ذكر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن رواية الشاباك وجيش الاحتلال الإسرائيلي حول التصعيد الحاصل في الضفة الغربية المحتلة وبشكل خاص في جني ونابلس، هي أن قيادة السلطة الفلسطينية منعزلة عما يحدث على الأرض، وذلك على خلفية العملية العسكرية التي نفذها جيش الاحتلال في جنين بالأمس، وأسفرت عن استشهاد أربعة شبان، وجرح العشرات من المواطنين.
وأوضح في تقرير نشره اليوم الخميس، أن الاشتباكات المسلحة مع قوات الاحتلال في منطقتي جنين ونابلس، لا يشارك فيها ناشطون من الفصائل الفلسطينية فقط، وإنما يخوضها مسلحون لا ينتمون إليها والتنظيم المسلح الجديد "عرين الأسود" في نابلس.
وأشار إلى أن مسلحين من حركة فتح يشاركون في هذه الاشتباكات، وفرضوا إضرابا في أعقاب عملية الاحتلال في جنين، مضيفًا أن "التناقض هو أن هذا كله يحدث في موازاة محادثات أجراها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مع وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، ورئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، حول تعزيز التنسيق الأمني. ويتضح أن الميدان منعزل عن القيادة، أو أن القيادة لا تفرض سلطتها عليه".
واعتبر يهوشواع أن ضلوع أفراد من أجهزة الأمن الفلسطينية في الاشتباكات ضد قوات الاحتلال آخذ بالتزايد، مثلما حدث في جنين أمس، حيث استشهد أحد أفراد الأمن الفلسطينيين بنيران أطلقها قناص إسرائيل من مسافة 500 متر.
وأوضح أنه في أعقاب رفع حالة استنفار قوات الاحتلال في الضفة الغربية، جرى تعزيزها بـ25 كتيبة، وأن الضباط الكبار، وليس فقط ذوي الرُتب الأدنى، يبقون في الضفة ولا يغادرونها في هذه الأثناء.
ونقل يهوشواع عن ضابط في وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود والتي نفذت العملية العسكرية في جنين، أمس، قوله إن "الجنود واجهوا نيران شديدة للغاية" أطلقها المقاتلون في مخيم جنين، وشملت عبوات ناسفة ذات مواصفات عسكرية "وتسببت بتعطيل مركبات، وبأعجوبة لم تقع إصابات" في صفوف قوات الاحتلال.
وأضاف الضابط أن العبوات الناسفة ذكّرته بغزة، وأنه "بفضل الكثير من الحظ وقدرة عسكرية عالية للجنود، انتهت العملية العسكرية بلا إصابات في قواتنا وبلا عدد كبير من الفلسطينيين المسلحين القتلى، كي لا يؤدي ذلك إلى تدهور آخر في الوضع".
وبين أن المطلوبين أمس أطلقوا النار بكثافة وقوة والقوا العبوات الناسفة وحاولوا الفرار لكن تم قتلهم أثناء محاولتهم الفرار .
وأوضح يهوشواع أن "هذه العملية العسكرية الصغيرة هي فرصة أخرى لإدراك كيف ستبدو عملية عسكرية واسعة في جنين، على غرار الحديث الذي يتعالى بشأن الحاجة إلى ’سور واقي 2’، وفي الماضي، كانت عملية كهذه لتصفية أو اعتقال مطاردين اثنين قصيرة وسريعة. وبالأمس، استوجبت عملية كهذه قوات بحجم لواء كامل (اللواء يضم عدة كتائب) وقوات خاصة".