرياً وربما حتى مراقبة إتصالاتها، وهي تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، وإسرائيل لن تُغفل عينها عن قطاع غزة – الذي يشكل عقبة في تنفيذ مخططات إسرائيل تجاه القضية الفلسطينية- وتراقب غزة مراقبة شديدة.

يُشار إلى أنه من ضمن التفاصيل التي كشفتها كتائب القسام حول العملية، هي تفاصيل استشهاد من شارك في احتجاز " شاليط " ، حيث اغٌتيل أربعة منهم في عمليات استهداف منفصلة، واستشهد خامسهم منذ قرابة اليومين إثر انهيار نفق للمقاومة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة .