لا شك بأن الشهداء هم الاكرم منا جميعا. وقدّم الشعب الفلسطيني عشرات آلاف الشهداء منذ معركة البراق حتى الآن. الشهداء الذين اعدمهم الاحتلال البريطاني مرورا بثورة 1936 وتضحيات الابطال في معارك 1948 ووصولا ال يومنا هذا. وهناك شهداء عرب وهناك شهداء امميون وهناك شهداء فلسطين الذين ارتوت الأرض بدمائهم.
خلال اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي بوش الصغير وبين مجرم الحروب ارئيل شارون، قال بوش محاولا ردع شارون عن قتل عرفات (اترك الخالق يتولى امره). ولكن شارون رد عليه حرفيا:" الخالق يحتاج لقليل من المساعدة" .
وحين نسي شارون الميكروفون مفتوحا وشاهدنا وسمعنا جميعنا ذلك. سأل شارون موفاز: هل من جديد في خطة القضاء على عرفات .
ان وفاة القائد عرفات بالسم النووي (لا يملك السم النووي سوى إسرائيل). وعجز المشفى العسكري في فرنسا عن إنقاذه أو معرفة سبب تكسّر صفائح الدم يثبت بالمطلق ان شارون هو من قتل عرفات .
من قبل اغتالت إسرائيل عشرات القادة من فتح وحماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي، واغتالت العلماء والمفكرين والادباء العرب والدوليين، ولا تزال. وهذا معروف عند جميع أجهزة مخابرات العالم .
الامر لا يحتاج الى تحقيق، وإسرائيل لم تنكر أصلا ولم تثبت براءتها بصفتها المتهم الأول. ومن قبل حاولت اغتيال الأستاذ خالد مشعل بالسم في اذنه. ولكن اعتقال قتلة الموساد على يد الشرطة الأردنية أجبر إسرائيل على ارسال الترياق لعمان وانقاذه .
يوم وفاة الزعيم عرفات كتبت يديعوت احرونوت كبرى الصحف العبرية عنوان الانتقام وجاء فيه (ادفنوه عميقا في الأرض). وهذا لوحده اثبات قاطع على خطة القتل .
بعد وفاة الزعيم عرفات بالسم الإسرائيلي ضاعت تيارات كثيرة في بحر العرفاتية. واكتشف عديدون ان أحجامهم صغيرة من دون عرفات، ووقع الانقسام الكبير. فانشغلت الأطراف الفلسطينية في توجيه الاتهامات جزافا ضد بعضها البعض وبطريقة مستمرة حتى الآن بلا ضمير ولا طهارة ثورية .
كل طرف حاول ان يثبت تورط الطرف المخاصم له في قتل الزعيم عرفات. ومحاولة اثبات الخيانة ضده ما يجعل الامر يثير الاشمئزاز. الأساليب غبية ومقرفة والجمهور الفلسطيني واع ورشيد. والاهم ان قواعد فتح تمتلك من الثقافة السياسية ما يجعلها "السهل الممتنع"، ورغم ان كل طرف يحاول اقناع نفسه ان قواعد فتح معه. لكنهم يعلمون جميعا في قرارة أنفسهم ان جماهير فتح عرفاتية مخلصة وهي مع عرفات وليس مع احد منهم.
ان استمرار العبث بهذا الملف قد يجعل الامر صعبا. ولكنه لن يغيّر في نتيجة التحقيق أبدا .